صحيفة المثقف

سنابل الندى وسنابل الحياة

كاظم شمهودللشاعر والكاتب الفلسطيني سعيد العلمي

مع كل التقدم الذي احرزه الانسان اليوم من مظاهر الحرية والانطلاق نحوا مختلف الاتجاهات من علمية وفلسفية وادبية وفنية وتشعبها , لازال الصراع قائما في الآراء والافكار والتشتت وضياع العديد من الحقوق والقيم التي اوجدها الانسان ودافع عنها منذ زمن الاغريق مرورا بعصر الاحياء وثورة جان جاك روسو وعقده الاجتماعي والثورة الفرنسية والثورة العربية الاصلاحية وغيرها . وقد يكون من اكثر الناس دفاعا وتضحية عن المظطهدين والمحرومين والمسلوبين هم اصحاب الاقلام النيره والكريمة من الادباء والشعراء واصحاب الفرش العذبة الغنائه الشريفة الذين اوصلوا مجتمعاتهم في سيرها التصاعدي الى الرقي والتطور .. هؤلاء بمبادئهم وآرائهم الانسانية النبيله يعبرون تعبيرا حيا لما يهدف اليه كثير من الاحرار والمناضلين الذين يدافعون عن حقوق البشر ورفض الهيمنة الاجنبية والتحكم بمقدرات الشعوب وحقها في العيش والتعايش بسلام وامان بارضها ووطنها بحرية وكرامة ..

ومن هؤلاء الاحرار والمناضلين الذين شهدت لهم الساحة الاسبانية والفلسطينية حركة دؤبة غير مسبوقة هو الكاتب والروائي والشاعر الفلسطيني سعيد العلمي الذي يعتبر من ابرز المثقفين العرب في اسبانيا ... وسعيد العلمي تتمثل فيه القضية الفلسطينية بعينها ومأساتها وهو ليث كاسر في دفاعه عنها مهما كانت الظروف .

سعيد العلمي

بدا العلمي مشواره في الادب والقصة والشعر منذ منتصف الستينات ونشر في الصحف والمجلات الكويتية مثل – الطليعة – والرسالة – والنهضة وصدرت مجموعته القصصية الاولى – المؤتمر – في مدريد عام 1992 . عمل في مدريد مراسل لعدد من وسائل الاعلام العربية مثل صحيفة - القبس – والمستقبل – وشبكة تلفزيون ABC كما عمل صحفيا في الاذاعة الاسبانية ومراسلا لوكالة الانباء الكويتية وبعض القنوات التلفزيونية العربية الاخرى . وكان هو اول من اصدر صحيفة عربية في اسبانيا اسمها – النوارس – ثم اصدر مجموعة قصصية اخرى اسمها – مريم – عام 1995 وثلاثة كتب شعرية اخرى هي – سنابل الندى 2008– سنابل الحياة 2007 – سنابل الشرار 2009 – وغيرها , يضاف الى ذلك اشتراكه في التجمعات والمؤتمرات والنشاطات الثقافية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في كل المحافل الدولية داخل وخارج اسبانيا ...

التقيته عام 1977 عندما حطيت لتوي في اسبانيا واجرى معي لقاءا للاذاعة الاسبانية التي تبث في العربي في مدريد يومذاك , ومنذ ذلك الحين نشأت بيننا علاقة اخوية صادقة حميمة تجمعنا هموم الغربة وطموحات المستقبل , وكان سعيد دائما يقوم بتغطية نشاطاتنا الفنية , وآخر ما قام به معي هو لقاء تلفزيوني للحديث عن تاريخ طليطلة العربي وكان معي مدير المركز الثقافي المصري اسمه على ما اضن عبد الكريم وبث اللقاء على قناة العالم الايرانية..

يعتبر سعيد من شعراء وادباء الثورة الذين يؤمنون بتحرير فلسطين وعودة اهلها الذين شردوا من ديارهم وارضهم منذ عام 1948 اي التحرير الكامل للوطن والارض المغتصبة والمقدسة وعلى هذا الخط يوجد هناك عشرات الادباء والشعراء والمفكرين منهم عز الدين الناصرة ومريد البرغوثي واحمد دحبور ومعين بسيسو الذي كان يردد اشعاره دائما ياسر عرفات :

انا ان سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح

واحمل سلاحي لا يخفك دمي يسيل من السلاح .

وهناك نوع آخر من الشعراء والادباء الفلسطينيين وهم اصحاب الاديولوجيات اليسارية والذين يعترفون بدولة اسرائيل وباقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 مثل الشاعر محمود درويش الذي كانت له صديقة اسرائيلية مجندة اسمها ريتا، وفي هذا الصدد يقول: (بين ريتا وعيوني بندقية) وغيره من الشعرا اليساريين مثل سميع القاسم وتوفيق زياد و..

و تعتبر قصص واشعار سعيد العلمي نابعة من موضوع الوطن والغربة ومنتزعة من واقع الحياة ومرارتها التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني ونكبته وتشرده منذ عام 1948 وقد اطر سعيد شعره وقصصه باطار عاطفي مقاوم ثوري ونلمس ذلك في عدد كبير من قصائده الشعرية مثل :

احبابنا في الغربة السوداء .. طال المقام بمجلس ولقاء

لم ننس يوما قدسنا وجوارها .. والقلب تاق لوجهها الوضاء

جرزيمنا وجليلنا وقطاعنا .. واديم تربتها من الآباء

..........................

اليوم ما بقيت لنا احلام .. عاث البغات بقدسنا واقاموا

اليوم امة احمد قد عريت .. حتى تبدت عورة وسقام

والمسلمون كما النعاج تخاذلوا .. عن مسجد اقصى ثراه حرام

والله لو عاث العدو بمكة .. لوجمتمو ذلا كما الانعام

 ......................

طليطلة الجدود الاعظمينا .. اتيتك صادحا حبا دفينا

فانت لدرة الامصار غربا .. وانت منارة للاكرمينا

باندلس لاربع آسرات .. بنات العرب يرفعنا الجبينا

بحمراء وقرطبة وحمصا .. ثلاثتهن عندك ينحنينا

***

د. كاظم شمهود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم