صحيفة المثقف

الغش باعتباره ظاهرة لا اخلاقية

عقيل العبودالغش ممارسة سلوكية منحرفة ترتبط بطبيعة الفرد السايكولوجية من حيث النزعة والتكوين، وتعتمد على تحريف الحقائق وتشويه صورها وصولا الى المبتغى.

وهو أنواع، ومن ضمنها (التدليس) الذي يحصل مع الزواج حيث يتم تجميل صورة المرأة المراد تزويجها بطريقة اواخرى وكذلك الرجل.

والتدليس هو تغيير صناعي وقتي، ويدخل في عقود الشراء والبيع مثلما يدخل في عقود الزواج واصله الترغيب والتحايل. 

وعلى غرار ذلك تبقى هكذا ممارسات مألوفة لدى بعض السمساسرة بغية الحصول على أرباح اكثر، وكذلك اصحاب الشهادات المزورة والرتب العسكرية المزيفة، إضافة الى ما تقوم به تلك الأنفار من المطالبين بما يسمى بقضايا الحقوق التي دخل الى ميدانها بعض اللاجئين في المهجر، ممن أتيح لهم نيل امتيازات إضافية على حساب المحتاجين.

 والغش كما هو مصنف في التعاريف يدخل في باب الامتحانات، أو سرقة أعمال، اوكتابات الغير، وكذلك ما تقوم به المواقع المشبوهة من خلال تغيير بعض مقالات الكتاب لصالح توجهاتها السياسية، وهنالك أمثلة كثيرة تنطوي تحت هذا الباب، ما يؤدي الى تفشي عوامل الانحطاط والسرقة والكراهية. 

ويعتبر الغش جزء من المنظومة الأخلاقية للعائلة، حيث تعد قضية التربية المكون الأساس للشخصية اضافة الى التركيبة الأخلاقية-السلوكية التي يعد المجتمع المصدر الفاعل في مفرداتها والإعلام جزء من المجتمع. 

فالإنسان يلد ويتأثر بالمحيط الاجتماعي كما بحسب نظريات علم الاجتماع التي يؤيد البعض منها فكرة ان الوعي الاجتماعي نتاج المجتمع، والعائلة جزء من هذا المجتمع.

ولكن بقي من حيث الوصف ان ممارسة الغش مثلما لها أسباب  بايولوجية-جينية من حيث استعداد النزعات الخلقية

لممارسة هذا السلوك، كذلك ترتبط بالعامل الاجتماعي. فالعلاقات الشخصية للفرد مع الآخرين تتاثر بإفرازات الوعي والسلوك الذي يقرره الآخرون.

 إذن معادلة الغش موضوعة يقرها العقل وتدخل مع النشاط الحسي، وهذا النشاط، مفتاحه الضمير والوجدان.

فمثلا عندما يفهم الإنسان ان الغش معناه مصادرة حقوق الآخرين والاعتداء على المساحات الاستحقاقية لهم، فهذا يعني ان هنالك رادعا سينشأ في الضمير لينمو، وهذا الرادع سيقف حائلا أمام هذا النوع من السلوك لاحقا. 

ولذلك هنا نحتاج الى توعية إعلامية يقوم بها من هم خارج نطاق التغطية السياسية التي هي اول من ساهمت في رفع درجات الغش في المجتمع.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم