صحيفة المثقف

أفْصَاحُ مُهرِّجْ

عامر كامل السامرائيللشاعر المجري: كاروي بَاري

ترجمها عن المجرية: عامر كامل السامرائي

***

كنتُ شجرةَ تُفاح

كنتُ ثعباناً

برقعاً يتنفس فوق جسد محبوبتي

كنتُ وردةَ خشخاش

تَنَصَّلَتْ من الحقلِ

مخدوشة بالنور

ريحاً فُوضَت لتصغي

إلى بوح قطرة دم،

*

الجمرُ يَشْخرُ رَماداً،

يَحلمُ بي تواً،

بشعري الذابل، بكلماتي، بيدي

يَرى الغيوم تتناثر فوق راحتي مطراً

طحنته رَّحَى السماء العالية،

بأيامي التي تحلق بها أكناف الطيورإلى السماءِ،

*

في وهج الأضواء الساطعة، يَرى مخاوفي ،

من بين حلقات ضوء اصطدام الصَّنْج،

يحلمُ بدخان ٍ ينبعث من مساماتِ وجهي الموسوم

يا إلهي، أما زِلتِ تعرفيني؟

أوتار- رماد نارٍ خبَتَ أجيجها

يدوزنها سموه، الذي تُمَشطينَ بأهدابكِ،

بين عتمة خصلاته أشعة بدر راسخات ؟

جماح مُنْتَحِرة تنجرف على الرمل الأبيض

زعانف - قوس قزح أتسمعين خفقاتها ؟

إنصَتي لجلبة  قدومي، أُطِلُ من الساحِل،

بعَمَارَة مهرج مدججة بالأجراس

بجرح في القفا نكأته أبتسامة،

ما عاد يُسمَعُ صريف انياب الطباشير

على لوحة التقويم،

عبثاً غمزعيون عُرف - الحراب، في بريقٍ مهجور،

 ما عادت تُسحَبُ خطوط - حديد فوق الأنهرِ: جسوراً،

ضِّرَامٌ توزع أوامراً- مدخونة، موتى يبعثون

ما عاد لأقصى الأرض المحروثة طماها الأسود

وصفعة يدي للهواء،

بقايا من غضبي.

 

...............................

نبذة عن حياة الشاعر:

ولد الشاعر كاروي بَاري عام 1952 في قرية جبلية صغيرة في مقاطعة بورشود، تدعى بوك ارانيوش، في عائلة غجرية يبلغ عدد أولادها سبعة أولاد كان كاروي خامسهم.

بعد إنهاء مرحلة الدراسة الأبتدائية إلتحق بالمدرسة الثانوية في مدينة ميشكولتس، ومن ثم درس في معهد الفنون المسرحية في ديبريتسن. وبعد التخرج درس الآداب في جامعة كوشوت لايوش.

كان لا يزال طالباً في المدرسة الثانوية عندما نٌشرت له أول مجموعة شعرية والتي لاقت نجاحاً عاصفاً بحيث طبعت مرتين على التوالي. ولكن لسوء الحظ تم سحب مجموعته من الأسواق بسبب محتواها السياسي في منتصف السبعينيات، وسجن على أثرها في واحد من أشد السجون حراسة في المجر، يدعى (نجمة سَكَد). بعد إطلاق سراحه تم تهميشه في المجتمع الأدبي لسنوات.

كان شاعراً ورساماً تشكيلياً ومترجماً للشعر المعاصر. كتب عن الفولكلور والتقاليد الغنائية والقصيدة الملحمية الشعبية الغجرية. عرضت لوحاته الفنية لأول مرة في معرض بمدينة غودولو بالقرب من العاصمة، وفي وقت لاحق، عرضت في العاصمة بودابست وفي مدينة ديبريتسن ومدينة سَكَد وباريس وبرلين وستراسبورغ.

تنشر قصائده بانتظام في عدة لغات اجنبية وفي العديد من المجلات والمختارات الشعرية الأجنبية. نشرت أعماله أيضاً في طبعات خاصة مستقلة في إيطاليا ومن قبل جامعة بولونيا، وفي فرنسا، ومؤسسة روتردام الهولندية كما طبعت مجموعاته باللغة الإنجليزية في سانفرنسسكو والألمانية في برلين. وتم ترجمة ونشر بعض من قصائده إلى اللغة العربية مع مجموعة من الشعراء المجريين في مجلة (إبداعات عالمية) عام 2005 والتي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي.

أعماله الشعرية:

فوق وجوه الموتى 1970

نيران منسية 1973

كتاب البكم 1983

ينطلق الساحر ليتمشى (قصائد مختارة وأخرى جديدة) 1985

21 قصيدة 1992

الحلي لمرادف الكلمات 1994

الصمت 2017

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم