صحيفة المثقف

مشكلة الموارد المائية والبيئة في العراق

عقيل العبودقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (وجعلنا من الماء كل شئ حي افلا يؤمنون). والمعنى ان الحياة قائمة على الماء فهو الطريق إلى الخصب والنبت والطعام، (والإيمان) في كلمة يؤمنون في الآية، تذكرة لأن يكون أي الماء موضوعا للقيام بمهمات السقاية والزراعة املا بالخصب والعطاء.

فهو المورد الأساس للطاقة الكهربائية والحياة، وهو الطريق لبناء الحضارة، وفي زمن الفراعنة اعتمدوا تشييد الإهرامات لتكون مصدرا لهذه الطاقة اعتمادا على نهر النيل، وهذا ما ناقشه في موضوعه سر بناء الاهرامات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله.

وفي الدول التي ليس فيها أنهر تجد ان هنالك اعتمادا كاملا على مياه المطر حيث الآبار مصادر مهمة لتخزين المياه.

أما في الدول المتطورة فالماء له حسابات كثيرة ودقيقة، منها انه لا يجوز التفريط به وهنالك عدادات لحساب المياه المصروفة وهو ثقافة يتم تدريسها حتى للطلبة المبتدئين تحت عنوان the world of water أي عالم المياه.

اضافة إلى أن هنالك برامج خاصة بالبيئة، من خلال التحكم بقضية المياه، وهذا يدخل فيه أيضاً معالجة المياه الثقيلة.

والعراق بإعتباره جغرافيا بلد النهرين، فهو ارض النخيل الذي يطلق عليه بالسواد.

هذا ناهيك عن قضية البحيرات والأهوار والثروة السمكية وشط العرب حيث الملاحة النهرية والصورة ما زالت في الأذهان ماثلة إلى يومنا هذا منذ عهود قديمة.

فارض الشلب التي تمتد على طول خط ما يسمى أيام زمان غماس، والتي مكانها الديوانية والأقضية الأخرى المحاذية على طول الطريق إلى بابل وقبلها.

 لهذه الأسباب مجتمعة يرتبط موضوع استثمار وتخزين المياه بمسألة الحفاظ على البيئة من التلوث وحمايتها،  وكذلك يصبح من الضروري إحاطتها بما يسمى بالحزام الأخضر تجنبا للعواصف الترابية التي تحدث في المناطق الصحراوية المجاورة للناصرية والسماوة.

وهذا ما يدعونا جميعا للتفكير وبشكل جدي بموضوع  الزراعة والري والتخطيط والإعمار.

ان إنشاء السدود والخزانات الخاصة بقضية تخزين المياه والحفاظ على البلد من الفيضانات، وما ينتج عنها من إصابات وأوبئة ووفيات امر بالغ الأهمية.

صناعة الاقتصاد الزراعي في العراق:

هنا ونحن نسمع ان الأمطار في العراق غزيرة خاصة هذه الأيام، سيما بعد الأزمات المتكررة التي خلفتها هذه القضية،  لذلك يصبح من واجب البرلمان والحكومة التوجه وبشكل جدي لوضع خطة خاصة بهذه الموارد وحماية مصادرها الأساسية ومن ضمنها المطر، ذلك لصناعة اقتصاد جديد وهو الاقتصاد الزراعي.

وهذه الموضوعة أي "صناعة الاقتصاد الزراعي" ستكون مصدرا مهما لتشغيل البطالة واحتواء الأيادي العاملة لعل العراق ينهض من جديد.

 

عقيل العبود 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم