صحيفة المثقف

في معنى الإرتقاء

عقيل العبودالإرتقاء من العلو والصعود، وهو بعكس الهبوط، وقد يكون فيزيائيا مختصا بحركة الجسد صوب مكان مرتفع.

وقد يكون روحيا، وهو ترقية الروح بعد تحريرها وتطهيرها من أدران هذا الإنكماش، اوالتحدد الذي يحول دون احراز المرتبة المطلوبة للتقدم والرقي.

وعالم الرقي ليس معناه الفوز بالحاجيات المادية، هذه التي نرتبط معها فطريا في عالمنا ألذي نعيش، بل هو تهذيب النفس وإشعارها بوجود فضاء اوسع وأجمل من هذا الفضاء الذي يحيط بنا في عالم الأرض.

فهو يشبه في طبيعته طبقات الأرض التي يحيط بها الغلاف الجوي ال atmosphere، وتلك تشبه مراتب وتدرجات النفس الإنسانية.

وتدريب النفس يعني تهذيبها وضبطها بعد الإبتعاد عن مطالبها، وتلك مشارطة ثمنها تحقيق مرتبة التنزيه والسمو.

وذلك تمرين يحتاج الى زمن، والزمن يدخل فيه مقاومة النفس بعد إجهادها حسيا صعودا بها الى طبقة اعلى.

وتشبيه ذلك فيزيائيا ينطبق في صورته على المقارنة بين مشهدين لموظف برتبة ادنى، وآخر برتبة اعلى، وهذا ما يجول بأذهاننا في عالمنا المادي، حيث تراودنا دائما لغة البحث عن الزهو والمظاهر، وهذا في معناه يشبه تصوير الإنسان من الخارج، دون الإلتفات الى حقيقته الداخلية.

أما من ناحية روحية فمثل الإرتقاء ينطبق على لاعب السباق الذي تراه يتجنب الدهنيات والتدخين والسهرات حفاظا على رشاقته وذلك يتطلب محاربة ما ترغب اليه نفسه.

والعالم هنا نموذج حي للمعنى المذكور،  فهو تراه ينأى بنفسه بعيدا عن ملذات الدنيا وحاجياتها المادية بطريقة مثابرة، ذلك املا بتحقيق المزيد من الإنجازات العلمية.

والمتدين الحقيقي هو الذي يؤاثر محبة الله فينكر محبة ذاته وصولا الى   الدرجات المطلوبة من درجات الكمال والفضيلة.

ولذلك يمكننا القول ان الإرتقاء موضوعة تندرج مفرداتها في عالم الحس والشعور والوجدان والقلب، بعيدا عن حواجز المادة وما يحيط بها.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم