صحيفة المثقف
بكائيّة الليل
لا تنــــــم ياليلُ إنّي – ساهــــــرٌ للأبد ِ
وجراحاتي الدوامي – ما لها من عدد ِ
**
ها أنا ياليل وحدي – في الدروب الخاويه
لم يلوّح ليَ شيءٌ – غيــــــر تلك الهاويه
**
آه ِ ياليلُ وماذا -- ما ورائي أم وراك
عدميٌّ أنت مثلي – لم تكن هذا وذاك
**
أيّها الليل أتدري – ما نداء القادم ِ
إنّه صوت شقائي – وشقاء العالم ِ
**
ضمّني ياليل نهراً – من دمـــــــوعٍ وأنين
ودع الأحزان تبكي – من بكائي كلّ حين
**
فتنهّد مثل قلبي – وتجــــــرّد للحياة
ليقول الحزن شيئاً – لم تقله الكائنات
**
واستدر بي لمكان ٍ – لم يعش فيه مكين
فأنا ياليل أولى – بضجيـــــــــع العالمين
**
كنت قبل الدهر طيفاً – قبلما كنت تراب
وأنا الآن طريــدٌ – وعلى رأسي غراب
**
فالذي أشعر فيه ِ – صرخةٌ في لا زمان
والذي أهفو إليه ِ – وطـــــــــن ٌ للهذيان
**
أيّ تيهٍ دائريٍّ – ياضياعي أتّقيـــــــــه
مأتميُّ الكون قلبي – تندب الأحلام فيه
**
آه ِ ياليلاي َ قل لي – ماالذي كان التمنّي
ليس لي إلّا أنينٌ – سلبتــــــه الريح منّي
**
أنت ياليلايَ مثلي – لك في السرّ دبيب
وكلانا كغريبٍ – جاء من كون ٍ غريب
**
ذاك ياليلُ رمادي – طُف أياليلُ عليه
فأنا قد جئت منه – وأنا أمضي إليــه
**
العراق – الشاعر أبو يوسف المنشد