صحيفة المثقف
عن أهْوال المَخاضِ قُبيْلَ ولادةِ النصِّ
إن كُنْتِ لا تدرينَ كم
تلْتاعُ أوتارُ الفؤادُ المُبتلى
بالخلْقِ والابداعِ مسْحوراً و قد
ضلَّ السبيلْ
*
يصطكُّ كالملدوغِ في وجدانِهِ
قَبْلَ إندِلاقِ الروحِ نَصّاً
في أباريقِ. العليلْ.
*
أو كُنْتِ لا تدرينَ أوجاعَ الفتى المفْتونِ
بالمعنى يحاكي مثلما الحطّابُ أشجارَ
الرُؤى الحُبلى بأوراقِ الرحيلْ
*
يرنو لصيّادٍ مضى في هوْدجٍ
يعلو سَنامَ الريحِ مهْووساً
بصيْدِ الغيدِ والغزلان في
مرعى الصِبا والمُستحيلْ
*
أو رُبَّما لم تسْمعي
،في مهجةِ القيّافِ، أصداءَ المنافي والْخَبَبْ
من خيْلِ فُرْسانِ القوافي
وإستِعارات. الصهيلْ
*
فلْتقرأي المنقوشَ في قِرْطاسِ
روحي زُخْرُفاً
ولْتُبْصِري مِرْآةَ قلبي كي تَرَيْ
فيها الدليلْ
*
مشدودةٌ أعصابُ هذا الهيْكلِ
المسْكونِ بالمعنى و دمعِ الأسئلةْ
*
من بئْرِ شكٍّ في قرارِ القلْبِ
يسعى صاعِداً
الى يقينٍ قد تدلّى
في حِبالِ المقصلةْ
*
سائلْتُ قلبي عن فتيلٍ
يُشْعِلُ المصْباحَ ليلاً
في كُهوفِ المسْألةْ
*
لكنّني ألفيْتُ قلبي
مِثْلَ عُصفورٍ تهاوى
في خيوطِ المُشْكلةْ
*
رُحماكَ رفْقاً في ضحايا
قد مضتْ دُونَ خطايا
في رُكامِ المهْزلةْ
*
هيّا إسمعي
إنغامَ آذانٍ بكى في مسجدي
ثمَّ إسمعي
أصداءَ ناقوسٍ بكى حُزْنَ الكنيسةْ
*
موْتورةٌ أقواسُ روحِ الشاعرِ
الموْتورِ بحثاً عن فريسةْ
*
في غابةِ الإحْساسِ ترعى
والرؤى من حوْلِها
ترْعى حبيسةْ
*
لم يبْقَ في قوْسِ الأسى
مِنْ مِنْزَعٍ في مهجتي
*
طاشتْ سهامي في المدى ترنو الى
قلبٍ لِنَسْرٍ يعتلي
أعلى سماواتِ الكمالْ
*
أو قلبِ غوّاصٍ غزا
أعماقَ بحْرٍ في أقاليمِ الخيالْ
*
توقاً الى المجهولِ أو شوقاً الى
أحجارِ فيروزٍ نفيسةْ
*
حتى إذا ما أطلقتْ
أقواسُهُ خلف الرُؤى
كُلَّ السِهامْ
*
تصطادُ أكبادَ المعاني
في سماءِ الروحِ كي يرقى الكلامْ
*
صلّى وراءَ الريحِ
مأخوذاً بأسْرارِ الحُروفْ
*
أهدى شِغافَ القلْبِ
رَقّاً للدُفوفْ
*
مدَّ الفُؤادَ المُصطلي
عشْقاً بنيرانِ التُراثْ
*
يهوي فراشاً فَوْقَ أزهارٍ نمتْ
بين الرُفوفْ
*
لمّا تهجّى أبْجَديّاتِ النُهى عَبْرَ المُحيط
طارتْ وراءَ الريحِ
أشباحُ المنايا. والحُتوفْ
*
فرّتْ ظِباءُ الروحِ جذلى
من قَواميسٍ تعالى
للظِبا فيها البُغامْ
*
غنّتْ كمنْجاتٌ بأطلالِ الأُلى
قد غادروا
في موكِبِ الشعْرِ المُقفّى
من أراجيزِ الخيامْ
*
للعزْفِ لو تدرينَ لسْعٌ
مثلُ سكْراتِ الحِمامْ
*
لا تسْأليني عن مخاضِ الروحِ
طلْقاً قَبْلَ ميلادِ القصيدةْ
*
موؤودةٌ في ساحةِ النُقّادِ سهواً فإمسحي
إن شِئْتِ دمعاتٍ
على خَدِّ الوليدةْ
*
يا أيُّها النُقّادُ رفْقاً إن جرى
دمعٌ على خدِّ الوئيدةْ
*
مولودتي لا تجزعي
إن صرْتِ في دُنيا الورى
أبهى شهيدةْ
*
سلْ عاصِرَ الغيْماتِ وجْداً
في كُؤوسِ الحُبِّ
عن دمْعِ القصيدةْ
***
مصطفى علي