صحيفة المثقف
فوْقَ وجُوه الموتى
للشاعر المجري: كاروي بَاري
ترجمة: عامر كامل السامرائي
***
يا لحُزني،
لمْ أصْنعُ بعد باقة َوردٍ،
من حشد ابتساماتِ الوجوه
ومن الحُبِ الغارق ِفي قاع ِالعيون،
لشخص، يُضئُ المدينة بقلبهِ المُشتعل بنار كوكبِ!
*
أعشابٌ برية ٌمصفرة، تحومُ إلى السماءِ،
دويُّ المدفع جَرَى بين الديار ِ
بقوائمه الطويلة، وتهشمت في إثره الشُرُفات
جدرانٌ ملتوية لمنازل هَدّمها الرصاص،
الخيول المَيْتَةُ صهلت ضباباً
فوقَ وجوه الموتى، وجثثهم الممدة
مابينَ أعمدة الضوء المجثوثة
وقضبان السكة المُفجَرة.
*
عبثاً هزت الأشجارُ قبضتها اليابسة،
فقد حَطتْ على أغصانها غمائم رمادية،
وما عاد الموتى قادرين على ترديد
أغنية غُربان البَيْن الجنائزية،
فقد اندلق الدم من قعر أعيُنِهم المكدومة.