صحيفة المثقف

الضياع في اوطانننا المضيعة

عقيل العبودالضياع والخسارة مسميان يجمعهما مفهوم واحد اسمه الفقدان، وهو امر جلل تتبعه خسارة الأوطان، وعلى غرارها خسارة الإنسان.

لذلك كمثل الذي فقد ابنه وماله وبيته ذات لحظة من الزمان، الكائن هذا الذي يعيش فينا فجأة صار كما كان يوم لم يكن يعرف من وجوده الا بعض انفاس تتبعها صرخات مسبوقة بغرائز جوع مستفزة.

هي اروقة لمسافات تجاوزت محطاتها حطام مصيرنا اللامرئي، لتحط بنا عند وجودات يساومها الموت بين الفينة والفينة، يسلبها جميع ما تبقى لها، بينما على الضد لغة الحياة تسعى، تمنحنا كل ما تبقى لها لكي تستعيد عنفوانها الأزلي.

لعلها على حين غرة تعود تلك التي كانت مع الأمنيات نتغنى بروعتها رغم ظلمات عوالمنا المستبدة.

هي بقعة من المكان انشطرت اشلاؤها ذات صباح من صباحات مقاهينا الجميلة، مصادفات الأقدار.

 لذلك فيروز ما زالت اتمتم مع كلماتها أغنية (شادي)، تلك الصورة التي أحزانها، مسامعي ما انفكت تنصت اليها كل يوم، لأرى أرجوحة بؤسي احلق في لحنها مع ذلك الصوت الذي بقى في ضمائرنا التي هي وحيدة بقيت تتنفس معنا هموم غربتها المقيتة دون ان تضيع منا رغم ضياع (شادي)*

https://www.youtube.com/watch?v=X720t-RqP9E&feature=share

 

عقيل العبود

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم