صحيفة المثقف

فن الإنارة بين الدعارة والطهارة

عقيل العبودان تنير الظلام لكي تتنعم بالضوء الذي يفتح أمامك الطريق للتمعن والتأمل بجمالية المكان، معناه ان تمنح العقل والحس معا لغة المحبة، اوأن تضع هذه النعمة في نصابها المُقَدَّس.

بينما بعكسه عندما تستخدم تلك الألوان لأغراض الإثارة ودعايات الجنس الرخيص، معناه ان تسلب عقول الآخرين وتدنس مشاعرهم بعد ان تجيز أوتستَبيحَ لنفسك تقبيح الحقيقة.

ان فن استخدام الضوء يرتبط مع الديكور الذي اكثر ما يستخدمه الفنان للكشف اوترجمة الألغاز العميقة خلف الستار، اويستخدمه الطبيب اوالمحلل البايولوجي لأغراض التشخيص البكتيري أملاً بالعلاج. 

هو مشعل الحقيقة التي سرقها بروميثيوس ذات يوم من زيوس لترتقي الحياة ولتستبدل ظلمة الجهل بأنوار المعرفة، وهو الطريق الى كشف الستار عن المستور، لا لإثارة شهوات الجمهور. 

لقد استبدل الشيطان فنون الإنارة تلك التي تعد مفردة من مفردات الطهارة باللوحات الضوئية الخاصة بترويج الدعارة والإثارة، والتي تستهدف هذه الايام  بعض الشباب والشابات عبر محلات ما يسمى المساج الطبيعي وبعض صالات التجميل، لتكون أمكنة للجنس الرخيص والتدليس والتدنيس.

وَإلّا والسؤال لوزارة الثقافة والفنون والإعلام، أين المدَّعون بقيم الدين والاخلاق، أين وصل الإنسان في العراق، أين مديريات التخطيط والإحصاء الخاصة بجرد هذه المحلات والكابريهات، أين الذين دائما يتنطعون بمقولة سيد الشهداء الإمام الحسين(ع) عندما قال متحديا طواغيت العصر الأموي

(لم اخرج بطرا ولا أشرا انما خرجت لإصلاح امة جدي)، أين الفضلاء أين اصحاب المنابر من هذه الظواهر!؟

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم