صحيفة المثقف

عن أهْوال المَخاضِ قُبيْلَ ولادةِ النصِّ

مصطفى عليإن كُنْتِ لا تدرينَ كم

تلْتاعُ  أوتارُ  الفؤادُ  المُبتلى

بالخلْقِ والابداعِ مسْحوراً و قد

ضلَّ السبيلْ

*

يصطكُّ كالملدوغِ في وجدانِهِ

قَبْلَ إندِلاقِ الروحِ  نَصّاً

في أباريقِ. العليلْ.

*

أو كُنْتِ لا تدرينَ أوجاعَ الفتى المفْتونِ

بالمعنى يحاكي مثلما الحطّابُ أشجارَ

الرُؤى الحُبلى بأوراقِ الرحيلْ

*

يرنو لصيّادٍ مضى في هوْدجٍ

يعلو سَنامَ الريحِ مهْووساً

بصيْدِ الغيدِ والغزلان في

مرعى الصِبا والمُستحيلْ

*

أو رُبَّما لم تسْمعي

،في مهجةِ القيّافِ، أصداءَ المنافي والْخَبَبْ

من خيْلِ فُرْسانِ القوافي

وإستِعارات. الصهيلْ

*

فلْتقرأي المنقوشَ في قِرْطاسِ

روحي زُخْرُفاً

ولْتُبْصِري مِرْآةَ قلبي كي تَرَيْ

فيها الدليلْ

*

مشدودةٌ أعصابُ هذا الهيْكلِ

المسْكونِ بالمعنى و دمعِ الأسئلةْ

*

من بئْرِ شكٍّ في قرارِ القلْبِ

يسعى صاعِداً

الى يقينٍ قد تدلّى

في حِبالِ المقصلةْ

*

سائلْتُ قلبي عن فتيلٍ

يُشْعِلُ المصْباحَ ليلاً

في كُهوفِ المسْألةْ

*

لكنّني ألفيْتُ قلبي

مِثْلَ عُصفورٍ تهاوى

في خيوطِ المُشْكلةْ

*

رُحماكَ رفْقاً في ضحايا

قد مضتْ دُونَ خطايا

في رُكامِ  المهْزلةْ

*

هيّا إسمعي

إنغامَ آذانٍ بكى في مسجدي

ثمَّ إسمعي

أصداءَ ناقوسٍ بكى حُزْنَ الكنيسةْ

*

موْتورةٌ أقواسُ روحِ الشاعرِ

الموْتورِ بحثاً عن فريسةْ

*

في غابةِ الإحْساسِ ترعى

والرؤى من حوْلِها

ترْعى حبيسةْ

*

لم يبْقَ في قوْسِ الأسى

مِنْ  مِنْزَعٍ في مهجتي

*

طاشتْ سهامي في المدى ترنو الى

قلبٍ لِنَسْرٍ يعتلي

أعلى سماواتِ الكمالْ

*

أو قلبِ غوّاصٍ غزا

أعماقَ بحْرٍ في أقاليمِ الخيالْ

*

توقاً الى المجهولِ أو شوقاً الى

أحجارِ فيروزٍ نفيسةْ

*

حتى إذا ما أطلقتْ

أقواسُهُ خلف الرُؤى

كُلَّ السِهامْ

*

تصطادُ أكبادَ المعاني

في سماءِ الروحِ كي يرقى الكلامْ

*

صلّى وراءَ الريحِ

مأخوذاً بأسْرارِ الحُروفْ

*

أهدى شِغافَ القلْبِ

رَقّاً  للدُفوفْ

*

مدَّ الفُؤادَ المُصطلي

عشْقاً بنيرانِ التُراثْ

*

يهوي فراشاً فَوْقَ أزهارٍ نمتْ

بين الرُفوفْ

*

لمّا تهجّى أبْجَديّاتِ النُهى عَبْرَ المُحيط

طارتْ وراءَ الريحِ

أشباحُ المنايا. والحُتوفْ

*

فرّتْ ظِباءُ الروحِ جذلى

من قَواميسٍ تعالى

للظِبا فيها البُغامْ

*

غنّتْ كمنْجاتٌ بأطلالِ الأُلى

قد غادروا

في موكِبِ الشعْرِ المُقفّى

من أراجيزِ الخيامْ

*

للعزْفِ لو تدرينَ لسْعٌ

مثلُ سكْراتِ الحِمامْ

*

لا تسْأليني عن مخاضِ الروحِ

طلْقاً قَبْلَ ميلادِ القصيدةْ

*

موؤودةٌ في ساحةِ النُقّادِ سهواً فإمسحي

إن شِئْتِ دمعاتٍ

على خَدِّ الوليدةْ

*

يا أيُّها النُقّادُ رفْقاً إن جرى

دمعٌ على خدِّ الوئيدةْ

*

مولودتي لا تجزعي

إن صرْتِ في دُنيا الورى

أبهى شهيدةْ

*

سلْ عاصِرَ الغيْماتِ وجْداً

في كُؤوسِ الحُبِّ

عن دمْعِ القصيدةْ

***

مصطفى علي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم