صحيفة المثقف

الزواج باعتباره هوية اخلاقية لحرمة مقدسة

عقيل العبودالزواج هل هو قضية اخلاقية، أم ارتباط جنسي بين الذكر والأنثى، أم الاثنين معا؟

من الطبيعي ان الزواج إيقاع لعقد بين طرفين الذكر والأنثى والغاية منه التكاثر والإنجاب. 

والتزاوج مفردة من المفردات الوظيفية للرجل والمرأة تحت سقف الزوجية، وهو يمثل الإتصال العضوي مع تحقق الحب والتودد بين الطرفين بغية بناء عائلة لها هوية اجتماعية، هذه الهوية جزء لا يتجزأ من الكيان الأساس للمجتمع.

هنا إشارة تترتب على المتعاقدين السلامة الصحية والتناسلية ذلك لضمان جريان الحياة بالشكل الصحيح اضافة الى القدرة والإمكانية المادية والعقلية للمتزوجين.

 أما الجريان فهو الحرص الدائم على التربية والحفاظ على القيم والمعايير الاجتماعية الصحيحة لضمان سلامة النشأة الجديدة من الإنحراف.

فالعائلة هي النواة الأولى للخلية الاجتماعية، وهي تشبه هذه العلقة التي اصلها نطفة عقدت داخل الرحم، لتنتج كائنا إنسانيا صغيرا ينمو ويكبر ويؤثر في رحم المجتمع، وهي المدرسة التي تشرف على كينونة الأبناء.

بل هي المكون الصغير المنعقد داخل رحم المكون الكبير، والأولاد هم النتاج العضوي والأخلاقي الذي على اساسه تنعقد نطفة الحياة.

والعلاقة الزوجية السليمة تشبه زراعة مجموعة نباتات في ارض خصبة، هذه الأرض هي الوطن الصغير الذي به تنبت وتتغذى وتتعافى  حقيقة الوجود.

لذلك الزواج يمثل الهوية الأخلاقية للأبوين وعلى اساسه يتم بناء المجتمع، وتجاوز حدود هذه الهوية يعد جريمة اخلاقية وانتهاكا صارخا لحرمة القانون الاجتماعي الذي تتحمل الحكومة عملية بنائة بجانب الفرد.

ولذلك المحاكم الشرعية والمدنية تقع عليها مسؤولية القيام بدورها القانوني تجاه هذا النوع من التحديات بما فيها المسئوليات الحكومية تجاه المواطن.

 

عقيل العبود   

   

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم