صحيفة المثقف

وأنت تلتهم ما تبقى من أفاعي النوم

بعصا موسى..

تاركا زهرات أوركيديا..

سقطت من غصون شرايينك

على سريرك الخشبي..

جرة مليئة بالذهب

اختلستها من ألبوم طفولتك الجميلة..

خاتم سليمان خبأه الهدهد

في سترة جيبك..

تاركا فراشة صوتك البني على الكنبة..

ملابس توت عنخ أمون..

الذي نام جوارك الى آخر الليل..

قاسمك التبغ والصخب العبثي..

التحديق في أسرار (كتاب الموتى)

وأنت صاعد الى قمم الضوء..

بجناحي متصوف..

قد يطالك سهم منطلق

من قوس غراب متطرف..

قد تختفي فجأة مثل صحن طائر..

قد تفقد ساقا أو ذراعا..

أو يعض شحمة أذنيك خفاش ..

أو تواصل محو ذاتك في تابوت..

تحفظ في ثلاجة الموتى

مثل كيس مليئ بالأسماك..

لتكون طازجا جدا وشهيا..

في قائمة وجبات الموت العربي..

قد يأخذك الجنون رهينة..

أو تحملك شظية الى بيتها العدمي..

وأنت تلعب بحبل المتناقضات..

في سيرك الصيرورة..

قد يخطفك نسر شهواني

لتكون وجبته السريعة..

قد تدهسك عانس بثدييها الحجريين.

وأنت تحاول رتق فراغ الأشياء..

بدموع الأسماك..

ودخان الغرقى..

جلب غيمة ضحوكة الى حديقة الأرمل..

اعادة تمثال هارب الى المستشفى

مواساة هيكل عظمي أمام دار المسنين..

تأبين مروحية تتلعثم في مشيتها..

ترجمة دقات قلب الحمامة..

الى لغة الأشجار..

قد يباغتك نيزك مسلح بهراوة..

أو يسحبك ضباب كثيف بحبل طويل من جهة اللامعنى..

أو تهرب روحك في منطاد..

قد تسدد لكمة هائلة الى وجه العالم..

لكن بعد فوات الأوان .

***

فتحي مهذب