صحيفة المثقف

الشاعر أبو يعرب.. جدلية الرثاء والإطراء في مرثية آل زويد

نايف عبوشلقد أجاد الشاعر الكبير، والأديب الفحل ابو يعرب، في قصيدته (مرثية آل الزويد)، التي ألقاها من على شاشة قناة سامراء الفضائية، عندما استضافته، في برنامج خيمة وكصيد، إطراء ورثاء، أعلام مشيخة آل الزويد . وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن اسلوب المدح، والثناء، والتأسي، والرثاء، في شعر أبو يعرب، قد تجلى بشكل واضح، وفي أروع صوره، في هذه القصيدة العصماء .

ولعل ذلك المنحى الجدلي البليغ، يأتي جريا على عادة فطاحل الشعراء، باعتماد صيغة الإطراء،والتأسي معا، لدواعي الاشادة بالمعاني الإنسانية، والمناقبية الفاضلة، باعتبارها معاني إنسانية، وقيما اجتماعية راقية، تستحق التنويه، والإشادة،والتوثيق، ابتداء،ناهيك عن أن الشاعر الكبير ابو يعرب، هو نتاج القرية،وابن الديرة، الذي عاش كل تفاصيل حياتها،وتقاليدها في اطراء المكارم، وذم المفاسد، والتغني بالمعاني الرفيعة للقوم، في المجالس، والدواوين. ومن هنا نجده في مدح الشيخ الراحل خالد المحيميد الزويد يقول:

ياخالد الخير يا قطبا لمجلسنا ..  يادوحة الفضل أنعم فيك من رجل

وبقصد التأسي، وتواصلا مع نهجه في جدلية ترادف تلك المعاني ، نجده يقول:

الموت ورد وكل الخلق وارده ..... إذا انتهت للبرايا فسحة الأمل

ولأنه قد تعايش مع آل الزويد لفترة طويلة، وخبر مكارمهم، وأنس مجالستهم عن قرب ، فقد أتى على ذكرهم  تباعاً، إذ نجده يقول في إطراء الشيخ الراحل يوسف المحيميد الزويد:

إني تذكرت والذكرى مؤرقة ....... أبا حسين كريم العم والخول

قد كان يوسف ذا خلق وذا كرم ..... وكان أصبر في الشدات من جمل

 وكان مجلسه يسمو بحكمته ...... وصانه الله مولانا من الخطل

في حين يستمر في إطراء سجايا القوم، جريا على نفس الشاكلة من الثناء الرفيع، حيث يقول في الشيخ صالح: 

ولست أنسى صديق العمر صالحهم .. وكان ينصفني في القول والعمل

ليعرج برثاء مؤثر للشيخ صابر الزويد، بصيغة إطراء رقيق:

وصابر كان بين الناس محترماً ... وفي المجالس غير الحق لم يقل

ابو ربيع وكل الناس تعرفه ........ فيه الشهامة كهف الحق والمثل

ولأن الزويد عنده من أعمدة القوم، وأركان القبيلة.. وهم من بين القليل اليوم.. ممن يتمسك بالتراث، ويتشبث بالأعراف والتقاليد الاجتماعية الموروثة.. حيث يجد الضيف في ديوانهم العامر دوماً بالربع والأهل، والضيوف،كل الترحاب، ويتلمس حلاوة معايشة تلك التقاليد الأصيلة عندهم، بعفوية مطلقة، خالية من كل اصطناع، فقد تعمد الشاعر أبو يعرب خصهم في مرثيته، بالخيرية الجمعية، إجمالاً، حيث يقول فيهم:

آل الزويد وقد كانوا وما فتئوا ....... رهط إلى الخير يسعى دونما كلل

 وبإضفاء نعت (رهط الخير) على آل الزويد ، يكون الشاعر أبو يعرب قد انصفهم حقاً، فاستحقوا بهذا الوصف، أن يكونوا أمناء تراث القبيلة، والديرة.. ومن ثم فهم جديرون بكل حرف قاله بحقهم، في مرثيته الرائعة .

 

نايف عبوش

..........................................

 * مرثية آل الزويد.. قصيدة للشاعر الكبير إبراهيم  علي العبدالله (أبو يعرب)،في رثاء المرحومين: خالد ويوسف وصابر وصالح، أولاد المرحوم محيميد الزويد، شيوخ عشيرة اللهيب في محافظة صلاح الدين .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم