صحيفة المثقف

المرأة التي تتزوج عشرة وتنوي المزيد! في تحليل سيكولوجي

قاسم حسين صالحالمشهد:

تسأل مقدمة البرنامج (عايشه ) الفنانة غادة عبد الرازق:

- كم مرّة تزوجتي قبل مسلسل زهره وأزواجها الخمسة؟

فتجيبها:

+ حوالي! اربعه.. خمسه

- وبعد المسلسل؟

+ كملت الباقي

- اللي هم كم؟

+ حوالي.. ماشاءالله.. ماشاء الله.. حوالي عشره!

تضحك بتباهي ويصفق لها الجمهور.

*

ولأن من عادتي ان استطلع الآراء عبر مواقع التواصل الأجتماعي في الحالات التي تستحق الدراسة، فقد توجهنا بهذا الأستطلاع ومعه فديو الحوار:

(حالة تستحق تحليل شخصية.. تزوجت عشرة

والباب مفتوح لعرسان جدد.. افيدونا بتحليلاتكم).

بلغ عدد من اطلع على المنشور (2873) وعدد التعليقات (86) لأكاديميين ومثقفين.. اليكم نماذج منها:

- النائب وجيه عباس: التمسك بمرحلة الشباب ومحاولة نسيان الموت.. تماما مثلما فعلت الشحرورة صباح.

- انس القيسي: البنية البيولوجية التي تتمتع بها اعطت مساحة كبيرة لجذب الاخرين لها، وبيئة الفن مشجعة جنسيا، وفسلجيا.. هرمون الغريزة الجنسية نشط جدا عندها، وسيكولوجيا.. شخصية سيكوباثية بانوثة طاغية.

- حسين علي الحديدي: الشهوة وحب الذات هي صاحبة الشان في هذا، او زواج مصلحة من كلا الطرفين، من طرف الزوج الذي يعلم انها كانت مع رجال قبله.

- د.رضاب الحسني: ربما هو اسلوب توكيد الذات بانها ما زالت تمتلك القدرة الجسدية والعطاء المتجدد، اوهو تبرير للذات، او اقناع الاخرين بانها ما زلت عنصرا فعالا.

- د.رهيف العزاوي: يبدو تريد تاخذ شهادة الرقم القياسي لمؤسسة جنس في عدد الازواج ونرشح دكتور قاسم يشكل فريق بحثي من اساتذة علم النفس لتحليل شخصيتها.

- اربعة لا يشبعن من اربعة: عين من نظر، وأذن من خبر، وأرض من مطر، وامرأة من ذكر.. لذلك فهي قد تكون مصابة بمتلازمة عدم الاستقرار الجنسي.

- ويطرح السيد عماد رأيا مختلفا بقوله: قال العرب قديما (كل مملوك مملول).. هذا ما يسمى في اختصاص جنابكم (المنفعة المتناقصة للّذة) وهي احدى طبائع النفس البشرية التي تصيب ذوي المال والشهرة بصورة عامة والممثلات والفنانات بصورة خاصة(هوليود مثلا) فترى الواحدة منهن تتغزل بالحب والحبيب وما ان تمتلكه فأنها تملّه وتميل لغيره.. وهكذا بقية اللذات التي تستهلك بالتقادم.. قل هذا عن كوكب الشرق فمن يسمع أغانيها يعتقد انها كانت تعيش بأحلى أرتباط وأجمل أيام.. لكن الحقيقة خلاف ذلك.. والدليل هو زواجاتها الأربعة الفاشلة.

وكانت هنالك تعليقات طريفة:

- السؤال: هل من بينهم واحد عراقي من المسؤولين الحاليين؟!

- هم الرجال يحبون كده

- احم احم.. ممكن املي استمارة طلب زواج منها!

- دكتور شلونك.. حاط عينك عليها مو بالله!

التحليل السيكولوجي:

بين الحب والزواج اكثر من اشكالية.. فلنبدأ بالحب.

يعدّ مفهوم افلاطون للحب هو الاقدم والاكثر شيوعا، اذ يصفه بأنه التمتع بالجمال بوصفه الحقيقة السامية، واننا من خلال تحقيقنا للاشياء الجميلة نصل الى حالة ذوبان كياننا في هذه الحقيقة السامية الشاملة واتحاد كامل بها.

وفي دراسته "عن الحب" وصف الاسباني (اورتجا) الحب قائلا: ".. هو دفعة نحو المحبوب، وفعل انفعالي ووسيلة فعالة للمشاركة بوجود الآخر حبا بهذا الوجود لذاته، ويحس من يحب في اعماق كيانه باتحاد كلّي مع محبوبه فيؤلفان كلّا وجوديا حيويا.. فيما يصفه ممثل الفلسفة الظواهرية (شيللر) بأنه القدرة على ادراك ماهية شخصية المحبوب وقيمته وليس محاسنه الواضحة، والقدرة على ايقاظ موهبته وامكاناته الكامنة فيه، وهو يتفق مع رأي (أريك فروم) الذي يرى بأن الحب يعني الاهتمام بسعادة الشخص، بتعزيز الحياة وتنميتها لديه.. ما يعني ان الشرط الصحي النفسي لاستمراره هو ان يبقى بعد ان يهدأ الأعجاب بمظهر المحبوب وترتوي العاطفة وتشبع الغريزة الجنسية.

ومن يستعرض الدراسات النفسية يستنتج ان للحب مستويات تتباين بتباين الحاجات والافراد، وان افضل مستوى في الحب هو ذلك الذي يهدف الى اشباع او سد حاجات جسدية ونفسية واجتماعية، وان الحب الذي يتجه نحو اشباع حاجات جسدية فقط هو حب ناقص.

وحديثا حدد(ستيرنبيرغSternberg،  ) مكونات الحب بثلاثة:

1- الحميمة: وتعني الجانب الانفعالي المتمثل بالإحساس بالقرب من الآخر، والشعور بالترابط ، والبوح له بالأسرار.

2- الرغبة او الشغف: وتعني أشباع الرغبة الجنسية دون ان تكون مصحوبة بالحميمية والألتزام، فلا تبوح له بأسرارك ولا تلتزم معه بوعد.

3- الالتزام: وتعني اعترافك للآخر بحبك الصادق له وقرارك الالتزام بالعلاقة معه، ورعاية المحبوب والاهتمام به على المدى البعيد.. وبدونه فأنه لا يكون حبا حتى لو توافر شرطا الحميميه والرغبة الجنسية.

اما الزواج فله اغراض اخرى اجتماعية واقتصادية وحاجة الانسان الى امتداد بيولوجي وفقا لمنظور علم النفس التطوري الذي يرى ان جيناتنا تعمل، دون أن ندري، على ان تبقى فتدفعنا الى الزواج.وقد يأتي الزواج بدافع الحب.. ويستمر في حالات نادرة، غير انه يحصل في مجتمعاتنا الشرقية لأعتبارات معروفة لا علاقة لها بالحب.

غادة عبد الرازق.. والحب

تزوجت وعمرها 17 سنة من رجل اعمال سعودي استمر سبع سنوات وانجبت منه ابنتها (روتانا)، وتزوجت ثانية من رجل اعمال بورسعيدي وتطلقت منه لأنه (كبير في السن زي بابا)، لتتزوج ثالثة من رجل لم تكمل معه سنة.. لتنتقل الى تجربة الزواج من الوسط الفني بدأته عرفيا بالمنتج وليد التابعي ثم رسميا لتتطلق منه (بالثلاث)، لتتزوج من الأعلامي محمد فودة لتتطلق منه (بالثلاث) ايضا.. وتستمر لتكمل العشرة.

ان التجربة الأولى لزواج غادة ما كانت بدافع الحب لأنها في حينها فتاة مراهقة غير ناضجة المشاعر، والرجل ايضا ما كان قد احبها بقدر ما اشتهاها جسدا.. خلصت منها الى انها كانت وعاءا للرجل، وانها تريد حبّا يمنحها الأمان فتزوجت رجلا بعمر ابيها، اكتشفت بعدها ان الأمان وحده لا يكفي، لتصدم بتجربة ثالثة فاشلة.. ومنها تولدت لديها سيكولوجيا الخيبة التي تدفعها بالضرورة الى(رد الأعتبار) و (أخذ الحيف) و(الانتقام المعنوي من الرجل بأذلاله).

وبما انها صارت تمتلك اسلحة(قاتلة): جمال جسد، انوثة طاغية، شهرة فنية.. فانها تحولت الى رجال الوسط الفني علّها تجد الحب عند احدهم، لكن دوافع الخيبة تلك مارستها باستعلاء مع رابع تجربة زواج لم يطقها(التابعي) فطلقها، ثم عاد(لحب، لمصلحة)فتظل تمارسها لتنتهي بطلقة ثالثة.. وتتكرر ذات التجربه بذات السيناريو في زواجها الخامس من (فوده).. ما يجعلنا نستنتج بان سيكولوجيا الخيبات دفعتها عصابيا الى ممارسة السادية مع ازواجها بتعذيبهم نفسيا واذلالهم اعتباريا.. وستبقى هذه متحكمة فيها الى ان تضعف اسلحتها التي تغري الرجال.

ولأن السيدة غادة شخصية نرجسية بها حاجة الى اعجاب بلا حدود، فأنني اخشى عليها حين تجتاز الثمانين (وتعقج مثل باقي النساوين!) ان تصاب باكتئاب وعزلة، او تكون نهايتها كنهاية فنانات واديبات مثل الكاتبة الارجنتينية مارتا لنيش التي انتحرت بعمر الستين لانها لم تطق رؤية التجاعيد بوجهها.. مع خالص تمنياتنا لها بالموفقية ان تجد الحب الخالص لذاتها في حياتها، وتحقق المزيد من النجاح.. في فنها لا في عدد ازواجها!

 

أ.د.قاسم حسين صالح

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

رئيس المجلس الأستشاري للثقافة والأعلام بالعراق

الأتحاد الدولي للصحافة العربية

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم