صحيفة المثقف

حداثة الحرية في بلادي

الحرية مصطلحٌ موجودٌ مع وجود الإنسان وترتيط به، فهي جزءٌ من كيانه منذ القِدَم، وبالمعنى العام الحرية تعني امتلاك الشخص لإرادته وقدرته على اتخاذ القرارات دون تأثيرٍ جبريٍّ أو طوعيٍّ من طرفٍ آخر. لكن المفهوم الدارج للحرية في التعبير عن الرأي في مجتمعنا يظهر في الامور السياسية حصرا ،لذلك وبكل فخر نعتبر انفسنا نعيش مجتمعا حرا ونصدق تلك الكذبة .وباقي مفاصل الحياة يحيطها الغموض وتلتف حولها اسلاك شائكة قد تؤذيني وانا اكتب عنها فقط، لانها قوية وقديمة ومع كل هذا القدم والزمن لم تتآكل لان هناك من يعتني بها ويرمم اي خلل يحدث، لانه يتنفس من خلالها .وسبب هذا الانغلاق وخوف الاقتراب من هذه الجوانب المهمة في الحياة هو التعصب الذهني الذي يعمي بصيرة الانسان عن الرؤيا المتكاملة فيختار النظر من جانب واحد ويخاف الانفتاح او تجربة اي جديد .فيعتقد واهما ان اختيار القديم هو الاسلم والاكثر امنا، يقول نيتشه (هل تريد حياة سهلة ابقى في القطيع وانسى نفسك فيه) .....الاعم الاغلب نسي نفسه في القطيع منذ قرون من جيل لاخر .التغيير الذي يجري يشمل الرداء الخارجي للروح مجرد مظهر فقط.... والافكار الداخلية لاتمس ولا يشملها التغيير ولا التطور لذلك نشعر دائما بشيء نشاز غير متطابق، فسهولة وسرعة تغيير الامور السطحية لايتلائم مع ثبات وبقاء الافكار نفسها بلا تقدم وتغيير لآلاف السنين وهذا ينفي انسانيتنا وماميزنا الله به عن باقي المخلوقات... ، فلا نحن بقينا قلبا وقالبا مع ماولدنا عليه ولا نحن تغيرنا كليا نحو الافضل... نتخبط .. بين من شوه الحرية والبسها ثوب السطحية والزخرف الكاذب وبين مطالب بتطور وتقدم لكن بتروي دون مساس واقتراب للأسلاك الشائكة ..

 

هناء عبد الكريم

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم