صحيفة المثقف

فلسفة مبسطة: تعريفات، شذرات وحكايات (2-2)

نبيل عودة- الساحة الفكرية العربية مليئة بمثقفين متنورين. للأسف لا يشكلون التيار السائد ولكنهم يمثلون ضمير شعوبهم الثقافي والحضاري.

- معركة المثقفين العرب الليبراليين هي معركة تزداد تعقيدا وصعوبة، لذا ليس بالصدفة ان معظمهم ينتجون وينشطون من خارج أوطانهم.

- الارتباك التاريخي يقود الى ارتباك عقلي أيضا، تنتج عنه خزعبلات يروجها ليس بسطاء الناس، بل حملة شهادات عليا.

- لا أدعو لقطع الصلة مع الماضي .. لكن لا يمكن البقاء بأسر فكر ثابت لا يتغير، أشعر ان العالم ينطلق بسرعة الصوت ونحن تائهين في صحراء بلا حدود... نسير بلا اتجاه.

- الحداثة هي الحرية أولا والتنوير ثانيا، لا حداثة بلا حرية وبلا تنوير. للأسف عصر التنوير العربي تعثر. اليوم يسود الفكر الماضوي حتى في أوساط بعض المثقفين العرب.

- المسيحيون العرب لعبوا دورا هاما في ارساء الفكر القومي العربي لأن الانتماء القومي هو الرابط الأهم مع سائر ابناء شعبهم.. هو ما يوحد مجتمعاتهم من اجل مستقبلها.

- غياب فلسفة عربية ضمن التيار الفلسفي العالمي يجعل من النقد العربي بمفهومه الاجتماعي والثقافي، اجتهادات بلا برمجة.

- كيف يمكن التمييز في استعمال نفس الكلمة احيانا لكن بإطار مختلف يقود الى معنى مختلف؟ هل طريقة لفظ الكلمة تغير القصد منها؟ والأهم ما هو دور الدقة في صيغة التعبير للتواصل مع الآخرين؟ هل يمكن فصل العلاقة بين القدرات التعبيرية والقدرات الفكرية؟ أو بين المفردات السائدة وبين مستوى الفكر والوعي؟.. رؤيتي ان لكل انسان يجب ان نختار اسلوب خطابي مختلف وتعابير لغوية مختلفة.

- الحقيقة لا يمكن إلا ان تكون حقيقة، الكذب لا يمكن إلا ان يكون كذبا ولا توجد هنا إمكانية ثالثة، لنقل مثلا ان ملك تونس اقرع. هذا غير صحيح لأنه لا يوجد ملك لتونس. الفلسفة تسمي هذه التعابير عديمة الجدوى.. أو “ينقصها الفهم”.

- اعتبر الفيلسوف الإنساني نوعم تشومسكي، ان دراسة اللغة ترتبط بدراسة الفكر البشري وان اللغة تفرض على الإنسان طريقة التفكير، وأضيف ان الانسان الذي يعتمد فقط على ما ينقل له وما يلقن به، يفقد جوهره الإنساني لأنه يتحول الى ببغاء ناطقة.

- فاقدي القدرة على جعل التفكير قاعدة للفرز بين ما هو معقول وما هو غير معقول، بين ما هو حقيقة وما هو وهم، يفتقرون للقدرة على استعمال اللغة بكل ما فيها من ثراء في التعابير، لدرجة ان مفرداتهم اللغوية تعاني من الشحة والبدائية في التعبير عن ذاتهم أولا وعن عالمهم ثانيا.

- هناك علاقة عضوية بين النقد والايديولوجيا، وأعني بالايديولوجيا ليس فقط المنظومة الفكرية، انما القدرة على الربط بين الثقافة والمجتمع، بين الثقافة والانسان. وهذا هو الغائب الكبير عن الممارسات النقدية.. وعن فكرنا وثقافتنا عامة!!

- الثقافة، ابداعا او نقدا، يجب ان تكون فعلاً اجتماعياً وعملاً لإثراء الوعي الثقافي والفكري للإنسان. والنقد هو أحد الأدوات الهامة في هذا الفعل.

- الثقافة لها مدلولات ابعد كثيرا من مجرد الابداع الأدبي، الأدب هو الجانب الروحي للثقافة، والثقافة بمفهومها التاريخي تشمل الابداع المادي ايضا، أي انجازات الانسان العمرانية في الاقتصاد والمجتمع والسياسة، وهذا يحمل الناقد على الأخص، وكل المبدعين في مجال الثقافة الروحية، مسؤولية كبيرة ان لا يغرقوا في المبالغات المرعبة في بعدها عن الواقع، تماما كما في العمليات الاقتصادية والاجتماعية.

- يؤلمني حتى النخاع التضليل الأدبي الذي يقوم به بعض مثقفينا، تحت نصوص تسمى بالنقد، يغيب عنها النقد، وتغيب عنها الذائقة الأدبية البديهية، وأكثر ما يغيب عنها المصداقية والاستقامة الادبية، وهذه الظاهرة تتسع باضطراد في الثقافة العربية داخل اسرائيل، ويساعد على ترويجها في الفترة الأخيرة بعض الأدباء العرب في مقدماتهم التي تفيض بالمدائح غير المعقولة.

- لا اريد ان يتوهّم القارئ أنى استاذ في النقد الادبي، انا قارئ متذوق للأدب، وحسب مارون عبود، الذائقة الأدبية هي أفضل معيار نقدي، وعلى اساسها مارس أعظم النقاد العرب (مارون عبود) عمله النقدي الثقافي الابداعي الخالد، ونفس الظاهرة نجدها لدى الناقد الكبير محمد مندور.

- هناك نقادٌ يحاولون تطبيق نظريات نقدية غربية على إنتاجنا الأدبي. لاحظت ذلك وامتنعت عن الكتابة عنهم مباشرة، وكنت متأكدا ان الناقد يكتب دون ان يثير النص لدية أي حاسة جمالية. هل هم حقا واعون إلى الفجوة بين مفاهيمنا الثقافية وتلك النظريات...؟

- حين نُغيّب العقل نُغيّب الفطنة، ونستبدلها بكليشيهات جاهزة، ملّها المتلقي (القارئ) وبالطبع في هذه الحالة يصبح الادعاء ان واقعنا الثقافي يشهد نهضة ثقافية وانتشارا واسعا للثقافة، نوعاً من السخرية السوداء.

- كيف يمكن التمييز في استعمال نفس الكلمة احيانا لكن بإطار مختلف يقود الى معنى مختلف؟ هل طريقة لفظ الكلمة تغير القصد منها؟ والأهم ما هو دور الدقة في صيغة التعبير للتواصل مع الآخرين؟ هل يمكن فصل العلاقة بين القدرات التعبيرية والقدرات الفكرية؟ أو بين المفردات السائدة وبين مستوى الفكر والوعي؟ رؤيتي ان لكل انسان يجب ان نختار اسلوب خطابي مختلف وتعابير لغوية مختلفة.

- الثقافة بكل أشكالها الروحية (أي الإبداع الأدبي) والمادية (أي الإنتاج الصناعي والتقنيات والعلوم) كانت دائماً معياراً صحيحاً لتطور المجتمعات البشرية، ومازال المؤرخون يعتمدون الثقافات القديمة، كأداة لفهم طبيعة تلك المجتمعات ومدى رقيّها وتطورها.

- كانت رؤيتي وما زالت ان النقد يشبه الإبداع ويحركه ليس فقط رد الفعل السلبي أو الايجابي من قراءة النص، إنما الرؤية الثقافية الشاملة والمتكاملة التي تتفجر تلقائيا وتتناول العلاقة الشرطية بين الإبداع بكل صياغته وجماليته والواقع الإنساني، وما عدا ذلك كل ما يكتب يقع في باب الإنشاء البسيط.

- نقدنا لا يتعامل مع حركتنا الثقافية بتعدد وجوهها الإبداعية، إنما بانتقائيـة لا تعبـر إلا بشكـل جزئـي عـن ثقافتنـا

- عشت بفكرة ان الصحافة هي منصة للفكر. بعد ان تعرفت على صحيفة "يسرائيل هيوم" التي تمجد نتنياهو بدون حدود عقلانية، صرت ارى ببعض الصحف حفارة قبور للفكر والمصداقية. يلقون خطابات انسانية ويتحدثون عن العدالة والمساواة وحقوق الانسان والتغيير والتقدم. في داخلهم لا شيء ايجابي ولا شيء يخص رفع مكانة الانسان، مجرد تجار كلمات !!

- التفكير هو ميزة للإنسان الحر. عندما ارى شعبا لا يفكر فهو ليس حرا. عندما يبدأ العرب بالتفكير ستفتح لهم ابواب الحرية.. ولا افهم كيف سيدخل عديمي التفكير الى الجنة!!

- سنبقى عربا .. الشعوب العربية مشكلتها انها لا تحكم مصائرها، بل يحكمها تجار سياسة وتجار دين.. والويل من هذا اللقاء بين الدين والسياسة!!

- من المستحيل انجاز التقدم دون انجاز الرابط القومي. ما يفتقده العرب هو الرابط القومي، لتطوير الرابط القومي لا بد من نهضة اقتصادية، اجتماعية، تعليمية وتحرير العقل من التلقين !!

- لو لم يوجد يهود لخلقتهم اللاسامية.. لأن اللاسامية أحسن خدمة لموبقات الاحتلال الاسرائيلي وساسة اسرائيل.

- نحن أحوج ما نكون الى عصر نهضوي فكري وعلمي ..الى رينيسانس عربي.

- تهافت الكثير من المفكرين الى حضيض فكري متزمت ومنغلق، هو لوحة سوداء لحالة تسود ثقافتنا العربية وتشل تقدم مجتمعاتنا العربي.

- التاريخ العربي يحتاج الى اعادة صياغة عقلانية وعلمية، حتى نخرج من الماضوية التي شلت عقولنا وتفكيرنا بأوهام لا جذور لها.

- التصنيف الديني أصبح هو التصنيف السائد ثقافيا وفكريا وسياسيا، بذلك نبتعد عن التنوير .. نبتعد عن كل ما هو انساني !!

- أبرز ما تعلمناه من التاريخ ان الصراع من اجل الحرية يندمج تماما بالصراع لإسقاط السلطة، المشكلة ان كل سلطة اخرى تكرر نفس الخطأ.

- من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب هو الانسان المفكر.

- إذا اردت ان تعيش حياة سعيدة، اذن اربطها بأهداف .. ولا تربطها بأشخاص او تنظيمات.

- سألني زميل، كيف تنجح بكتابة الأدب الساخر؟ أجبت: حيث يوجد تناقض (صراع اضداد) يوجد دائما المضحك، المهم كيف نكشفه ونقدمه.

- قيمتنا كمثقفين بجعل الثقافة قوة نشطة تؤثر على مسار واقعنا .. للأسف الترويج لبعض المثقفين كما في اسواق الخضرة، هي حالة مرضية مدمرة!

- المثقف الذي يؤمن لكل ما يقال ولكل ما يقرأ .. دون جهد لفهم المضمون وطرح رؤيته وتفاعله الثقافي ..هو انسان محدود الأفق... والعقل!!

- في السياسة، كما في الادب والثقافة .. هناك من وضعوا أنفسهم قيمين على تفكيرنا وابداعنا .. لأن جهازا حزبيا تبناهم .. لكنهم أشبه بالذباب.

- البعض يظن أن الأسطورة أكثر حقيقية من التاريخ أولئك اشبه بقارب تتقاذفه الأمواج.

- أخطر ما يواجه العقل البشري قبول حقائق بدون تفكير بوهم انها ثوابت.

- لاحظت ان قراءة المقال الفكري تواجه معاضل كثيرة. الملل من السرد، عدم فهم المقروء ضمن السرد، والخمول الفكري السائد لدى اوساط واسعة. لعل في هذه الشذرات التي تلخص مسارات فكرية واسعة، ان تلقى لدي القارئ دافعا للقراءة والتفكير.

- أخطر ما يواجه العقل البشري، والوعي الشخصي، قبول الأشياء كمسلمات لا تناقش !!

- تطرح البوذية رؤية تقول ان السعادة ليست سلبية، لكن السلبي هو الانسان الذي لا يحس بها.

- أسس البوذية الأمير الهندي سيدهارتها غوتاما ولقبه بوذا اي المتنور، نجحت بسبب المساواة الدينية الروحية ومكافحتها تفرقة الناس الطائفية.

- ستة الاف سنة مرت على اول دين سماوي (اليهودية) الذي يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، الا ان البوذية ظلت أكبر الديانات انتشارا على وجه الأرض.

- شل العقل، خاصة للأطفال، بتلقين وترويج القصص الخرافية، وأنصاف الحقائق، والحكايات غير العلمية، جريمة ضد البشرية بتشويه تفكير الأطفال ومستقبلهم كأبناء حضارة انسانية حدودها تتجاوز السماء.

- تقدم المجتمع لا يتعلق بشعوب عبقرية وشعوب غبية، انما بتخطيط تربوي وتعليمي، وتبني المجتمع للعلوم كقاعدة للتقدم في جميع المجالات.

- مقياس الانتاج الدولي يتراوح بالمتوسط بين 50– 150 دولار انتاج في الساعة وأحيانا في الصناعات التكنلوجية المتقدمة أكثر من 300 دولار انتاج في الساعة، اذن تخيلوا الخسائر الرهيبة للمجتمع والانسان، بسبب الاستهتار بالوقت، واضاعة الوقت بطقوس خرافية.

- من يفقد ساعتان كل يوم من أجل طقوسه، هذا يعني ان مجتمعه يفقد 60 ساعة انتاج شهريا على الأقل.

- احسبوا ضياع 5 ساعات انتاج كل شهر لخمسة ملايين منتج؟ النتيجة مرعبة. ضياع 250 مليون ساعة انتاج شهريا. احسبوا ضاع ساعات الانتاج ل 100 مليون شخص؟ ستصلون لأرقام فلكية.

- لا يوجد قانون يقول ان البشرية اليوم ستبقى من جنس واحد متساو، الا في الشكل!!

- لا نملك الوقت بل هو يملكنا، إذا لم نندمج مع حركته الصاعدة، ستصير المسافة بيننا وبين الزمن أكثر اتساعا لدرجة يستحيل تجاوزها.

- كان الماضي جديدا في زمنه، واليوم لم يعد ينفع الا لمتاحف التاريخ... رفض الجديد هو وأد للعقل.

- من المستحيل اعادة الزمن الا بقصص الخيال العلمي، التمسك بالماضي هو تمسك بحلم، وعندما يفتح الحالم عينيه، سيرى انه خسر حاضره أيضا.

- الماضي زمن لا يمكن استعادته او تكراره بنفس الإطار مهما كان عظيما، وما تبقى منه لا قيمة له خارج مرحلته التاريخية.

- مجتمعا يعيش غارقا بماضيه، لا مستقبل له.

- الفرق بين مجتمع حضاري متقدم ومجتمع بدائي متخلف، يتعلق بشكل قاطع بفهم قيمة الوقت، وانه ليس ملكا خاصا يتصرف به البشر على أهوائهم.

- النظرة التقليدية للعالم، بما فيه الموروثات الخرافية، هي ضمن عرقلة نشوء مجتمع عربي علمي وفقر المجتمعات العربية هو انعكاس لها.

- واقع تخلف مجتمعاتنا يرتبط بإصرار قوى هناك شك بصلاحيتها العقلية، ترفض النظرة الغربية للعالم وتصر على نظرة مغلقة تحت غلاف من الأوهام ان يتكرر الماضي مرة أخرى، طبعا بدون جهد وبدون اعداد.

- وجود أي فكر فلسفي مشروط بتواصله مع الفلسفة الإنسانية المعاصرة، وتسهيل نشره واطلاع الحركة الفلسفية عليه والتفاعل بينهما.

- يثرثرون حول فلسفة عربية او اسلامية، شرط وجود فلسفة ما هو ان تكون ضمن تيار الفكر الفلسفي الإنساني وتتواصل معه. لا يوجد تقسيم لثني أو ديني في الفلسفة.

- التعددية الثقافية تمثل ارضا خصبة للتطور الفكري ولعقلنة العلاقات الإنسانية، بينما الانغلاق على صيغة "مقدسة" هي كارثة للعقل وللإنسان وللمجتمعات البشرية التي تقمع التعددية الثقافية.

- عملية انفصال الإنسان عن عالم الحيوان استغرقت مليون سنة على الأقل. كذلك الاف السنين استغرق تحول الانسان إلى كيفية جديدة تتميز بالوعي في جذورها، بإنشاء مجتمعات بشرية، العمل المشترك، الدفاع المشترك، تطوير الزراعة ونشوء اللغة.. الخ.. وصولا إلى الحضارات والحداثة التي نعيش تفاصيلها اليوم. هل توقف التطور؟ إطلاقا لا... كل يوم نواجه إبداعا جديدا.. فتحا جديدا ، وهذا يشكل إضافات كمية جديدة. لكن الإنسان يبقى من الناحية الكيفية نفسه كما كان قبل مليون سنة من حيث مبناه البيولوجي.. فقط وعيه وفكره يتغيران!

- "استيعاب ما هو كائن مهمة الفلسفة وما هو كائن هو العقل"-اقتباس من هيغل

- لا يوجد المضمون والشكل بمعزل للواحد عن الآخر، بينهما ترابط عضوي ويؤلفان وحدة متماسكة لا يمكن الفصل بينهما. اذن يمكن القول ان هناك ترابطا ديالكتيكيا بينهما.

- عرفت الحضارة الإغريقية القديمة عرق من الآلهة الأقوياء الجبابرة الذين (حسب الأساطير الإغريقية) حكموا الأرض خلال العصر الذهبي واشتهروا باسم آلهة التيتان (او الأطلس) وهم العرق السابق للآلهة

الأولمبية. السؤال بماذا يختلف الإله الحالي عنهم؟

- تنفي العقلانية المعرفة الحسية التجريبية التي تدعي امكانية الفهم عن طريق الاحساس الشخصي، الإدراك والتصور، اي القناعات الموروثة التي تصبح جزءا من عقل الانسان وتفكيره الخيالي(الميتافيزيائي). العقلانية تعتبر هذه الظاهر غير كاملة ولا تنطلق من أي معرفة يقينية. فقط العقل الفعال وليس المنفعل قادر على التوصل الى المعرفة الصحيحة الشاملة والضرورية.

- تبرز النزعة العقلانية في العلوم أكثر من أي مجال آخر. العلوم تعتمد على حقائق وليس على احاسيس وتخيلات. أكثر من ذلك يجري تطور العلوم بناء على نقدها ونقضها العلمي المعرفي. بينما التخيلات والأحاسيس لا يمكن ادراكها بأدوات علمية.. ولا علاقة لها بتطور المعرفة العلمية للإنسانية. ونقدها لا يعطي أي نتيجة لمن صيغت عقولهم واغلقت عن أي رؤية مناقضة لما نشأوا عليه.

- المتفائل هو إنسان مختلف بجوهره، ونقيض تماماً للمتشائم. يرى بكل خطوة تقدماً إلى الأمام. في كل يوم جديد مكسب كبير، الأمر الذي يجعله دائم الابتسام... سعيدا بما يحصل عليه.

- الأبستمولوجيا هي فرع لتيار فلسفي يبحث بمضمون ومجال المعرفة. مثلا ما هي المعرفة؟ كيف نحصل عليها؟ قيمتها لفهم موضوع معين؟ كذلك تشمل الأبستمولوجيا تحليل طبيعة المعرفة والعلاقة بين مفهومي الحقيقة والمعرفة.

- الفلسفتان التجريبية والعقلانية كانتا محاولتان لبناء المعرفة الإنسانية من الصفر. هذا النهج الراديكالي ميز فلسفة فترة التنوير الأوروبية (الرينيسانس)، العالم نيقولاوس كوبرنيكس باكتشافه ان الشمس هي مركز الكون وليس الأرض، وان الأرض تدور حول الشمس وحول محورها أحدث ثورة علمية من الأهم بتاريخ البشرية. ثورة كوبرنيكس شكلت جزءا هاما في أساس الثورة العلمية وفي مجالات ثقافية عديدة، وكانت إلى جانب عوامل أخرى، سببا لتهميش قوة الكنيسة. والأمر الهام والحاسم: هل اكتشاف كوبرنيكيس كان بسبب أحاسيسه أم نتيجة بحث وتحليل علمي مبني على معطيات علمية ومراقبة حركة الأجرام السماوية؟

- الفلسفة عرّفت الأباتيا، بأنها تعني فتور الشعور وتقود إلى نوع من الزهد في الحياة. فهل كانت الأباتيا هي الحالة التي أصابت الشعوب العربية مع حكامها حتى تواصل طغيانهم عشرات السنين؟ حتى ابن خلدون قال إن اختلاف نحل الناس في المعاش يقود إلى اختلاف أخلاقهم. فهل كان للإفقار واٌلإملاق صفة غالبة، فرضت أخلاق الخضوع والاستسلام للفساد والقمع والتخلف الاجتماعي والاقتصادي التي ميزت المجتمعات العربية؟ او ربما هي سياسة تنبع من ذكاء الحكام العرب وفهمهم العبقري لابن خلدون وفلسفته الاجتماعية؟!

- التفكير الذي يثبت على ما لقن به صاحبه، يصبح بلا روح ... فقط من يقدر على تطوير تفكيره وتغييره بما تضيفه المعرفة هو تفكير ينبض بالحياة وبالمتعة الروحية.

- احيانا من الصعب الوصول الى الحقيقة حول الكثير من وقائع كوننا.. البعض يجرب ثم ينطوي على قديمه... لكن فقط ذوي التفكير العميق لا يتراجعون .. وقد وصلوا الى تجربة الانفجار الكبير Big Bang الذي يختصر 13.7 مليار سنة في أقل من 5 دقائق.

- تطوير الوسائل للوصول الى الحقائق، وخلط الأهداف لدرجة اختلاطها هي من مميزات عصرنا. وهي مسالة تدفعنا لمعرفة هدف من يقف وراء ذلك، واهمية ادراكنا لمضمون الحقائق وأثرها على واقعنا!!

- الذي يخاف من الراي الآخر لا راي له!!

- التعليم بدون تفكير هو مقبرة للعقل... والعقل بدون تحرر من ميرات الماضي الخرافي هو عقل عاقر!!

- معرفة ما هو موجود في كوننا بالنسبة للبعض هو أحجية... فقط من تخلصوا من اساطير جداتهم يصبح الكون مرتعا خصبا لعقلهم المفكر والمبدع.

- الوجود الانساني هو أشبه بضوء عظيم من مليارات الشموع. تحييد العقل يجعل الانسان يكتفي بعشرة شموع

- الضمير الانساني يغيب حين يحتل الساحة المرتزقة .. وخاصة دجالي الدين.

- معرفة الأشياء الموجودة في الكون بعقل علمي منفتح تنقذ عقل الانسان من الشلل !!

- الأفكار الكبيرة تأتي من العقل المتحرر من الميراث المغلق.

- لا يزداد المال الا بالسرقة والنصب.. وأحسن تغطية إطلاق المواعظ الدينية والأخلاقية...!!

- مهزلة الايمان العظمى ان الانسان يؤمن بشيء لا يراه ولا يلمسه ولا يسمعه ولا يتذوقه ولا يشمه. لا افهم كيف يتحول الانسان الى أداة بلا عقل يفكر وبلا منطق يوجهه. بعض من حصلوا على اعلى شهادات علمية. يبقى الميراث الايماني اقوى من الفيزياء ومن البيولوجيا ومن الرياضيات ومن الكيمياء

- كل ما يؤمن به الكثيرون نقل إليهم بالوراثة كحقيقة مطلقة لا يجوز الشك بصحتها او محاولة تعليلها. فقط ذوي العقل الفعال قادرون على تحقيق انطلاقة تجعلهم شركاء في التنوير.

- عدم فهم الكون أنتج الكثير من الآلهة... وآخرهم جمع كل صفاتهم!!

- النرجسية مثل السرطان، لا علاج لها على الأغلب الا بالبتر.

- كيف يمكن قبول اقوال الانبياء انهم مرسلون ولا وثيقة تثبت ادعائهم الا استعدادهم للمعاناة حتى لا ينقضوا ما ادعوه؟

- لا تقلد عدوك بجرائمه، حتى لا تصبح عدو انسانيتك.

- العالم قائم على الواقع الثابت، اما الصدف فهي شيء لا وجود له في الواقع.. لكنها تنبهنا الى الواقع!!

- الأشياء في عالمنا لا تتغير... ربما يضاف اليها شيء جديد من دمج ما هو قائم... اما الانسان فهو الذي يتغير!!

- اكليل الغار للأدباء هو نسخة من اكليل الشوك الذي وضع على رأس المسيح !!

- اقصى درجات العدل .. لا شيء عادل فيها، اوسطها هو أعدلها!!

- التفكير الذي يثبت على ما لقن به صاحبه، يصبح بلا روح ... فقط من يقدر على تطوير تفكيره وتغييره بما تضيفه المعرفة هو تفكير ينبض بالحياة وبالمتعة الروحية.

- لم تنشأ الفلسفة لتضحك الناس، بل نشأت لتنشط العقل، تعمق الوعي، تزيد المعارف توسع الإدراك.

- الدور الرئيسي للفلسفة الحقيقية ومضمونها هي التربية بمفهومها الأكثر اتساعا، بكونها نظرية تربية الانسان. (ديلاتي)

- تعلمنا الفلسفة ان نطرح اولا القيم المثالية للعقل، البقية تأتي تلقائيا.. او لن يكون للعقل أي ضرورة اطلاقا.(فرانسيس بيكون)

- من الأخطاء السائدة اعتبار الأنانية سلبيات أخلاقية. الأنانية ظاهرة أخلاقية لها جوانبها الايجابية الكبيرة، فهي تخلق دوافع للتقدم والرقي، لها أيضا جوانب سلبية، يبدو ان التعبير يوحي بها تلقائيا.. لو

عدنا للتعبير اللاتيني نجد أن الأصل جاء من ego والتي تعني "أنا" والمصطلح تحول الى egoism , وتفسره الفلسفة الحديثة بأنه مبدأ في الحياة وخصلة خلقية يدلان على سلوك الانسان من زاوية موقفه من المجتمع والناس الآخرين، وان الانسان يعلي في علاقاته مصلحته الخاصة على مصالح الآخرين، وهذا أمر طبيعي بحدود أخلاقية معينة لذا تشكل الانانية احدى أكثر تجليات الفردية صراحة وعلنية.

- الايمان هو مقامرة، كما قال الفيلسوف، عالم رياضيات والكاهن الفرنسي باسكال بليز، الذي عاش في القرن السابع عشر بين 1723 حتى 1662. فسر بليز موقفه بقوله إن القرار الذي يختاره الإنسان حول إيمانه بالله، يشبه المقامرة. لأنه إذا كان قرارنا المراهنة بأن الله موجود ويتبين في النهاية أننا أخطأنا وأن الله غير موجود، عندها خسارتنا لن تكون كبيرة. لكن إذا انعكس الأمر وقامرنا على أن الله غير موجود وتبين في النهاية انه موجود، عندها ستكون خسارتنا فادحة جداً لأننا سنخسر الجائزة الكبرى: السعادة الأبدية في ملكوت الله. لذا سمي الايمان في الدراسات الأكاديمية ب "المقامرة الباسكالية".

- إذا أردتم ان تدرسوا الفلسفة ضعوا جانبا كل ما تحملوه بعقولكم وابدأوا من في تكوين إدراككم الجديد، معارفكم الجديدة، وعيكم الجديد، والأهم.. ابدأوا التفكير بطريقة مختلفة.. ابنوا ذاكرة جديدة..

- لو لم توجد الفلسفة لعجزنا عن الاجابة على أسئلة مصيرية كثيرة. اولها من اين جئنا؟ ماذا نفعل هنا؟ الى أين سنذهب؟ هل يوجد مثلنا في هذه المساحات التي تبدو بلا نهاية؟ لو عجزت الفلسفة عن تفسير هذه المسائل التي تبدو اليوم بديهية، لظل الإنسان أكثر التصاقا بعالم الحيوان، ولظلت لغته مجرد أصوات يجري التعبير عنها بين مجموعات منعزلة.

- السؤال في الفلسفة لا يقاس بالحجم، كبيرا او صغيرا، انما يقاس بالمضمون .. في الفلسفة لا يوجد سؤال مستقل ونهائي، في الفلسفة كل سؤال يثير مجموعة أسئلة أخرى، والأسئلة الأخرى تثير أسئلة أخرى عديدة، والأسئلة تمتد بلا توقف الى أدنى والى أدنى أكثر، والى أعلى أعلى.. بلا حدود، بلا حواجز، بلا عجز عن الولوج الى ما يعتبر مناطق محظورة. لا مناطق محظورة في الفلسفة، كل شيء يخضع للعقل .. للإدراك .. للتفكير .. للتساؤل اللانهائي.

- إذا انتهت الأسئلة تنتهي الفلسفة وتفقد الحياة معناها وقيمتها، لأننا نفتقد الوعي، والوعي هو ما يميز الانسان عن عالم سائر المخلوقات، أما إذا اقتنع الشخص أنه وصل لحقيقة ما، يراها ثابتة غير قابلة للنقد او للنقض، أنصحه ان يصبح رجل دين...

- دأب الإنسان منذ بدأت تتشكل اولى التجمعات البشرية في البحث عمن ترك آثارا غريبة على حدود المنطقة التي يسكنها هو ومجموعته، وقام بمجهودات كبيرة جسمانيا وفكريا لاكتشاف من ترك آثارا غريبة عنه حول منطقته، عندما اقترب من ذلك المخلوق الذي ترك آثاره بقرب منطقته، اكتشف انه مخلوق شبيه به.

- طرح أحد الفلاسفة الاغريق سؤالاً على زميل له: "ما الذي يجعل كرتنا الأرضية ثابتة في الفضاء؟" أجابه: "يحملها أحد الآلهة" سأله: "ومن يحمل الإله؟": أجابه: "إله آخر". سأله:" والآخر من يحمله؟". أجابه: " ايضاً إله آخر الى ما لا نهاية.. إله تحت إله تحت إله الى ما لا نهاية".

- تقوم نظرية الثورة الماركسية على مبدأ يقول ان "على الثورة ان تستمر حتى القضاء على الطبقات المالكة بشكل عام" فيما بعد طور ماركس نظريته بقوله إن "الكلام لا يدور حول تغيير الملكية الخاصة او القضاء على قسم من قوانين البرجوازية، بل إنشاء "المجتمع الجديد". طبعا هذا التعريف عقلاني ومتزن.

- نشأت الفلسفة في اليونان القديمة (بلاد الاغريق) على قاعدة تفسير الظواهر الطبيعية عقلانيا بعيدا عن ربطها بآلهة تتحكم بها. لذلك عرفت باسم الفلسفة الطبيعية. الفلاسفة الإغريق في وقتهم حسموا بموضوع أن عالمنا قائم على العقل وليس على النقل، على العلم وليس على الإيمان بالخوارق. الإيمان هو عملية نقل، ظاهرة تنقل بالوراثة وليس بالوعي. لا انفي أهمية الدين الأخلاقية كمحاولة لوضع قواعد تعامل

اجتماعية بين البشر، لكننا نواصل منذ ستة آلاف من السنين التمسُّك بما أثبتت الفلسفة الإغريقية بطلانه ورفضت جعله معيارا فكريا سائدا تفسر به الوجود الإنساني والطبيعة.

- حظيت فلسفة هيغل بتأثير كبير وهام على الفكر الحديث، وكان كارل ماركس أبرز الفلاسفة الذين تأثروا واقتبسوا من هيغل فلسفته الجدلية قالبا اياها رأسا على عقب: إذ أن جدلية هيغل هي عبارة عن عملية أو ديناميكية تمضي وفقها جميع القضايا من الأمثل فالأمثل نحو “الفكرة المطلقة” وقد سميت “بالجدلية المثالية”. بينما منهج ماركس الفلسفي الجدلي رأى بأن جدلية الأفكار ليست سوى انعكاسا لجدلية المادة. لذلك اتخذ من مفهوم الجدلية المادية (المادة تسبق الفكرة) أساسا ومنبعا لحركة التاريخ وتطوره.

- الفكر الماركسي واجه ويواجه اليوم نقدا حول العديد من القضايا التي كانت تبدو نهائية، مثلا الفكر المادي التاريخي يواجه اليوم إشكالية كبيرة، بل والبعض يعتبر أن المادية التاريخية كنظرية تنبأت بحتمية مسار التاريخ وفق رؤية مسبقة، بأنه جانبها الصواب في العديد من مضامينها الأساسية.

- من تجربتي: اللون القصصي، المتمثل بطرح فكرة فلسفية او رؤية فلسفية، كجوهر للقصة، يخاطب قارئاً من نوع جديد، قارئاً بمستوى ثقافي ومعرفي ما فوق المتوسط على الأقل، يقرأ القصة بذهن يقظ كما يقرأ، الى حد ما... موضوعاً فكرياً، والسؤال الذي يشغلني بدون إجابة كاملة حتى اليوم: هل يختزل ذلك فن القص ام يرقى به الى مستوى جديد؟

- عندما يصعب على الناقد ان يستوعب الوعي الجمالي، بصفته الوعي الذي يتناول الظواهر والأشياء من خلال سماتها الحسّية، وقدرتها في التأثير على المتلقي، عند ذلك يغيب تماما أهم ما في النقد وأعني: المضمون الجوهري للمقياس الجمالي في الابداع الأدبي.

- ازداد السلاطين العرب عدداً وأشكالاً وتعددت مناصبهم طولاً وعرضاً، وارتفاعاً وانخفاضاً، وكثر الطلب على الدلالين والمادحين ومنظمي الكلام وبما ان الشعر والشعراء هي أشهر ما تبقى في الذاكرة من موروثات تاريخ "الأمجاد العربية"، لذا طمع السلاطين بحشد الشعراء في صفوف "السحيجة"، ارادوا اخضاعهم لسلطانهم فاستأجروا قرائح الشعراء الدجالين وذممهم، بصفتهم ممثلي الاعلام الشعبي، بعد ضمان الاعلام الالهي بإعلانهم الرسمي المتكرر اسبوعياً بأنهم اولي الأمر وطاعتهم من طاعة الله.

- لا يوجد في الفكر والعلوم بمختلف مجالاتهما، مقدسات لا يمكن نقدها او اخضاعها للبحث.

- كل ولد بالنسبة لوالدته هو محبوب ورائع، بحيث انها تكون سعيدة جدا بأن تسجيه لينام.

- نجد دائما السعادة الكبيرة بنجاح وسعادة اولادنا لدرجة ان قلبنا يصبح أكبر كثيرا من أجسادنا. (أمرسون)

- بنو الانسان هم ما صنعت أمهاتهم... والأب كان المشاهد الأوحد للمسرحية.

- الأب يورث ابنائه الأملاك، لكنه لا يورثهم الحكمة بكيفية ادارة الأملاك. (ارسطيفوس – من تلامذة سقراط)

- أب واحد يعيل عشرة ابناء، عشرة أبناء لا يعيلون أب واحد!!

- الأطفال يتمتعون بقصص الأساطير .. بعض الأطفال يكبرون بأجسادهم، أما عقولهم فتبقى في عالم الأساطير.

- كلمات الفيلسوف فارغة ان لم يكن بها ما يشفي بؤس الانسان، ولا يعالج أمراض الجسد، وتفقد الفلسفة قيمتها إذا لم تخلص الانسان من امراض النفس. (أبيقور)

- "ان الأمم التي لا تعنى بالعلم، ولا تنجز فيه شيئا، حالها كحال البهائم تأكل وتشرب وتتكاثر لا غير" -الوزير جمال الدين بن يوسف القفطي المتوفى سنة 624 هـ.

- يؤكد الفكر الفلسفي الهيجلي ان "اللقاء بين علمين، يولد علماً جديداً". وبالتالي ازدياد المعرفة، او

" كثرة الأعمال"، كما يقول الرازي: "سبب لحصول الملكات". أي لا شيء ينشأ من العدم. لا شيء ينشأ من الخمول والاستكانة. لا شيء ينشأ من التصورات الموروثة والأفكار النهائية. والجهل إذا التقى بالجهل لا يولد الا التعصب والانغلاق.

- يقول الغزالي: "المطيع القاهر لشهواته المتجرد الفكر في حقيقة من الحقائق، قد لا تنكشف له الحقائق لكونه محجوباً بالتعصب والجمود على العقيدة". اذن الجمود على العقيدة هي حالة من الشلل الدماغي حتى بإقرار الغزالي، ليت المتمسكين بتعاليمه يستوعبون ذلك. وكما قال علي بن أبي طالب: "من جهل شيئاً عاداه".

- هل يعي الانسان انه لا يملك لوحده كل المعرفة؟ وان الوصول لمزيد من المعرفة يحتاج الى منهج علمي وقدرة على التحليل والمقارنة والاستنباط؟ وأن الآخرين ليسوا أقل شأنا منه؟ وأن ادعاء المعرفة الكاملة، هي حالة مرضية أو تعبير عن البدائية، وليست ذكاء؟؟

- الحرية هي نشاط ينبع من وعي الانسان وايمانه بهدف. النشاط يثمر، والخمول والاستكانة تجفف الارادة، وتضيق الرؤية. عندما يتوهم الانسان انه يعرف الأجوبة الكاملة وغير القابلة للنقاش عن القضايا الصميمية للنشوء والارتقاء، يفقد القدرة والارادة عن احداث تغيير في مجتمعه، وتصبح كل معلوماته تدور في حلقة مغلقة من الطروحات التي لا تحتاج الى تفكير

- هل يحتاج الانسان الفقير المحروم من الحرية والخدمات الاجتماعية والتعليم والرقي الحضاري الى حوار؟

يقول هيغل: "ان الحرية هي وعي الضرورة". اما الماركسية فرؤيتها ان: "وعي الضرورة هو شرط هام للوصول الى الحرية ". انا شخصيا لا أرى تناقضاً جذرياً بين هيغل وماركس في هذا الطرح. اذ ان الطرح هنا يشبه السؤال الفلسفي البسيط من كان في البداية الدجاجة أم البيضة؟ وفي التالي، التواصل يصبح فعالاً ومؤثراً ومترابطاً بكلا الاتجاهين. وهذا هو الأساسي. !!

- المجتمع الاوروبي منذ عصر النهضة، رفع من مكانة الانسان على حساب الفكرة المطلقة – المقدسة. خاصة في مجالات الآداب والفنون وفيما بعد الموسيقى، مما أحدث تحولا ثوريا حطم كل المسلمات القديمة التي باتت تتناقض مع النهضة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية ورقي الانسان، وجعل من العقلانية مقياساً أعلى للفكر، بينما المجتمعات المنغلقة لا تعتبر الانسان أكثر من كونه أداة لخدمة الفكرة المطلقة الغيبية. وهذه الفكرة تتجلّى بأشكال متعددة في المجتمعات البشرية، والتاريخ سجل العديد من هذه الأشكال، بدءاً من عبادة الفرد في الأنظمة الديكتاتورية والفاشية، وصولاً الى الطاعة العمياء في الأنظمة الدينية.

- المعضلة الكبرى التي لاحظتها ان فهم ظاهرة الدين غير ميسرة لمن يبقى متدينا، فقط الذين تحرروا من الدين بقدرتهم فهم ظاهرة الدين، لذا الحوار بين الفئتين هو حوار بين طرشان.

- "ان المجتمعات المنفتحة ترعى الفرد وتضمن له الشروط الملائمة لتطوره، اما المجتمعات المنغلقة، فهي تضع المجتمع في المقدمة على حساب تكون هوية الفرد المستقلة وتطورها". كارل بوبر

- هل نحن مجتمع مدني، ام ان المدنية أضحت من البدع اتي يجب قمعها؟

هل هناك من فكرة مقدسة لا يمكن نقدها او التطرق البحثي لمضامينها؟

- ما هو الفرق بين الحرية في التفكير والتحرر من التفكير؟ وهل يمكن القول ان رفض الحوار هو حالة من حالات الحرية أيضا؟ وما الفرق بين الرأي والقدح والذم؟ هل تحتاج الحرية الى فكر ونظام.. أم هي فوضى عارمة -تحررية؟

- هل يمكن ان ترقى ثقافة روحية وثقافة مادية بظل سيادة فكر ديني يتمتّع بجبروت كامل وسيادة مطلقة، ويطور أشكال إرهابية بغلاف ديني؟ هل يمكن ان نشهد عودة الى نشوء فكر فلسفي عربي في الواقع المتهافت الذي يعيشه عالمنا العربي؟

- مجتمعا لم يستوعب التطور الفلسفي والثقافي منذ عصر الإغريق مرورا بعصر التنوير وصولا الى عصرنا الراهن، هو مجتمع يعيش في الظلام الحالك، حتى لو ملأ الدنيا صراخا وابتهالا وعبادة.

- المرأة ترتب البيت قبل حضور الشغالة، الرجل يرتب السرير بعد مغادرة الشغالة.

- "استيعاب ما هو كائن مهمة الفلسفة وما هو كائن هو العقل"-اقتباس من هيغل.

- الديالكتيك (الجدل) هو علم التطور (البعض يسميه منهج التطور). يدرس هذا العلم (او المنهج) القوانين العامة لتطور الطبيعة والمجتمع والفكر. لماذا يجري التطور؟ ما هو المصدر والقوة الدافعة للتطور؟ بأي أشكال يجري التطور؟ ما هي العلاقة والنسبة بين القديم والجديد؟

- لا يوجد المضمون والشكل بمعزل للواحد عن الآخر، بينهما ترابط عضوي ويؤلفان وحدة متماسكة لا يمكن الفصل بينهما. اذن يمكن القول ان هناك ترابطا ديالكتيكيا بينهما.

- عرفت الحضارة الإغريقية القديمة عرق من الآلهة الأقوياء الجبابرة الذين (حسب الأسطورة الإغريقية) حكموا الأرض خلال العصر الذهبي واشتهروا باسم آلهة التيتانك (او الأطلس) وهم العرق السابق للآلهة الأولمبية. السؤال بماذا يختلف الإله الحالي عنهم؟

- تنفي العقلانية المعرفة الحسية التجريبية التي تدعي امكانية الفهم عن طريق الاحساس الشخصي، الإدراك والتصور، اي القناعات الموروثة التي تصبح جزءا من عقل الانسان وتفكيره الخيالي(الميتافيزيقي). العقلانية تعتبر هذه الظاهر غير كاملة ولا تنطلق من أي معرفة يقينية. فقط العقل لوحده قادر على التوصل الى المعرفة الصحيحة الشاملة والضرورية.

- تبرز النزعة العقلانية في العلوم أكثر من أي مجال آخر. العلوم تعتمد على حقائق وليس احاسيس وتخيلات. أكثر من ذلك يجري تطور العلوم بناء على نقدها ونقضها العلمي المعرفي. بينما التخيلات والأحاسيس لا يمكن ادراكها بأدوات علمية. ولا علاقة لها بتطور المعرفة العلمية للإنسانية. ونقدها لا يعطي أي نتيجة لمن صيغت عقولهم واغلقت عن أي رؤية مناقضة لما نشأوا عليه.

- المتفائل، هو إنسان مختلف بجوهره، ونقيض تماماً للمتشائم. يرى بكل خطوة تقدماً إلى الأمام. في كل يوم جديد مكسب كبير، الأمر الذي يجعله دائم الابتسام سعيد بما يحصل عليه.

- : الأبستمولوجيا هي فرع لتيار فلسفي يبحث بمضمون ومجال المعرفة. مثلا ما هي المعرفة؟ كيف نحصل عليها؟ قيمتها لفهم موضوع معين؟ كذلك تشمل الأبستمولوجيا تحليل طبيعة المعرفة والعلاقة بين مفهومي الحقيقة والمعرفة.

- الفلسفتان التجريبية والعقلانية كانتا محاولتان لبناء المعرفة الإنسانية من الصفر. هذا النهج الراديكالي ميز فلسفة فترة التنوير الأوروبية (الرينيسانس)، العالم نيقولاس كوبرنيكس باكتشافه ان الشمس هي مركز الكون وليس الأرض، وان الأرض تدور حول الشمس وحول محورها أحدث ثورة علمية من الأهم بتاريخ البشرية.

- اكتشاف كوبرنيكس شكل جزءا هاما في أساس الثورة العلمية وفي مجالات ثقافية عديدة وكانت، إلى جانب عوامل أخرى، سببا لتهميش قوة الكنيسة. والأمر الهام والحاسم: هل اكتشاف كوبرنيكيس كان بسبب أحاسيسه أم نتيجة بحث وتحليل علمي مبني على معطيات علمية ومراقبة حركة الأجرام السماوية؟

- الفلسفة عرفت الأباتيا، بأنها تعني فتور الشعور وتقود إلى نوع من الزهد في الحياة. فهل كانت الأباتيا هي الحالة التي أصابت الشعوب العربية مع حكامها حتى تواصل طغيانهم عشرات السنين؟ حتى ابن خلدون قال إن اختلاف نحل الناس في المعاش يقود إلى اختلاف أخلاقهم. فهل كان للإفقار واٌلإملاق صفة غالبة، فرضت أخلاق الخضوع والاستسلام للفساد والقمع والتخلف الاجتماعي والاقتصادي التي ميزت المجتمعات العربية؟ او ربما هي سياسة تنبع من ذكاء الحكام العرب وفهمهم العبقري لابن خلدون وفلسفته الاجتماعية؟!

- التفكير الذي يثبت على ما لقن به صاحبه، يصبح بلا روح... فقط من يقدر على تطوير تفكيره وتغييره بما تضيفه المعرفة هو تفكير ينبض بالحياة وبالمتعة الروحية.

- احيانا من الصعب الوصول الى الحقيقة حول الكثير من وقائع كوننا. البعض يجرب ثم ينطوي على قديمه... لكن فقط ذوي التفكير العميق لا يتراجعون.. وقد وصلوا الى تجربة الانفجار الكبير Big Bang الذي يختصر 13.7 مليار سنة في أقل من 5 دقائق.

- مهزلة الايمان العظمى ان الانسان يؤمن بشيء لا يراه ولا يلمسه ولا يسمعه ولا يتذوقه ولا يشمه. لا افهم كيف يتحول الانسان الى أداة بلا عقل يفكر ولا منطق يوجه وبعض من حصل على اعلى شهادة علمية .. يبقى الميراث الايماني اقوى من الفيزياء ومن البيولوجيا ومن الرياضيات ومن الكيمياء، والمضحك ان ما يؤمن به الفرد نقل اليه بالوراثة كحقيقة مطلقة لا يجوز الشك بصحتها او محاولة تعليلها. بالتلخيص: ان عدم فهم الكون أنتج الكثير من الآلهة... وآخرهم جمع كل صفاتهم!!

- العالم قائم على الواقع الثابت، اما الصدف فهي شيء لا وجود له في الواقع. لكنها تنبهنا الى الواقع!! ولا بد من التأكيد ان الأشياء في عالمنا لا تتغير... ربما يضاف اليها شيء جديد من دمج ما هو قائم... اما الانسان فهو الذي يتغير!!

- قال فيلسوف الشيوعية كارل ماركس (1818 – 1883): القول ان الصحافة تعبر عن رأي الجمهور هو اهانة للإنسان المثقف، الصحافة هي ملكية لمضاربين، قادة سياسيين ومقاولين كبار. هنا يبرز ماركس الثوري الانساني المفكر والفيلسوف الذي شوهته الستالينية واحزابها المتهاوية!!

- ميكافيلي: الابن قادر في الحفاظ على توازنه عند فقدان والده، لكن فقدان الورثة سيدفعه الى الياس.

- نيتشه: على الآباء ان يجهدوا ويعملوا كثيرا جدا ليكفروا عن انهم خلقوا اولادا.

- أرسطو: الانسان هو المخلوق الذي يعرف مكانته في العالم.

- فرانسيس بيكون: بنو الانسان ليسوا المخلوقات التي تمشي منتصبة القامة، انما آلهة من ابناء الموت.

- هيرقليطوس: لن يكون جيدا شعور الانسان الذي تتحقق كل طلباته.

- فولتير: كل انسان هو نتاج الفترة التي يعيش فيها، فقط قلائل قادرين ان يتساموا أعلى من أفكار فترتهم!!

- شتراوس: العالم بدأ بدون الانسان وسيصل نهايته بدونهم.

- ميخائيل دي مونطين: أشياء كثيرة خدمتنا أمس كمبادئ للإيمان، وأما اليوم فهي مجرد اساطير بالنسبة لنا!!

- سانكا: النجاح يقدس حتى الجرائم الأكثر وحشية.

- سانكا: الموجود بكل مكان، هو ليس بأي مكان!!

- قول مجهول الهوية: العادة التي لا نوقفها، تصبح بسرعة شيئا ضروريا.

- رالف والدو إمرسون: الانسان الذي يفكر هو انسان حر!!

- هنري ديفد ثورو: ما أكثر الناس الذين فتحوا صفحة جديدة بحياتهم بعد قراءة كتاب جديد. وقال ايضا: ليست كل الكتب مملة مثل قراءتها.

- وصف ماركس الابتذال ب "تفاهة الأعمال وعظمة الأوهام" – الابتذال هو ظاهرة تشمل مجالات انسانية كثيرة، بدءا من العلوم وصولا الى القيم الحياتية، وتفكير شخصي محدود الفهم، الابتذال يفقد الانسان كرامته الشخصية أيضا!!

- الأولاد يحتاجون الى نموذج شخصي لاعتماده في تطورهم وليس الى عسكري يعاملهم بالأوامر حتى لو كان والدهم!!

- يبدأ الايمان تماما من النقطة التي يكون فيها العقل منفعلا ويتوقف حين يصبح العقل فعالا!!

- القمع خلق العبودية وجبن العبيد يجعلهم عبيدا للأبد.

- الممارسة العملية في أي مجال ثقافي او فني او ابداعي متنوع هي في جذور نشوء المفاهيم والقيم المتنوعة التي ترشد الانسان وتثري عالمه الفكري وقدراته على التعامل مع محيطه، وبما ان المفاهيم والقيم هي نسبية، في ليست ثابتة مطلقة، بل متحركة مرنة ومتغيرة. 

 

نبيل عوده

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم