صحيفة المثقف

لِـمَ تـزأرون؟

وداد فرحانلقد أثارت الاهتمام تلك الحملة الواسعة ضد العراقية هيفاء الأمين النائبة في مجلس النواب العراقي، ضد جملة قالتها ضمن محاضرة لها، أشارت فيها الى تخلف الجنوب مقارنة ببغداد وكردستان.

ولم أجد في حيثيات المعنى أي إشارة أو تبطين الى إساءة في هذا السياق، موجهة الى أهلها الجنوبيين الذين تنتمي لهم.

ورغم إن دوافع هذه الهجمة مشخصة، إلا ان من المنطقي أن نقرأ المعنى ومفردات التصريح قبل الانجرار الى ركب المسقطين، وهذه دعوة للاستماع الى شريط الفيديو الذي تحدثت فيه ولا نستعجل الحكم عبر تكرار ببغاوي.

أرادت الأمين أن تضع اصبعها على الجرح، وترقى بالجنوب الذي يشكو التخلف في بناه التحتية، ويئن من الإهمال المتواصل، كي يرقى الى مستوى المواطن الجنوبي وتاريخه الحضاري.

فبدلا من الشد على يدها وهي تحاول أن تشخص المشكلة التي يعرفها القاصي والداني، أن الجنوب مهمل فشبكات مائه وكهربائه وطرقه متخلفة، لا ترقى لما يستحقه الجنوبيون.

 هيفاء الأمين لبوة تصطاد الفرائس، لتضعها أمام اسود الغابة المتمايلين بفروات بهرجهم، وضعت فريسة التخلف أمامهم لكنهم ينفرون من معالجتها، بعضهم يطمر راسه في رمال الـ "شعليَّه"، والآخر يصيح بلسان فصيح ينفش ريش صدره القوس قزحي، متناسيا أن قدميه منغمستان في الوحل.

أيها السباع الزائرون،

أن هيفاء لبوة أرادت أن تصطاد لكم وأنتم نائمون، فلمَ تزأرون؟

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم