صحيفة المثقف

مسلسلات رمضانية.. الدراما العراقية في الميزان

ينتقد عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، الأعمال التي تُعرض حالياً عبر شاشات التلفاز، بأعذار كثيرة. منها أن بعض المسلسلات ضمّت ممثلين عرباً وأجانب ليحلوا محل العراقيين، مشاهد لا تليق بحرمة شهر رمضان ومنها مسلسل "الفندق" لحامد المالكي الذي يتحدث عن كواليس عمليات الاتجار بالأعضاء البشرية والدعارة، ومسلسلات أخرى مثل العرضحالجي ما وصفه مشاهدون بالمُملّ ويحتوي أحداثاً لا علاقة لها بالحياة الشعبية في بغداد

العراقيين لم يروا عملاً فنياً بإنتاج محلي منذ سبع سنوات، بعدما توقفت عجلة الإنتاج نظراً لانشغال المؤسسات الإعلامية الخاصة والحكومية بالمشكلات السياسية والأمنية، وكان آخرها احتلال تنظيم "داعش" لمناطق عديدة من البلاد حتى أفطرت في رمضان الحالي بكمية أعمال كبيرة ومضاعفة بعد دخول قناة أم بي سي عراق منافسا آخر للشرقية والعراقية وبقية الفضائيات التي تملك قدرة إنتاجية

طبيعة الوسط الثقافي والفني العراقي؛ لا يسمح أبداً بتمرير الجيد والمبتكر”،للاسف الوسط الفني يتغذى على سلسلة التخادم الثقافي التي تجعل من أفراده كالبنيان المرصوص في مديح بعضهم لبعض وإذا سوّلت لصاحب رأي نفسه أن يدلي برأيه فعقوبته الطرد والنبذ والاقصاء !! لهذا توقف عقل صنّاع الدراما عندنا وظلوا في وادي الاعتيادية والرتابة بالمقابل تطور معها المشاهد العراقي،ووجدنا ان مواقع التواصل الاجتماعي اوقعت الأعمال على الشاشة سريعاً في فخ الانتقاد والسخرية

وأثار عملان من إنتاج الشرقية جدلاً واسعاً بعد أن تناولا موضوعات جريئة وجرى تنفيذها بشكل أكثر جرأة، فقد تناقل المتابعون في اليومين الماضيين صورا مقتصة من المشاهد لممثلين عراقيين وهم عراة مع فتيات على أسرّة النوم أو المساج، وبين السخرية والغضب ثارت موجة كبيرة من ردود الأفعال، فمسلسلا

الفندق” و”باكو-بغداد” يطرحان موضوعات الاتجار بالبشر ونوادي المساج والسياحة “الجنسية، وهو ما اعتبره متابعون إساءة لشهر رمضان وأجوائه، ناهيك عن خدش الذوق العام بهذه المشاهد - ودافع القائمون على هذه الأعمال في رد فعل على الانتقادات، فكاتب مسلسل الفندق حامد المالكي تواصل على مدار الأيام الماضية بمشاركة الآراء التي تثني على عمله عبر صفحته في الفيسبوك، مهملاً آلاف الآراء التي انتقدت العمل، لكنه قال إنه يرحب بالنقد وطالب المشاهدين بالصبر على المسلسل.لكنه عاد ليعتذر ويرمي “المفردات الخارجة” في سلة الممثل، وقال “يخرج الممثل عن النص لأسباب، أهمها كسله او انشغاله بأكثر من عمل، أو لتمرير هدف فكري يخصه شخصيا، فالسينارست يسلم النص للمخرج أمانة، يمكن تغيير الحوارات قبل التصوير بين الممثل والمخرج والكاتب بعد المناقشة، لكن أن يتم استغفال الكاتب ويتغير الحوار فهذه خيانة، حدث هذا في مسلسل الفندق فعذرا لمن تمّت الإساءة له، وأيضا أنا لا اكتب كلمات رخيصة في حواراتي، هذا تصرف من قبل الممثل، فعذرا للجمهور الكريم

مسلسل عراقي بعنوان (فندق خمسة حكومات)  

الفنان علي ريسان بدا منفعلا في رده على الانتقادات فقد كتب “في رمضان القادم سأكتب مسلسلاً عراقياً بعنوان (فندق خمسة حكومات) عن دمار المنظومة الاجتماعية والأخلاقية بسبب الخونة والجهلة والفاسدين والاحتلال وستكون البطولة للنجمين النائبين هيفاء الأمين وفائق الشيخ علي !!وسيكون مكان التصوير البرلمان العراقي المنتخب بصناديق مزورة وأصوات نازحة ضائعة في العراء

ونسأل شبكة الاعلام العراقي اين الاسماء اللامعة في الاخراج التلفزيوني البرامجي والدرامي مثل مهدي الصفار، خليل شوقي، رشيد شاكر ياسين، محمد يوسف الجنابي وعشرات الاسماء، لينضم المخرج المصري الراحل ابراهيم عبد الجليل الى القائمة،وتعتبر مرحلة السبعينات من اهم المراحل التي انجبت عدداً من الاعمال الدرامية العراقية المهمة والتي ما زالت عالقة في ذاكرة المشاهد العراقي العربي مثل تحت موس الحلاق للكاتب سليم البصري والمخرج عمانوئيل رسام ومسلسل الذئب وعيون المدينة للكاتب عادل كاظم والمخرج ابراهيم عبد الجليل ومسلسل وينك ياجسر للكاتب فاروق محمد والمخرج فلاح زكي ومسلسلات عديدة واعمال متميزة اخذت مساحتها في البث التلفزيوني المحلي والعربي. الف رحمة للراحلون وعمر مديد للاحياء ثم اين الفنانين والفنانات الذين كانوا لا يلهثون لملىء جيوبهم بعمل فني رديء,, اين الدراما اواسط السبعينات وحتى نهاية الثمانينات من القرن المنصرم تميزت بانتاجات محلية من انتاج القطاع الحكومي الوحيد في الساحة الانتاجية والتي كانت تنفذ في تلفزيون العراق حيث كانت وحدة الانتاج التفلزيوني في تلفزيون بغداد والتي كانت تضم اقساما عديدة ومرتبطة اداريا بمدير التلفزيون ومعنويا بالمدير العام وتميزت وحدة الانتاج بالقوة والمكانة والحصانة وحرية الحركة والنبيه يفهم !!

 

نهاد  الحديثي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم