صحيفة المثقف

ردا على من يدعون ان الاسلام لم يحرر العبيد!

عقيل العبودالى سيدي أمير المؤمنين علي بن ابي طالب

وانا اتصفح الإنترنيت قرأت موضوعا كتبه على ما يبدو احد من يروّجون لثقافة الإلحاد يقول فيه ان الإسلام لم ينظر نظرة شمولية الى مسألة العبيد.

 لذلك انتابتني شعور بالخيبة تجاه هذا الصنف ممن يحملون بعض الثقافة، والذين بحقهم كما يبدو، ورد قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين) ٦-٣١.

هنا بكلمة مختصرة أود الإشارة الى ان اكثر الناس بعد رسول الله فهما للقران هو الإمام علي(ع)، وأهل بيت النبوة، والصحابة المنتجبين.

ولذلك المتتبع لنهج البلاغة، يفهم ان القران لا يتم فهمه وتفسيره بطريقة المطابقة العلمية والشرعية والأخلاقية الصحيحة، الا بعد استقراء ما ورد فيه، وما يتبعه من احاديث على السنة المقربين.

وهو المصدر الاساس للقوانين والتشريعات، بإعتبار ان فهم احكام السماء يحتاج الى عقل مستنير ونفس طاهرة، وإلا ليس كل دارس اوباحث بقادر على فهم مبادئ السماء بطريقة ناضجة.

فهو القائل(ع) (لو كان الفقر رجلا لقتلته) وهو القائل (الناس صنفان اخ لك في الدين، أوأخ لك في الخلق)، وعلى غرار القول ايضا (لا تكن عبد غيرك وقد ولدتك أمك حرا).

والا من الذي اطلق تحرير الرقاب، ومن قام بتحرير بلال من ربق العبودية، ابان عصر الجاهليَّة، أليس الإسلام، أم غيره؟! 

هنا الاسلام والقران نظرته شمولية تاريخية، تدرجية، تطورية هذه النظرة، تمت على اساس ان الأحكام والقوانين التي تخضع لها المجتمعات، هي التي تفرض الإرتقاء بالمجتمع نفسه، بمعنى ان النظام الاقتصادي لأي مجتمع من المجتمعات، انما يخضع لطبيعة القوانين التي تؤسسها الحكومات، وهي التي تفرض أنظمة الحياة الإجتماعية، والحكمة تقتضي تربية العقل. 

فالإنسان حمل الأمانة التي هي القران، فكان ظلوما جهولا، كما ورد في قوله سبحانه: (وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا).

لذلك القران لم يتدخل في هيكلية البناء الإجتماعي والإقتصادي للقوانين والانظمة، وترك الأمر لأنظمة هذه المجتمعات، بإعتبار الأمر تحصيل حاصل، حيث قال الله تعالى في محكم اياته: ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

المعنى ان نظام التغيير  انما يتم داخل ذات الفرد والمجتمع).

وعليه فان فلاسفة الإجتماع والسياسة، قسموا التاريخ والنظام الاجتماعي الى مراحل، اوعصور، ومن ضمنها عصر الرّق والعبيد. 

اذن الإسلام عندما لم يطلق الفتوى بحرمة العبيد، إنما لأن الأمر تابع كما قلنا في مقدمة الكلام الى الفرد، والمجتمع ، والحكومة، بإعتبار ان قرار العبيد خاضع للتطور الاجتماعي والسياسي، حيث بحث ذلك هيكل وفيورباخ وغيرهم. 

وعليه ان الخوض في امر خالق الأكوان والقرآن، إنما يعد مضيعة للوقت.

 ومن اراد فهم الإسلام بشكل صحيح، ليذهب وهذا مهم، للبحث في مناهج جامعات الغرب، حيث أقوال الإمام علي (ع ) من المراجع المهمة، والتي يتم تطبيقها في تلك المجتمعات بحكم فهمها بشكل دقيق، اكثر من بعض مجتمعاتنا الاسلامية وللأسف.

 

عقيل العبود 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم