صحيفة المثقف

مقاتلون جدد

فتحي مهذبلم نيأس يا سبارتكوس..

نحمل صخرة سيزيف بأسناننا

ونقاتل ذئابا شرسة في دهليز المعنى..

أضدادا تغرد فوق شجرة الرأس..

فراغا أشيب بزئير حوشي..

يطاردنا حطاب بفأس

وغناء قروي جارح..

يطاردنا دب نهب معطف قس

من كنيسة مهجورة..

يطاردنا طيار

بمروحية ضحوكة

في بهو صغير لاستقبال

عربات النوم

وصناديق الأموات...

كان مطر يهذي..

يعدو مثل لص

بسيقان مرتبكة..

حياني ومضى..

رأيت ذيله مقطوعا

وعلى ياقته كلمات مسمارية..

في الأسفل

افترسته بركة عبثية

ملآى بأضابير الجريمة

ترتادها تماسيح مريضة

هاربة من مصحة..

أقزام يأكلون ذكريات مملحة..

يشربون ماء من غلاصم الغرقى..

ناداني بلبل سكران..

لا يصحو مثلي أبدا..

فر من مخالب تايمورلنك..

قتلوا صديقته في آذار..

رموا قصائده بالهرطقة..

لم يك ثمة قصف

في المنحدر الثلجي..

ثمة قبعات جنود قضوا

فوق صدري..

ثمة حصان

نجا من زلزال في حديقة رأسي..

لكن لماذا لم يزل يحبو

وعيناه زائغتان..؟

حاورني لوقيانوس السميساطي..

ينام أول الليل في كتاب قديم..

- ألك صغار؟

- فروا

- الى أين..؟

- لا أدري..

- ربما عادوا الى كهفي القديم..

- ربما ابتلعتهم  غيمة

- تسعل باستمرار..

- ربما سقطوا في هاوية اللاوعي..

أو طاردهم نمر أسود بهراوة..

- ألك بيت ؟

لا-

-أين تقيم؟

- في قصيدة..

على حافة جرف هائل..

ترافقني ذكريات مريرة..

- ألك زوجة؟

- اختفت في آذار

أيام الثورة..

- هربت في غواصة

باتجاه النهاوند..

- ألك أصدقاء؟

- لي ثعابين جيدة

تزورني كل يوم..

في حانة قديمة.

***

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم