صحيفة المثقف

الأساس بين تراجع الإحساس وتلوث الأنفاس

عقيل العبودمنذ اول عملية تغيير في طبيعة الحكم السياسي العراقي، كان التركيز على تهميش العقل بطريقة مدروسة من خلال إشاعة فكرة الإنتماء لهذه الكتلة اوتلك.

وتحت هذا العنوان وبطريقة غير مباشرة، أشيعت فكرة الطوائف حيث نشوء وانقسامات الكتل وعلى غرارها الأحزاب.

وبناء على ذلك صار التركيز على فكرة الانحياز والانقسامات العرقية والطائفية على حساب الوطن والمؤسسة والحياة، ولهذا لم يتم الاكتراث بمصير الانسان وصحته.

حيث تم تناسي قضية ركامات المواد المشعة والمسرطنة، وانتشار الأوبئة والامراض بما فيها سرطان الرئة.

وبين هذا وذاك، يتم وبكل صفاقة توسيع رقعة الفضائيات حيث لكل حزب فضائية وقناة، وكل ذلك على حساب الموارد ونظام العيش الخاصة بالمجتمع العراقي.

هنا باعتبار ان للمقدمة ارتباط مع ما جاء في العنوان، ولما تقتضيه احكام الضرورة لا بد من التأكيد على قضيتين:

الأولى قضية الإعلام والإغاني الفاسدة:

 حيث يتم ترويج أكمام من الأغاني الرخيصة هذه الايام، اضافة الى اتساع رقعة الملاهي والنوادي الليلية، ما يشير الى تخطيط مسبق، وبترخيص من قبل الأحزاب والكتل الحاكمة والإسلامية منها، ذلك بغية إفساد الإحساس بالحياة، وإجهاض الوعي والمعرفة لدى الناس.

نعم لقد تم التخطيط المدروس لإفساد الذائقة العامة للجمهور على حساب الوعي، تحت اكذوبة الترويح والترفيه، حيث بدلا عن بناء المؤسسات الخاصة بالبحث العلمي والأكاديمي وكذلك بدلا عن المدارس والمؤسسات الإعلامية والمسارح الواعية وبدلا ايضا عن بناء الجامعات الحكومية وتزويدها بجميع لوازم البناء العلمي والتكنولوجي، يجري العمل على افتتاح الملهى الفلاني، والنادي الفلاني، ويتم تمويها توسيع المولات التجارية حيث فكرة استيراد الملابس والعطور ما يراد منه اشغال الاخرين والشباب خاصة بتوافه الأمور.

وهذا كله مع الاشكاليات القائمة على فقدان الثقة بالأحزاب الدينية أدى الى ابتعاد معظم الناس حتى عن ابسط معايير الالتزام الديني وللأسف،  حيث صار كل شئ مبرر ومباح.

 فالتفريط بإنسانية الانسان وحياته امر مباح، واشاعة الشعور الفاسد مباح، وترويج مؤسسات العهر مباحة، وتلوث العقل مباح، مثلما تلوث البيئة مباح ايضا.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم