صحيفة المثقف

مهرجان نسوي للشعر في بغداد

حث وزير الثقافة والسياحة والآثار عبد الأمير الحمداني، مع وفد فرنسي ألماني مشترك إقامة “مهرجان نسوي للشعر” في بغداد -- بيان للوزارة ذكر أنه “جرى خلال اللقاء عرض تفاصيل التنسيق لإقامة المهرجان وسبل إنجاحه، إذ أعرب الحمداني عن تقديم كامل الدعم فيما يخص منح تمويل مشاركة دوائر الوزارة، ودعم منح تأشيرات السفر لوفود الشعراء الألمان والفرنسيين المشاركين في مهرجان سوق الشعراء”، معرباً عن “أمله بان تحذو بقية البعثات الدبلوماسية الأوربية حذو فرنسا وألمانيا في هذا الإطار

وأضاف الوزير، أن “مهرجان (سوق الشعراء) سيكون ذا طابع نسوي، بالتنسيق الكامل مع دائرة العلاقات الثقافية، إذ سيشهد دعوة نخبة من الشاعرات العراقيات، بالاضافة الى مشاركة فرقة عشتار الموسيقية، مع إمكانية اشراك دار النشر الكردية ودار الازياء - ورحب الحمداني بقرب افتتاح ألمانيا لمبنى مقر معهد غوتة الألماني في بغداد، وذلك خلال استقباله وفداً مشتركاً من الملحقيتين الثقافيتين في السفارتين الألمانية والفرنسية -- من جانبه عرض الوفد المشترك رؤيته لما يتعلق بمشاريع ترجمة المؤلفات الفرنسية والألمانية الى العربية وبالعكس، بالإضافة الى اقامة مهرجان “سوق الشعراء” بالشراكة مع السفارتين الفرنسية والالمانية وبرعاية وزارة الثقافة

يعتقد الكثيرون ان الشعر النسوي العراقي اصبح مفقودا، وان الواعدات ليس لهن حضور يؤكد شاعريتهن بقدر ما هناك من يكتبن الشعر بلا ابداع حقيقي,, وكان مهرجان (جواهريون) الشعري قد جدد ما كان يطرحه الكثير من الادباء حول عدم وجود شعر نسوي مميز في العراق، وأثار الهواجس التي في نفوس الكثيرين حول قيمة شعر الشاعرات وقد فتح عدد المشاركات (خمس شاعرات) التفسير لاسباب عدم ظهور شاعرات مبدعات على الرغم من اعتراض شعراء وشاعرات على هذه الفكرة والقينّ باللوم على المجتمع الذي تضيق الخناق عليهن فيما كانت هناك اتهامات للمسؤولين عن توجيه الدعوات للشاعرات من اجل المشاركة في المهرجانات والمزاجية في ذلك، فيما كان هنالك رأي يشير الى تعرض الشاعرات للغبن من قبل النقد فلم ينصفهن ولم يمنحهن فرصة الظهور اعلاميا . 

والجميع يلقي اللوم على الوضع الاجتماعي والاسري الذي يقف بالضد من بروز المرأة اديبة صاعدة تقف على قدميها بثبات، وهذا لايعني ان نسوتنا الواسعات الافق تخلين عن مساهماتهن الابداعية وخاصة في الشعر وعندنا اليوم شواعر مبرزات رائقات في نتاجهن ظهرن في هذه الفعالية

المرأة بطبيعتها مترددة لا تستطيع دخول هذا المعترك بشكل قوي وفاعل اذا لم تكن متسلحة بالموهبة الشعرية الحقيقية، لا بالكتابة كيفما اتفق، لأن اغلب اللواتي يُطلق عليهن شاعرات هنّ كاتبات خواطر ليس الاّ، والسبب أن قصيدة النثر اصبحت كالدابّة يركبها مَن هبّ ودب ، والتي سنحت الفرصة للكثير من حمل هذه الصفة، اقصد الشاعر/ الشاعرة، ناهيك عن اللغة والنحو والاملاء فحدّث ولا حرج. ورغم كل شئ هناك شاعرات حقيقيات يمتلكن الموهبة الاّ ان النقد ظلمهنّ، لاسيّما تدخل في عملية الترويج والاشهار العلاقات والاخوانيات والمصالح الذاتية، لهذا تجد الحضور الشعري النسوي الحقيقي قليلا بعض الشئ.

ان الحضور الشعري النسوي قليل جدا، وبتنا نتحسر، حاليا انحسر الشعر بشكل يلفت النظر أمام المدّ القوي للكتابات التي تُسمى خطأً قصائد نثر، إذ ان أغلبها لايصل الى مستوى قصيدة النثر وخصوصيتها أبدا، بل مجرد خواطر ليس الاّ، ونتيجة عدم وجود نقاد حقيقيين مخلصين للأدب والفن بصورة كبيرة سهّل عملية دخول الطارئين على ميدان الشعر بشكل عام. الادب النسوي مثل الحياة الاجتماعية في العراق. .ذلك ان ما تستفبضه الأعراف التقاليد في بلد مازوم تغطي بالدرجة الاساس كل الجماليات المتاحة في الواقع، ولو أخذنا معيار الادب والشعر تحديدا نجد أن المرأة تنتمي الى واقعها مثل اية ظاهرة عرفية نعيشها.

ان الاعتماد على الثقافة الالكترونية من دون الرجوع الى ديوان الشعر في قديمه وحديثه وتدهور مستوى التعليم وتشجيع الرجال من النقاد والأساتذه والترشيح (لشويعرات مخمليات) متغنجات حتى بأسمائهن (من قبيل ذهب وحرير) لجوائز وابراز اسمائهن ودعوتهن لحضور المهرجانات على حساب الجانب النوعي، ولعب بعض أصحاب المواقع الذين يبرزون قصائد ركيكة لشاعرات ركيكات!1 ..وهكذا تراجع الشعر وتراجعت ندواته ونقده..إنها مصيبة أن تضيع المقاييس النقدية للقصيدة وحلول البديل وهو الدعوة لشعر شواعر (ليس لهن حضور بسبب مما ذكرت) ناهيك عن المحسوبية والمنسوبية !! وهكذا أدير الظهر لشواعر محترمات لا أريد أن أذكرهن .. وزرع الوهم والخداع لدى أخريات بأنهن شاعرات ولا يمتلكن من الملكة الشعرية شيئاً وامصيبتاه!!

 

نهاد الحديثي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم