صحيفة المثقف

لحمة الجوع والتاريخ الاسلامي (اللوحة الثالثة)

ثورة المنحور/ ابا عبد الله وصرخة الجياع

المدخل: اوجاع وصرخات الفنان المتالق د. صبيح كلش لم ولن تهدا فانها كالبحار الهائجة او الطوفان انها صرخات تهز عرش السماء ومطارق تحطم الاحجار وفرشاة ولون تعيد للشمس اشراقتها ونورها الساطع ورموز ودلالات وعبر ودروس غابت وغيبت بفعل فاعل ومفعول بة ولاجلة حتى اصبح العالم الاسلامي يرقص كالطير المذبوح بفعل/ سادتنا ومولانا و شيوخنااوامرءانا لذين لا يفكرون باوجاعنا بل ان جل تفكيرهم ما تحت الحزام او فوقة قليلا/ يتكلمون عن الزهد كالببغاوات وهم بفترسون حتى لحوم الموتى حتى تجرد عالمنا الاسلامي من الاسم والعنوان واصبحنا نعيش في هلوسة فكرية وهذيان اقل ما يقال عنها ميلودراما الجوع والاضطهاد والترغيب والترهيب او دراما عن الضمير الانساني الغائب والمغيب او كوميديا ساخرة تعددت اشكالها والوانها باسم الوطنية او الاسلام او الجهاد ووووو الخ وتحت شعارات مختلفة تركز وتؤكد العبودية والاستغلال/ ملك وسيد وامير ومجتهد وووووووو مغلوب ومغلوب علية سيد وعبد وامير وشحاذ ووووووولخ كلها تحت شعار اسلاموي / ولقمة القاضي

87 صبيح كلش

من هنا او هنالك تبدا ولا تنتهي ملحمة الجوع/ اللوحة الثالثة للفنان المتالق د صبيح كلش اذ انها حكاية وقصص وملاحم ليست كحكايات لف ليلة وليلة بل انها حكاية من الواقع الى الواقع ذاتة ابطالها رموز صرخت لا للظلم والجور وتيمتها غياب الضمير الانساني ودلالاتها معانيها مستلة من التاريخ المغيب عن الاجيال والضمير الانساني/ حكاية يرويها لنا الفنان د كلش بالفرشاة واللون والخط والرمز والدلالة تبدا ولا تنتهي بسؤال/ متى ستعيد الامة الاسلامية هيبتها وهي خير امة اخرحت للناس/ قبل الخوض في التفاصيل الفنية للوحة ورمزها والوانها المتناسقة جلب اهتمامي واهتمام كل متذوق اغيره / اخيتار الفنان د كلش / قبر وضريح ابن بنت رسول الله ص /الحسين ع/ وتم رسمة بحرفية وواقعية لا يقدر عليها الا فنان متمرس ويدرك ادواتة بشكل فني/ اعلى منتصف اللوحة/ ماذا يشكل هذا الرمز في عالمنا الاسلامي وما هي دلالالتة ولم الضريح يشع بالانوار كشروق الشمس/ اللون الاصفر وتدرجاتة المختلفة/اذ لو ادرك المتذوق هذا الرمز وفلسفتة لادرك كل معالم اللوحة وما يصيب هذه الامة من اوجاع وامراض وووالخ اذ ان هذا الرمز يمثل موسيقى الروح والجسد لكل انسان موحد كان ام غير موحد يستل منة كل الدروس والعبر في منهحةا الاسلامي والانساني ولولا غياب هذا الرمز لما حل بامة الاسلام من كوارث متتالية تبدا بملحمة الجوع ولا تنتهي بالظلم الجور والتشرد والجهل والتجهيل وووووووالخ ولهذا نجح الفنان في كل رموز المتتالية ة والوانة وكتلة للتعبير عن المعنى الظاهري والمخفي لهذا الرمز الحسيني الذي يمثل سفينة وطريق النجاة لهذه الامة وكل الامم التي تعاني الجور والظلم والاستبداد فهو صوت الاحرار في العالم بعيدا عن الاسم والعنوان والعقيدة والزمان والمكان لان الجوع والقهر والتسلط ليست سنة الهية بل سنة شيطلنية وباشكال مختلفة/ وهذا ما جسدة الفنان عبر الاشكال والهياكل البشرية التي تصرخ من الجوع والالم/ بداء من الهيكل العظمى /اسفل منتصف اللوحة/ وتوالي الاصوات البشرية صعودا الى رب العزة والجلالة مرورا بضريح ابا عبد الله ع /منتصف اللوحةوخطوط ا لصرخات المتتالية من الاسفل الى الاعلى/ وتعميقا للمعنى الانساني لرمزية الحسين كان د كلش فيلسوف وفنان محترف اذ قد جعل من صرخات الجياع والمسلوبين في العالم تاتي من خارج اللوجة لتمتزج مع صرخات الجياع لهذه الامة/ الخطوط الصفراء والسوداء والزرقاء ووووالخ/ اسفل يسار اللوحة / من هنا تكمن فلسفة وفكر ملحمة الطف في كل تداعياتها وارثها التاريخي في مخاطبة العقول والنفوس التي لا تزال لم ولن تدرك المعاني والدلالات والدروس والعبر لهذه الملحمة الخالدة عبر لوحة فنية استاتيكية في شكلها وديناميكية في حركتها الساكنة حتى تشعرك بانك جزءا من هذا الواقع المؤلم الذي نعيشة وعاشه الاباء والاجددا وسيعيشه الاحفاد مستقبلا لاننا امة قد تخلت عن قيمها ومبادءها واصبح الخنوع والاستسلام جزءا من شخصيتها حتى اصبح الجهل والتجهيل شعارنا والبكاء والنحيب طريقنا والجوع والتشرد والاستسلام حياتنا ولا نحرك ساكنا ولا نضرب الفاعل والنكرة ونقول نحن خير امة اخرجت للناس/ كالرمز الذي اعتمده د كلش التفاحة الحمراء/ منتصف للوحه/ والتي تمثل الهبات والزكوات والخمس ووووالخ وهي اموال طائلةنقدم الى مرقد الامام والتي استباحها السراق واللصوص حتى انتفخت بطونهم من السحت ثم تصغر هذه التفاحة رويدا رويدا حتى تصبح سوداء غفنة تقدم الى الفقراء والجياع ولتعميق هذه الدلابة هو الخط الاحمر من باب الضريح الى الجياع ونهاية التفاحة/ منتصف اللوحة ثم تدرج لون التفاحةالى الاسفل الى تصل الى الاسوداد الى فم الجياع / ان هذا المعنى الدلالالي الذي جسده الفنان بابداع يكشف عورات المدعين والمنافقين في استغلال الواقعة والضريح من اجل مصالح مادية حتى اصبحت المنابر الحسينية لاسماء ومسميات وقصائد شعرية تباع وتشترى بالعملة الصعبه لا تختل ف عن اي متاجرة اخرى باسم الدين لو العقيدة او النسب اوووالخ ولهذا يؤكد الفنان بان مرقد الامام ورمزة الدلالي هو طريق النجاة وتخليص الامة من الجوع والقهر والجور/ العبرة/لا للبكاء والنحيب والشعائر التي لا تقول للظالم انك ظالم وسارق وقاتل بل هو صرخة حق تعمق الايمان وتجسد فكر الاسلام وتنقذ المظلوم من الظالم

شكرا لك ايها الفنان المتالق د كلش لقد علمتني درسا لا ينسى في ملحمة الجوع/ بان الحق لا يعطى بل ياخذ حتى لو كان لثمن النحر/ ولنا في واقعة الطف خير مثال

 

ا. د. طارق المالكي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم