صحيفة المثقف

شاعرية الفكر وذات الشّاعر

ابراهيم رحيمقراءة في مجموعتي ثغور ولسعات، الألوان العطور الأصوات، لعبد الله نجم محيسن

(ماهية الشّعر، تستقر في الفكر) ..هيدغر.

(كما أن الشّعر يتضمن الصّياغة الفنية الفريدة والموسيقى الكلامية، يتضمن أسمى الأفكار الإنسانية وأكثر السّلوكيات النّفسية تعقيداً) .. توماس استرنز إليوت.

المفاهيم والقضايا الفكرية ساهمت بتطوير الشعر الحديث، أن الشّعر يمكن أن يحتوي بداخله - من بداياته حتى نهاياته- رموزاً، استعارات وتناصات ذوات طابع فكري أسطوري وممّ لا شك فيه، بلغة لا تخلو من كنايات وربما كانت مملوءة من غموض الإيهامات، للحديث عن عالم الشّاعر المتخم بالوجع والعذابات بالرّموز والإيحاءات. ومن هنا الشّاعر الحديث يحتفل بالفكر إلى جانب العواطف واللغة الشّاعرية، كما يذكر هيدغر أن اللغة هي من تكتبنا وكل محاولاتنا الشعرية وغير الشعرية تندرج برغْبة اللغة في الظهور، فكيف لا وإذ ينشدها ببيت الكينونة.

في هذا الاطار يمكننا القول أن الشّاعر الحديث يدمج بمتناقضين، لطالما كان من المستحيل جمعهما في خانة واحدة، الخيال الشّعري هذا الطائر الفينيقي والمنطق العقلي المنظم، بسحر اللغة.

فيما يخص العناوين المختارة لدواوينه:

أجزم أن فيما وراء اختيار العناوين، شفرةً، لمشاركة العناصر المفتتّة في صنع نسق جديد، مركب من جزيئيات متناسقة وأخرى غير متناسقة، ليكون ذا ابعاد متكثرة تحتضن الأطياف المتباعدة وتتناغم مع التّنوع الحضاري العالمي، ثغور ولسعات (الدّفتر الأول)، الألوان العطور والأصوات (الدّفتر الثّاني) وعناوين كتبه الأخرى، النّوم على الرّمال - مجموعته الشّعرية الثّالثة (لم تطبع بعد)- ، المنازل (أدبي فلسفي) إلخ... محاولة سامية من الشّاعر لإظهار هوامش کانت منسیة، مغفولاً عنها؛ إذ بثقافته الشاربة من كأس الفلسفة الغربية وعقليته الشّرق أوسطية يحاول لملمة هذه الهوامش وإظهارها من جديد بمرآة اللغة الشّفافة طوراً والغامضة في أطوار أخرى وعند كلها بحُلة جديدة مركزية تدعو إلى الوسطية ليقوم بعالمه الذّاتي، إثر دمقرطة نصوصه الشّعريّة ومشاركته إياها بعالمنا الأوسع ذي الثّقافات المتعددة...

فكما يقول ذاك الفلسطيني: هنا هامش يتقدم أو مركز يتراجع!

الحديث عن الذّات حديثٌ عن قلقٍ وجودي مصحوب بالفكر، يصل لمنصة الشّعر بعد معاناة باطنية متأثرة بعالم الخارج ومعالمه الفكرية، فالشّعر قلق كلامي عميق، حين تتوقف اللغة بالظهور في شكل مألوف.

 و من هذه الأحاديث:

۱- تکرار مضامین الحيرة، الظّن، التّردید، الشّك، الخوف، الرّهبة، الوهم، الضّياع والضّيعان

فجأةً / خارج حيرة الأفعال/ يحررني شعورٌ/

بقبلة ساخنة(نغمات وردية- الدّفتر الاول)

وهمَ حدثٍ دون بعد/ ربما رهبة/ أو ربما غطسة في ربما!(همس المواكب- الدّفتر الاول)

إذ أضعتها أنا/ في ضجيج وردي(البّقاء والذّهاب- الدّفتر الاول)

و ربما/ أمل/ معلق/ كنفسي!(إغواء- الدّفتر الثّاني)

معلق/ تشابكت/ فيما بين زمنين/

لا هذا ولا ذاك(التّعلیق- الدّفتر الاول)

وأنا الذي/ ارتدّ من نفسه/ وفي کثرة الآثار ضاع! (أنا- الدّفتر الاول)

إن من هذه العناصر المتكررة بكثرة، نستخلص أن ذات الشّاعر لم تكن لتذوق صمت الارتياح إلا بعد صخب الأوجاع تلو قلقٍ فكريٍ قار - هل، أما، أين، أيكون؟-

۲- الحديث عن المفاهیم الدّينية والإشارة إلى الاساطير

إنّ للشاعر أن يصحب شعره بإشارات أساطيرية، من شأنها أن تقلل من حدّة ثرثرة الكلام غير المجدي، وأن يبلغ مبلغ التّأثير المضاعف على ذهن المتلقي وإثارة فكره بيد الإيحاءات هذه، بغرض اضافة مساحات تمثيلية في شعره وبالطبع فرض السّطوة الشّاعرية بصنعة الايجاز. استخلصنا من بعض اشعاره هذه الإشارات:

في الدّفتر الأول: في شعر عالم آخر (ابراهيم، الرّسل، القمح  أو التّفاحة، محمد، الصّليب، المعجزة، الفينيق،) / في شعر رجوع اوديسيوس (تضمين الآيات الأولى من سورة الواقعة، اللعنة الإلهية، القيامة، عالم الموت، الوسوسة، الخلود، الآلهات، العبودية، ملحمة طروادة، لعنة الآلهات، ملحمة الياذة، اوديسيوس، حصان طروادة)/ في شعر إعجاز(عصا موسى، إعجاز النبي)/ في شعر ثلاثة نقاط في الشّفق(البّرزخ ،الشّهيد، الأقنوم والصّليب)/ في شعر العروج (تاج الشّوك، النّبي عيسى، العروج)/ في شعر التّحديق (المعجزة، النّبي، شق القمر) / في شعر القيامة (يوم القيامة، الأموات)/ في شعر حقیقتي (ابراهيم، نمرود، اسماعيل، الذّبح والتّضحية، الصّنم، جبل النّار).

في الدّفتر الثّاني: في شعر فرح (نهاية العالم، الإيمان، صوت الإله، الأخ الأصغر، الفأس، الصّنم الأكبر، الجنة)/ في شعر بمفترق الطّريق (الهجرة، تضمين فكانت هباءا منبثا، البّرزخ، الألوهية والحطيط، الصّنم والفأس، المدينة والصّحراء، تضمين قسم البّلد الأمين، الكوميديا الالهية، دانتي)/ في شعر تسعة وعشرون (النّار، الكمال، الضّيعان، اوديسيوس، ملحمة طروادة، بيت المقدس، تضمين برداً وسلاما) / في شعر الخبز والشّراب(العشاء الأخير، الصّليب، الخبز والشّراب).

۳- الحديث عن الإنفعال الحركي والإنتظار في نقطة ما(اللامكان):

أن تقف في مركزية العوالم والأشياء، فيتردد من حولك الصّغير والكبير، أنت الخالد والآخرون يغترفون من بحرك ما يَطِل أعمار مواسمهم، أنت البدايات ومصب النّهايات.

تعالَ/ ما¬زلت منتظراً (في إنتظارك - الدّفتر الاول)

ستجدني/ في ذلك النّوم الأبدي (قلب شاغر - الدّفتر الاول)

يصيح بالخريف/ هلمّ/ هلم(خريف - الدّفتر الاول)

في بداية القصة ونهايتها (ثلاثة نقاط في الشّفق - الدّفتر الاول)

حتى يسمع من الأزمنة الآتية/ دوي اللوغوس البعيدة (رجوع اوديسيوس- الدّفتر الاول)

لأنني أرى/ نهاية العالم... / ليس النّهاية فحسب/ بل البداية (فرح - الدّفتر الثّاني)

و كأنّ، عند شاعرنا البداية والنّهاية سواء، كل شيء قد حدث قبل أن يحدث وهذه هي عقيدة زينون الرواقي إذ كان يقول أن الحركة ليست سوى وهم!

كما يقول الفلسطيني:

ربما نسي الأوائل وصف شيء ما إلخ حتى يقول - يسبقني غدُ ماضٍ-.

4-  الحديث عن الفكر واستخدام الالفاظ والمصطلحات الفلسفیة:

الفكر، السّجادة السّحريّة التي توظفّها الفلسفة، لبلوغ ما يبلغه المفكر الشاعر، بواسطة امكانات اللغة والشّاعر العظيم هو من يجيد استخدام هذه الأدوات فيروّض خيل الخيال الجامحة ويسرجها بسرج الفكر لتنير نصه الشّعري كسراج لا تطفأ شعريته للأبد.

نذكر على سبيل المثال بعض هذه المفاهيم:

الف) مفهوم القياس:

من المنطلق، الارسطي افضل طرق الاستدلال من الطّرق الثّلاثة هي القياس ولكن شاعرنا يسخر بهذا الاستدلال بكناية لطيفة في صورة شعرية عجيبة:

في شعر مقدمات القیاس (الدّفتر الاول):

مازلت عاجزاً في مقدمات القیاس / قطرة قطرة / أصيغ المطر/ الكبيرة تلو الصغيرة

و يضيف في النّهاية:

راكباً عجلة الاستدلال الباطلة / بنفسي أنقض نفسي

فكيف ينسج المطرُ الحياةَ بكامل تفاصيلها - من أصغر الأمور حتى أكبرها- وهل يكون هذا من ضرب المنطق البحت؟

ب) قاعدة الواحد لایصدر عنه إلا الواحد:

تضمين قاعدة الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد في شعر(تسعة وعشرون) وتعني: بسبب الثّبوت وعدم تغيير ذات واجب الوجود لا يوجد فيه أي تشتت أو تفتت وإلخ.

ج) مفهوم اللوغوس:

 في رأي الاغريق وفلاسفتهم هو المنشأ للغة، العقل، المعرفة، الفهم والمعنى.

تسخر مني/ الآلهات/ أنا/ أنا إله ضجور

في هبوط النّسيان / يجلس على سرير الجنون/ حتى يسمع من الأزمنة الآتية/  دوي اللوغوس البعيدة (رجوع اودیسيوس- الدّفتر الاول)

همسة في البعيد/ هناك حيث اللوغوس/ ليس هذه اللغة ولم...(بمفترق الطّريق- الدّفتر الثّاني)

د) الاشارة إلى فلسفة هيجل في كتابه - ظاهريات الروح-:

كان يؤمن أن هنالك، إرادة تسير بالعالم والتّاريخ دون التّأثر من إرادة الإنسان، وبهذا، هي في طريقها لمعرفة نفسها حتى تتم المعرفة وينتهي التّاريخ.

أنا الذي مخاطبا نفسه قال أنت/ وفي تَرداد حدیث النّفس

تردّد/ ارتدّ من نفسه/ وفي کثرة الآثار ضاع! (أنا- الدّفتر الاول)

يستخدم الشّاعر في هذا الشّعر الرّومنطيقي هذا المفهوم ليقول لمحبوبته ها أنت أنا وهذا ما قرّبنا!

ه) الطّغیان على مفاهیم الفلسفة الاساسیة كالعدالة والحرية.:

كريرُ صدرٍ/ أو نعرةٌ/ على سلالة تسري في روحي/ ضد العدالة/ ضد الحرية

ضد هياكل معنى، نحتناها بشهد العناء (لا شيء - الدّفتر الاول)

و) استخدام فكرة الرجعة الأبدية لنيتشه:

تعني " أن كل فترة يمر بها الكون، هي صورة مضبوطة للفترة التي سبقتها". أي البناء الجديد يتدارك القديم أو كل مرة يظهر، بمعنى جديد ولكنه يظهر بالتأكيد.

سنرجع/ كغرباء أقرباء

محدقي النّظر/ وجه في وجه/ بشعور ممزوج

و¬ملطخ بالحيرة/ سنعبر من أحدنا الآخر(لا شيء- الدّفتر الاول)

و¬هذه المرة أبي/ يتكرر بي/ في قيامة مبكّرة(طلوع الليل- الدّفتر الاول)

أقلّب أوراق التّاريخ/ وُلد جرحٍ جديد (الجرح الجريح- الدّفتر الاول)

في عدة موت وحيوات (کلام الأوراق- الدّفتر الثّاني)

سوف أنسى

...

يا ليليّ الرّملي/ أبسط الزّمان

و أوِّلني لشيء آخر(ليليّ الرّملي - الدّفتر الثّاني)

5- الأضداد والمفارقات

كيف يظهر الفكر دون تضادات وكيف تتم المعرفة؟ المعرفة هي ربط الأمور المتفككة بواسطة الفكر وتوحيد الأمور التي تتراءى لنا مفككة بادئ الأمر. ففي البدء كان الاختلاف.

الأضداد من سمات الشّعر الحديث والقديم كذلك، فالشّعر الذي يأتي بالأضداد والمفارقات نتيجة انكماش الفكر والخيال، خصب بقدر القراءات المتعددة له وذو انتاجية أكبر وذو تأثير أبلغ على المتلقي.

على ضوء المنهج التّفكيكي، النّص يولّد نفسه كل مرة بيد الأضداد الثّنائية، فإن عرفنا هذه الأضداد والمفارقات، استطعنا أن ندخل النص ومعرفة بنيّته الممزّقة المفكّكة، كي نكتبه من جديد في كل قراءة جديدة:

كغريب قريب/ أحدق بك وجهاً لوجه (لا شيء- الدّفتر الاول)

موسم ميت/ ماذا أفعل بين الأحياء؟ (نغمات وردية- الدّفتر الاول)

وحده السّفر مقصدي (نغمات وردية- الدّفتر الاول)

أهو نقطة أو وجهة هذا السفر!

كأرواح سعداء/ يدعون أهل الجحيم لضیافة المرايا (نغمات وردية- الدّفتر الاول)

تسعد أرواحٌ وتدعو من حكم عليهم بالنّار للمشاركة في ضيافة ما!

عنوان شعر جنة الفينيق من الدّفتر الثّانی:

الفينيق الذي يرى النّار جنانه ويبحث فيما وراء الحرقة بالنّار، ولادته الجديدة. الشّاعر هنا معلق فيما بين السّماء والأرض - الموت والولادة- كهذا الفينيق، لكن المفارقة أنه لا يتحرك ولا يجد هذه النّار الخالقة كما يصفها أدونيس.

لا خطاب/ لا سلام يتلوه لعنة (أنا- الدّفتر الاول)

عالم ليس فيه السّلام/ لعنة (عالم آخر- الدّفتر الاول)

أو ملوثاً بتلوثٍ/ هذا الحظّ الأبيض (ثلاثة نقاط في الشّفق- الدّفتر الاول)

بياضاً متلوثّاً أو تلوثّاً في بياض!

ففي استخدام هذه المفارقات، تكمن شاعرية الفكر والذّات الشّاعرية كذلك، إذ يفسح المجال أمام الأضداد ويسمعنا أصواتها معاً، كما أنها حالة مثالية؛ من دمقرطة الشّعر وإفساح المجال وتوحيد الفكر والخيال.

6- استخدام مفردات اساسية توحي بالحياد الفكري كالوسط والوسطية:

 في أشعار عبدالله كل أمر كالحياة وحتى الوقوف في العالم، نقطةٌ، تبدأ الأمور منها وتفضي إليها. النّقطة التي لا تظهر حتى تصبح كل شيء أو تربط به وإن كانت مغادرةً من قبل هذا إياه، فيسمّيها الوسط والوسطية من كل شيء، فمنها السّفر وإليها:

نجد هذا الأمر في اختيار عناوین بعض اشعاره ك :

أنصاف/ قصيدة نصف مكتملة/ في منتصف الطريق

 وفي نصوص أشعار أخرى مثل:

شعر الإبتسامة والذّهاب:

عطش أنا / حينما حتى الذّهاب يكون ذاهباً

(النّقطة مسافرة،أي توقف الشّاعر في مكانه ولم يصل لعربة الحياة من آمال وأمنيات وتحتّم عليه أن يبقَ عطشاً مدى الحياة)

شعر کلام الأوراق:

و جرح توقّف أعلى جرح ثان

(لا إختلاف في الجروح، مهما بلغت من غور، فإنها تكون كالرّكام على تلال الرّوح)

شعر البيت واللعنة:

يبحث عن شيء/ ليس بشيء /لا شكل له لا حدود

(لا حدّ لها ولا حدود، أنها الكلمة الوسطية التي يرنو إليها الشّاعر)

 

شعر نسبة ما:

أنا نسبة / معطوفة بشيء/ بأحد/ نحو وجهة ...

(لديه كينونة عاریة لا تنتسب لنفسها بل تكون كأداة وسطية للصلة فيما بين أشياء، كالحرف في بنيان الجُمل)

7- مضمامین الموت، الزّمان والأبدیة:

الموت، الزّمان والأبدية، الشواغل الأسطورية القديمة التي شغلت ذوات الفلاسفة وعامة الناس وشكلت وطورّت افكار العالم بكل الأزمنة والأعاصير، إثر لهيب القلق النّاشئ من التّفكير بهذه الأمور، ولا شك أنهن أصبحن موتيفات متكررات عند أكثر الشّعراء علموا هذا أو لم يعلموا.

في عدّة موت وحيوات/ بعد ملايين السّنين

في عدة أقوال وأحاديث(کلام الأوراق- الدّفتر الثّاني)

هطلت أمطار/ مواسم تعدّت/ ملايين الملايين من السّنين

الطّيور والمعجزات/ أتت ثم ذهبت(تحديق- الدّفتر الاول)

أطلُقُ عليها الأبديّة/ إن تلاقت أنظارنا في ثانية ما (الأبدية والقدر- الدّفتر الاول)

ما أجمل الأبدية إن كانت إلتقاء النّظرتين.

أيها الموت/ أيها الجار الهادئ/ ماذا تريد في ضباب العناء هذا

و خوف ممتد/ خلفه لا شيء

و لكن خلف اللا¬شيء/ أ¬نوم طويل؟ (التّبعید- الدّفتر الاول)

تعال لنفكر بالموت/ بالنّهاية/ بالخلاص/ نحن فقط!(نهايات جميلة- الدّفتر الثّاني)

8- الحديث النِّسوي:

هذا الحديث الذي يشغل الأواسط الأدبية هذه الأيام وأصبح لديه، أدباً، منهجاً نقدياً، فكرياً، شعرياً ذا طابع اجتماعي. في شعره، البحث عن الأنوثة ليست البحث عن الجنس والجنسیة، ولكن كفكرة أبعد منها، للتناغم مع العالم من حوله، كأمرٌ أبعد مسافة، من الحدود المألوفة:

عند استدعاء معجزة/ إلى النّهاية / أركضُ حافياً في سهول جسمك (عالم آخر- الدّفتر الثّاني)

في مطلع الفجر/ أبحث عن إمرأة / مودوعة فيها سخطي/ في هيبة وطن/ ربما بيت/ وجدته خراباً منذ الولادة (إغواء- الدّفتر الثّاني)

..

أيتها المرأة الضّائعة/ ليس لك من عنوان/ غير إلتواء هذا العطر/ يا عديمة النّظير/ ما أبعدك!(الذّهن المعطّر- الدّفتر الاول)

كحائط/ كإبتسامة/ يحاصرني في الرّيح / غناء إمرأة من البعيد

إمرأة من سلالة لا أحد

لا تشبه أي شيء رأيت (الإبتسامة والذّهاب- الدّفتر الثّاني)

فأن هذا الطّابع النّسوي في شعره، كتلك التّفاحة الذّهبية التي أطلقتها أريس، فإفتعلت الحروب بين جميع النّساء، لتأتي المنشودة في أشعاره وتقضم من تلك التفاحة ولتنتهي الرحلة بعدها، نحو اللامكان.

 

إبراهيم رحيم - الأهواز

.......................

* عبدالله نجم محيسن مواليد 87 ميلادي شاعر وكاتب أهوازي درس الفلسفة، يكتب بالفارسية، لديه مجموعتان شعريتان وكتاب أدبي فلسفي تحت عنوان (المنازل).

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم