صحيفة المثقف

لا انكسار

وداد فرحانيوم الانزاك، هو احد الاعياد الوطنية الاسترالية، يتم فيه استذكار التضحيات والمواقف الشجاعة للجنود، كذلك يتم فيه تكريم بعض الرموز العسكرية، من الذين كانوا ضمن قوات الحلفاء التي واجهت مقاومة عنيفة من الاتراك العثمانيين في غاليبولي عام 1915.

ما أدى الى فقدان أرواح أكثر من واحد وعشرين ألف جندي، سقطوا خارج أسوار الوطن. إنها الحروب ومطاحنها التي لا تبقي ولاتذر، إلا أن الأستراليين كأمة، ابقوا منها ذكراها التي يعزفها الصمت، حزنا وتقديرا لأولئك الذين لبوا نداء الوطن، وضحوا بأرواحهم على أرض تبتعد آلاف الأميال عن مواطنهم ومساقط رؤوسهم.

استراليا تستذكر ضحاياها، وتقدر دورهم البطولي في هذه المعركة التي كان القتال فيها يدور بضراوة بالغة، أحرز الجنود الاستراليون والنيوزيلنديون نصرا لم يدم طويلا، يجسده في رسالة حزينة الى أهله، أحد الجنود الناجين، حينما كتب قائلا: "ضقت ذرعاً بالحرب، وأرهقتني جداً، وأني بحاجة إلى الراحة، وأريد أن أنسى كل شيء، وأود أن أنفجر في البكاء، فالأستراليون لم يخفقوا، فقد عملنا المستحيل، فمن الخطأ الشنيع الانسحاب وترك أصدقائنا الموتى في القبور وحيدين".

ومنذ ذلك اليوم، أصبح الفجر عنوان الاحتفال، إذ تستحضر أرواح الشهداء مع سكينة المكان، تتجلى أرواحهم مع بزوغ خيوط الصباح، وكأن النفخ بالأبواق يأذن للشمس بالشروق على نواصي الرايات المنكسرة حزنا، نودع الألم في اطلالة جديدة نحو حياة تملؤها زهور الحب وزهرة الخشخاش الحمراء، واكليل الجبل، المحيطة ببندقية مقاتل غرسها في الارض كي تبقى روحه شامخة بلا انكسار.

وكما دائما وفي اي مكان نقف لحظة صمت احتراما واجلالا وتقديسا على ارواح الجنود من الذين لم يعودوا الى ذويهم، نقول:

المجد والعلا لكل شهداء الحروب.

 

وداد فرحان - سيدني

 

تحياتي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم