صحيفة المثقف

من يريد الازدهار والسلام فعلا؟!

كاظم الموسوياستعاد الشعب الفلسطيني قبل أيام ذكرى النكبة، أو ما اصطلح عليه بها، مشروع الاستيطان والاحتلال واقتلاع شعب من أرضه ومقدساته وحقوقه ومزارعه ومصانعه وأحلامه.. وعاشت اجيال من الشعب الفلسطيني هذه المأساة من جديد ورغمها ظلت، عند الكثيرين منهم، مفاتيح ديارهم بايديهم وصورها بقلوبهم وظلت عيونهم، سواء من ظل صامدا او هجر عنوة وتوزع تحت نجوم السماء، ظلت عيونهم تشراب نحوها، ونحو القدس، مقدسة وعاصمة للوطن الذي لن يتغير عنوانه ولن يتبدد اسمه، فلسطين بكل حروفها العربية، من الفاء الى النون، مهما صعبت الظروف أو تكالبت المخططات أو تسابق الأعداء على تصفية القضية.

رغم النكبة وتداعياتها، واستمرار الكفاح والمقاومة يظل العدو متربصا ومخططا لكيانه واحتلاله، وتعمل له دول كبرى لاستمراره قاعدة استراتيجية لها وتتخادم معها حكومات من شتى الأصناف والمسميات، إلا أن العدو الصهيوغربي، الامريكي اولا، بكل طغيانه لن يجرؤ أن يعلنها مرة واحدة، سمتها وسائل الإعلام صفقة قرن، وكنتها بصفعة القرن وتداولتها الألسن والمقالات ولن تخرج ثانيا، إلى النور مشروعا متكاملا وواضحا مطلوبا. إلا أن خطوات قاسية صعبة نفذت وأخذت مكانها أمام السمع والبصر، كقانون العنصرية الكريه، وتسمية العاصمة وانكار التاريخ، والغاء اعتبار اسم اللاجئين وتجفيف منظمة الأونروا وسيادة الجولان وغيرها  وليس آخرها ما سمي زورا بورشة عمل في المنامة، عاصمة مملكة البحرين، تحت اسم "السلام من أجل الازدهار". والتراجيكوميدية فيها انها تركز عملها على القضية الفلسطينية ولم تدع ممثلي الشعب الفلسطيني، لا السلطة الرسمية ولا الفصائل الوطنية ولا الشخصيات التاريخية، فعن أي سلام واي ازدهار تهدف الورشة، المؤامرة.

احسنت المؤتمرات العربية الثلاث، المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي- الاسلامي، والمؤتمر العام للاحزاب العربية، في بيانها. في الكشف عنها، واعتبارها "واحدة من المحاولات الأمريكية المتكررة التي تسعى إلى تكريس الوجود الصهيوني في فلسطين والوطن العربي، وتصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية". ودعا البيان القوى الشعبية العربية، في فلسطين والبحرين خصوصا، والوطن العربي عموما، إلى مقاطعة هذه الدعوة المفضوحة، والتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وللأمة العربية، مؤكدا على وحدة الإرادة والمقاومة وتغليب التناقض الأساس الرئيس مع العدو الصهيوني على كل تعارض اخر ، وردم الهوة القائمة بين النظام الرسمي العربي وبين الواقع الشعبي العربي.

كما رفضت كتلة تقدم البرلمانية استضافة المملكة لما أطلق عليه بورشة واصدرت بيانا اكدت موقفها، وراي الشعب في البحرين الرافض لأي نوع من التطبيع والشراكة مع الكيان الغاصب. وذكر البيان: أن مجرد اعلان السلطة الفلسطينية أنه لم يتم التشاور معها بشأن عقد هذه الورشة في البحرين، في الوقت الذي وجهت الولايات المتحدة دعوة لحكومة الاحتلال الصهيوني لحضورها، من شأنه أن يفضح النوايا المبيتة بالمضي في إبرام الصفقات الرامية إلى محاولة فرض الاستسلام.

ولم تنته الأمور عند البيانات وحدها، بل جرت اتصالات بين الامناء العامين للمؤتمر القومي العربي والقومي- الاسلامي والأحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية وتمت الدعوة إلى لقاء فلسطيني عربي جامع للتداول في سبيل مواجهة صفقة القرن قبيل انعقاد ما سمي بالورشة في البحرين. واتفق على عقده يوم الأحد، الثاني من شهر حزيران/ يونيو .

 أن مجرد الدعوة هذه هي مساهمة فعلية في رفض الورشة ونتائجها وإدانة شعبية لها والمشاركة فيها وإعلان صريح بأن القوى الشعبية العربية لن يهدأ لها بال وهي ترى هذه المخططات العدوانية تسعى لأن تمر وتفعل وعلى أرض عربية. هذه الدعوة واللقاء الذي اشتركت فيه المؤتمرات وقيادات بعض الفصائل الفلسطينية ووسائل إعلام وشخصيات سياسية معروفة يعلن الموقف الشعبي العربي، يذيع صوت الضمير العربي، ويتطلب العمل عليه وتنفيذ توصياته والتأكيد على نفاد صبر الأمة العربية وغضبها من ما يحيق بها ويخطط لها ويسعى إلى الخراب والدمار فيها.

أن شعوبنا أمتنا مصممة بكفاحها التحرري ان تعمل من أجل التقدم والسلام والازدهار فعلا وتواصل التضحيات الجسيمة في سبيل ذلك، وهذه اهداف ومطالب حركة تحررها الوطني والقومي، فكيف تقلب الأمور وتسرق النهايات؟!.. أنها لن تنسى ولن تغفر للمستعمر والمستوطن والمحتل ما يخطط ويتامر ويخرب في وطنها وما يسعى له. الصورة واضحة ولا تحتاج إلى ورش وتهديدات واغراءات وإجراءات. والنصر مهما طال اجله صبر ساعة.

 

كاظم الموسوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم