صحيفة المثقف

الهاربان (6 و7)

قصي الشيخ عسكربعد يومين من سفرك اتصلت به. كان في المحل وذهنه مشغول بشيء آخر.. إنه يتنفس عبقا جديدا لا يظنّه استافه من قبل...

وخاطر جديد يلح عليه..

عشر سنوات وهو يجلس خلف الدكة والرفوف الملونة تحيطه..هل عندك كاسيت لعبد الباسط؟ نعم.. ردات حسنية.. فلم مضحك لعادل إمام..هناك مطربة جديدة ذات صوت شجي.. بعضهم يسأله عن فلم جنسي.لا يخجل أن يحوز بعضا منها للخاصة فحسب وله هو أيضا متعة الرؤيا لكن صديقك بدران لايحب أن يزج نفسه في قضية مع الشرطة وفروع المخابرات

فثمة متاهة ذات دروب، منحية لا يعرف كيف يخرج منها.. ياترى أي الاشرطة والأفلام ترغب ابتسام، وجاء صوتك عبر الهاتف:

أهلا بدران أنا شاكر

الحمد له على سلامة الوصول

شكرا لك هاتفتك لأطمئن عليك وأعرف رأيك بالصفقة بصفتك وكيلي في السيدة.

مبدئيا أناقش فكرة أن آتي وأشرف على البضاعة.

حسنا إذا غيرت رأيك أو لم تغيره اتصل بالسيد مروان!

طيب كما تشاء

ها أنت تتعجله الهرب من مسافات شاسعة.. لتؤدي ضريبة قديمة لم يطالبك بها أحد..كان بإمكانك أن تتجاهله، تدعي أنهشخصآخر شبيه بما مرّ بك من معجزة تشبه الحياة والموت.ماذا يحدث له لو مت في حينها..

أعدموك..

أطلقوا الرصاص عليك؟

ممرض يعمل في مكان ما في بلد كان ذات يوم يعج بالمنظمات.. هل يهرب كما هرب بك؟ أم يجد طريقة أخرى غير أن ينتشل أحدا من موت محقق؟ لو لم يساعدك على الهرب وهو لايعلم فأين يكون الآن... ربما هنا في المكان ذاته يؤجر البكاء والضحك للزبائن..وأنترغم مامر من سنوات آليت ألا تتجاهل..الآن انتهى عصر المنظمات وعادت الدولة ذات مهابة فلا حواجز ولاخطف وإعدام، لكنك لاتدرك في تلك اللحظة أنه مثل البحيرة..حالما ترمي بها حجرا تتحرك دوائر ها..

تتسع ..

تنشطر كالبكتريا..

وقد حركت فيه رغبة الهرب مرة أخرى ..هذه المرة تعمدت، فهل تختار له ابتسام الرائعة زوجة جميلة مثلها تشع ألقا وحبورا لقد جمع بضعة أشرطة، أغلق المحل ..استقل سيارة أجرة إلى الربوة. كان شيء ما يتحرك في داخلة..

شيء خفي..

بذرة بقيت عشر سنوات محفوظة في كيس حتى نقلتها يد إلى تربة وماء.. وقد حان موعد الهرب الثاني بصيغة أخرى:

ضغط على الجرس فانفرج الباب عن عالمها المفتون.قابلته بوجه بشوش..وبدت في ملابس البيت ..ثوب طويل ذي زهور ناعسة يكشف عن زندين طريين، وشفتين، مرّ عليهما قلم خفيف من أحمر الشفاه الورديّ، انفرجتا ترحبان:

قد يكون الوقت غير مناسب!

قالها وهو يتطلع في ساعة غرفة الاستقبال التي شارفت على الثانية عشرة.

لا أبدا مرحبا بك في أي وقت.

وأين الحلوة صديقتي زينة؟

ذهبت مع عمتي إلى منزلها وسيعودان الظهر !

تريد أن تستبقيه..

إنها هربه الثاني..

لم تعد أنت اليد التي تلقي الحجر في البركة أو ريحا تنقل البذرة..كان ينتظر تلك اللحظة بشغف.مثلما لاتدري وأنت تسير نحو الموت أنك تنجو وتهرب.حثَّ خطاك ..ابتعدْ. التفَّ على اليمين. كان يدري أن لحظة هرب أخرى تنظره غير أنه يجهل متى تحين، وقبل دقائق أدركها فقد أشار إلى الدرب .

تعرفين أنها تشبهك كثيرا!

شاكر يقول إنها تشبه أمه ايضا.

من سوء حظي أني لم أجدها.

فقالت بتغنج أملى عليه أمرا واضحا غامضا:

المهم عندي أن تتعلم اللغة العربية. أريدها لاتنساها لذلك أستغل الفرصة وأجعلها تحتك طول العطلة الصيفية مع الأطفال من أقاربنا الذين في سنِّها حتى إذا حان موعد السفر راحوا يصرخون بها ابقي معنا!

هو الصيف يشعُّ منك.الصيف حيث الشمس، وعشر سنوات قضيتها مع فتيات عاديات بعضهن زبونات.يشترين أفلاما وأغاني وينصرفن من دون أن يتركن أثرا، والأخريات معدودات على الأصابع .. لسن بغايا لكن مجاملتي لهن تجعلني أصنفهن كما لو كن.. لمسه يد قبلة .تشتري الشريط فأغرض عن أن آخذ الثمن هكذا الحياة:

والشمس. لتشبع أيضا منها هنا الشمس رائعة!

أووه.. الشمس

وابتسمت بعد أن خيمت لحظة سحابة عجب على وجهها.. يقولون في دول الشمال الشمس قريبة منا لكنها بعيدة عنا وهنا بعيدة عنا لكنها قريبة. فما أحوجك إلى جلسة هادئة تراقب من خلالها قطرات المطر وهي تعير زجاج النافذة إلى الرصيف:

إذاً مادام لا أحد هنا فعلي أن أغادر

لاأبدا قريبتي هنا والخادم في المطبخ ..

. غير أنه لايتعجل لابدَّ أن يجد عذرا:

آسف على الإزعاج .حاولت أن أتصل بكم لكن التلفون لايرد

ممكن تكون زينة فصلته. دائما تفعل ذلك حتى في ألمانيا.

وتعلقت عيناه بها كمن ينظر إلى الأفق حالما:

اتصل بي شاكر، وهو بخير وأظنه بلا شك اتصل بكم..

فهزت رأسها مقاطعة بابتسامة:

أمس واليوم ...

اتصل بي قبل قليل وكنت أحاول التحدث إليكم فاضطررت أن أجمع لك بعض شرائط الأفلام ..

وتساءل حالما فرغ من عبارته، كيف نسي أن يخبركَ عن نيته زيارة البيت وجلب بعض الأشرطة معه:

ماذا تحب قهوتك؟

أبدا دعيها لمناسبة أخرى

فرمقها بنظرة ذات دلالة ربما قرأتها وتجاوزتها ولعلها لم تسيء الظن:

شرفينا بزيارة إذا كنت ترغبين في أن تطلعي على أشرطة الأفلام بنفسك وكاسيتات الأغاني فلا أعرف أي نوع من الأفلام ترغبين.

وترك الكيس على المنضدة مادا يده..وضغط على يدها فشعر بنعومة أناملها تسري في جسده...الظرف كله..واللطف كلّه..وشفع حركة يده بنظرة ذات دلالة ثم تنبه إلى أن الوقت لم يحن بعد..وغادر المنزل وهو يتساءل هل انتبهت إلى حركته؟ يفكر بلقاء آخر .. فهل تعجل وهو يضغط على يدها..وهي المرة الثانية التي هاتفته... خطة الهرب جاهزة .ومروان يزوره في المحل..خطا نحو الباب مرحبا به وقال معاتبا:

سيد مروان كان يمكن أن تخبرني عبر الهاتف لكي أكون على علم لنرتب لقاء آخر في مكان ما يليق بك!

فقال الرجل الأبيض الممتليء الذي لايشي وجهه باي ّ انطباع كلاعب البوكر.:

دع هذا لما بعد نجاح المهمة!

كيف وجدك شاكر هذا الذي كان من المفروض أن يموت قبل.. وانتشل صاحبك نفسه من الخاطر القديم ليقول:

ماذا تحب أن اطلب لك؟

ليس مهما بل المهم أن نتحدث في أمرك

هل جد جديد؟

اتصل بي شاكر واستحثني هل تريد أن تغادر عبر المطار؟

انا قلت له سآتي لاستلم البضاعة يعني سأذهب إلى هناك!

حسنا مادام الأمر كذلك فعليك أن تجهز صورة لك حتى ننجز سواز سفر!

إذاً أزف الأمر..

وأنت تفاجأ بالهرب الذي علمت به.كنت تود لوجرت الأمور كما تشتهي فهل تتخذ من ذلك حجة لتذهب إليها وتحدثها عن تلك المحاولة بحجة أن هذا الحديث لايصح أن يذكره أحد بالهاتف... لكن ماذا لو سألتك ماعلاقتها هي بالأمر.. احسب حساب أية كلمة تقولها فلست أمام فتاة لاتعرف الحياة وإن كانت مطلقة مثل نجلة... ولا أمام مراهقات يبحثن عن فلم مضحك لعادل إمام أو قصة حزينة يؤديها عبد الحليم حافظ ولايبالين إن كان ثمن الشريط مبلغا أو قبلة .. السفر أصبح حقيقة واقعا لاتنكرها، وأنت لا تنكر أنك تشتهيها بعنف!

بعد أن ننجز لك جوازا لا أحد يشك فيه!

استقطع تذكرة إلى بولندا .. لاتفكر بالفيزا في بولندا يستقبلك شخص لتكون في ضيافته بضعة أيّام ثم تغادر من هناك برفقة مهرب إلى ألمانيا .لاتقلق شاكر دبر الأمر!

7

يبدو هذا العالم الواسع أصغر من جواز سفر يضم تأشيرات دخول لدول من شرق أوروبا... والأسم ايضا تغير .جودة أكرم.كم يوما يعيش معك الاسم الجديد؟ليكن ضيفا عليك غير ثقيل الظل.مثلما يختار الأبوان اسما لوليدهما الجديد، اختار لك السيد مروان اسمك، لا يهمك أن تعرف لِم جاء بهذا الشكل؟ مصادفة أم وفق حسابات لا تخطر على بال أحد.

انس الآن أنك نادر.

حين تدخل بولندا، تصبح بعد أسبوع من ضيافة المهرب بباخرة تتجه إلى ألمانيا.حالما تكون في الباخرة مزق جواز سفرك وأظهر االحقيقي..تخل عن جودة أكرم..القه في ألبحر في التواليت..أي مكان، العالم يعيش معك أكذوبة ولست وحدك..وخلال هذا الأسبوع بعد حصول صاحبك على جواز السفر تلقى منك مكالمة تطمئنه فيها إلى أن بضاعة بولندا بانتظاره، وثمة هاتف آخر يرن:

آلو سيد نادر

ماتزال تعامله بلطف وغنج لكن مع دبلوماسية:

أهلا ست ابتسام

هل تستطيع الحضور

خيرا إن شاء الله

خبر مهم

سآتي ومعي بعض الاشرطة فأنا بصدد بيع المحل

أعرف أخبرني شاكر

إنها تستدعيه..خيالات تجمح وأخرى تلح عليه بتأويلات بعيدة..كيف تبدو هذه المرة.. من حق رؤوف أن يخشى عليها فلا يستدعي أيا من أصدقاء العمل إلى البيت.. لكنه يرى فيها شخصا آخر.. لمن تكون لو لم تلتق بك..عند الباب قالت له:

بنت عمتي في البيت وقد استدعيتك لتراها!

معقول بهذه السرعة

فقالت بصوت خافت:

أمس اتصل رؤوف بي وقال إنه يريد أن يطمئن على مستقبلك بعد أن قررتَ السفر "وأضافت وهي تؤكد جادة" يمكن أن تتم الموافقة المبدئية إذا أعجبتك وعندما ترتب أمورك وتشتغل مع شاكر تأتي إلى هنا فتتزوجان وتصحبها معك!

فرمقها بنظرة ذات دلالة:

حلوة مثلك؟

فردت بعد برهة جادة:

ستراها

ودخل ، فنهضت مرحبة، وقالت ابتسام:

إقبال بنت عمتي

أهلا وسهلا تشرفنا!

نادر بدران من أعز أصدقاء زوجي !

جميلة متوسطة الطول.. في الثلاثين أو أكثر بقليل يخيل إليه أنها تبتسم أبدا وعلى وجهها براءة أقرب منها إلى السذاجة كل مافيها جميل عدا أن جمالها لايثيره.. فاكهة لذيذة من غيرما عطر.أما أنت يا ابتسام فقد سبقني إليك من أطلقته من براثن الموت. أنت من صنف :

من هنا؟

من لبنان

وسابقت ابتسام:

أمس قدمت من بر الياس وهي تصر على أن تسافر بعد غد، سأقنعها أن تبقى.

قالتها بغمزة خفيفة من عينها وتساءل:

أنت على عجالة؟

لا أبدا لكن هكذا وعدت أهلي أن أرجع بعد يومين

فاستدركت ابتسام:

ياستي سأتصل بعمتي وأقنعها إذا شئت، ونهضت فالتصق الثوب بوركها إذ بدت كتمثال روماني لإلهة ساحرة لكنه التفت إلى جهة أخرى خوفا من أن يثير فضول الضيفة:

عن إذنكما سأعمل القهوة.

إشارة لم تخف عليه بإمكانها أن تكلف الخادم التي رآها في أول زيارة.. فبيتها لايكاد يخلو من ضيفة أو جارة..لكن ياترى ماذا يقول.إنه راحل يبحث عن الأمان الذي حلم به في هربه الثاني ثم يمد بضلاله عليها. قد تبدو الأمر ذا عقد لكنه غير بعيد المنال:

ماذا تعملين في بر الياس.

معلمة خياطة.

محسوبك ممرض لكني لاأمارس عملي منذ عقد، الآن لدي محل للتسجيلات في حي السيدة أعلنته للبيع لأنني أحاول الهجرة!

إلى أي بلد ؟

ألمانيا؟

ستكون إذاً مع شاكر! " ثم قالت وهي تضع ساقا على وتسحب تنورتها إلى اسفل ركبتيها": الحق البلدان العربية أصبحت لاتطاق!

أنا كنت في لبنان وعشت المأساة!

ومضت دقائق اجتازاها بالصمت..تمثال راقٍ نحته فنان قدير يبهره ولا يثير إحساسه.يؤجج فضوله لا أكثر.كانت عيناه تحومان حول وجهها فتجري ابتسامة على وجهها ، وزاد من صمتهما أنهما سمعا وقع آثار وسرعان مادخلت ابتسام تحمل صينية القهوة:

مالكما صامتان ؟

عن أي شيء تريدينني أن أتحدث؟

خبرني عن السر المجهول كيف أنقذت شاكر وفديته بنفسك؟

فأطلق ضحكة خافتة وقال:

ياستي ذلك زمن مضى.

فتساءلت إقبال:

أين في العراق؟

لا عندكم في لبنان خلال الحرب!

فقال وهو يضع فنجان القهوة:

ياستي هناك حكايتان : الأولى أن زوجك حوصر في الحرب مع مجموعة من رفاقة فأخذت مجموعتي وفككت عنهم الحصار ومن حس الحظ أنه الناجي الوحيد؟

فقالت وهي تتطلع فيه : هات الحكاية الثانية:

بسيطة تاه في حقل ألغام فغامرت ودخلت إليه أما الحكاية الثالثة:

فقالت إقبال وهي تعقد حاجبيها دهشة:

هناك حكاية ثالثة أيضا.

الحكاية تتلخص في أن شاكر عانى من التهاب الزائدة ولم يكن في الموقع طبيب فاستخدمت خبرتي وعملت له العملية..

كانت ابتسام توجه الحديث هذه المرة لإقبال:

انظري كم هو مجامل ولبق لقد أصبح واحدا منا خلال أيام قليلة.

فشكرها وهو يضع يده على صدرة، فتطلعت في فنجانه وقلبته حتى ترك أثرا في قعر الصينية قالت:

أقرؤه لك؟

تفضلي أرنا مهارتك!

رفعت الفنجان إلى وجهها وحدقت فيه:

أنت تنظر سفر ، أنظر هذا الشكل الذي يشبه الطائرة، ف

فاقترب منها محدقا في الدوائر والخطوط السوداء:

هذه أقرب إلى الحافلة !

كانت اقبال تعقب بضحكة:

ما الفرق سيارة أم طائرة ما الفرق " وهزت رأسها " المهم سفر

على رأيك هناك سفر ليكن سفر!

ثم انظر على الخط البعيد:

أين؟

هناك أشبه بالبيت ستستقر بعد كل هذه السنوات ويكون لك بيت!

عندئذ انتبهت إقبال إلى شيء فحدجت ابتسام بنظرة ثم نهضت وقد حملت معها الصينية والأكواب كأنها تغادر لأمر ما، وقال يحاول أن يغير مجرى الحديث:

أين صديقتي الأميرة.

اليوم في بيت قريبة أخرى إنها لاتمل من اللعب مع الأطفال.

هزَّ راسه وواصلت: الا تحب أن يكون لك طفلة جميلة مثل زينة؟

لكن ألا تظنين أنني تأخرت؟

فقطبت حاجبيها وتساءلت:

لماذا؟ كم عمرك الآن؟

تخطيت العقد الرابع.

فقالت باطمئنان:

في مثل سنك تزوجني شاكر.إنه يريدك أن تستقر وستجد العمل حالما تصل ، لاتقول إنها ابنة عمتي فانا بحكم القرابة أزكيها لك لا أبد.. إنها جميلة معلمة خياطة وعمرها ثلاثة وثلاثون عاما..

ظل صامتا يتطلع في الأرض وينقل نظراته إليها ثم تساءل:

هل حدثت رؤوف عنها!

قبل يومين واستحسن الفكرة الفتاة يمكن أن تنتظرك عاما أو أكثر حالما ترتب أمورك وتشتغل مع شاكر تستطيع السفر وعقد قرانك عليها ولكونك تعمل تسهل أمورك من قبل الألمان!

في هذه اللحظة بالذات تذكر كم كان متهافتا على المغامرة يوم أنقذ شاكر.كانت هناك امرأة تدفعه للهرب يريد أن يتخلص منها.. نجاة التي وجد في شاكر حادثا يبتلع خوفه.. كلتاهما نجاة وإقبال هادئة. ساحرة.. فيهما براءة إلى حد ما.. وقطع عليه تشتته صوت ابتسام وهي تقول:

فكر جيدا هذه فرصة مثل فرصة السفر فلا تضيّعها!

فهز رأسه ولما يزل سارحا:

إن شاء الله ينتهي كلّ شيء علىخير ما يرام.

***

قصي عسكر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم