صحيفة المثقف

قوس قزح ..

صفاء الصالحيكان يتسلى بتحريك هواء الموقد، يوقد لهيب الجمر المكدس اسفل وجوانب الإبريق، لا يبالي بالدخان، مستمتع بفواحة عبير الهيل  الممتزج برائحة الشاي،يتبادل أطراف الحديث تارة مع افراد أسرته، وتارة  يردد عبارات الغزل بشايه الساخن مع كل رشفة ..

تتدفق عليه الخواطر وهو يتطلع الى المناظر الفردوسية للسهول والجبال وهما مكتسيتان بالثوب الاخضر المرصع بشقائق النعمان الحمراء، يلاعب ظله من ضوء شمس تلوح بالصيف قبل تدحرجها الى قلب السماء ملقية خيوطها البرتقالية على أغصان الأشجار ومخترقة أوراقها، فتل وجهه الى السماء يعاين غيوم شتاء تمضي بجموح مسرعة نحو شمس الصيف،بادر معرض الوساطة بينهما، لا عليك بجموحي أجابت الغيوم مسترسلة، الربيع عروس الفصول، انه موسوم التزاوج، سيولد الجمال، فالتحما فتقعقع صوت السماء بإلتحامهما، وأنهلت حبات المطر، بينما هو صامت يمتع نظره بولادة القوس قزح .

 

صفاء الصالحي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم