صحيفة المثقف

الأشجار

صالح البياتيهل سرت يوما في غابة

او بين أشجار اليوكالبتوس

أرأيت كم هي مهيبةً

تصطفُ سامقة، منتصبة القامةِ

كالجنود البواسل

في ميدان عرض عسكري

هل استرعى انتباهك

انها مجردة من الأسلحة

امعن النظر اليها

سترى اوراقا حمراء

لا يذهب بك الظن انها جراحاً نازفةً

انتبه حين تمشي، حتى لا تدوس الأوراق الجافة

فهي ليست كما توهمت ميتةً

او قتلى سقطوا برصاص الأعداء

انها ارواحنا التي فارقت الحياة

احترس جيداً، ان تطأها بقدميك

كي لا تُحزن المعري، الذي أوصانا

ان نمشي الهوينا

الأشجار شواهد  لقبور من ماتوا قديماً

او ماتوا مجهولين في الغربة

تذكرنا بهم عندما تهوي جذوعها

تحت وقع الفؤوس

بأننا لا زلنا نرتعب

من سيف الجلاد الذي يدحرج الرؤوس

أمامك الطريق واسعاً

يتسع لجميع السائرين

فامضِ في سبيلك، ولا تلتفت للوراءِ

***

صالح البياتي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم