صحيفة المثقف
أمي
للشاعر المَجَريّ (الغَجَريّ):
كاروي بَاري
ترجمة: عامر كامل السامرّائي
***
لم تخن أبداً أخاديد الأرض المفتوحة حتى قلبها،
تطرق ذئاب العُزْلَة الخرساء بابها كل ليلة،
تُدخِلهم، وتُهَدْهدَهُم إلى جَنْبها في السرير،
وبمخالب - كالمذراة،
يطرُدن القطط البرد من فناء دارِها،
يَنزلنَ في البئر ليُمسكنَ بالقمر،
يَجئنَ به، ويُعلقنَّه في مَطبَخِ أمي: أضيء!
*
تجلس أمي في مَطْبَخها
تتلوى في كفها وردة،
يَقضِمُ ضَفِيرتها
شعاع القمر المُسَمَّر على الحائط:
فتلمعُ عِقْصَتُها في ضوئِه.
*
في شُباكها تصدح ديَكة بريّة،
توقظُ الفجر
بحناجر لُحمت بنار،
وأمي جالسة،
ألا تراها؟ ابنها ايضاً جَانِبٌ بنفسه،
لا يأكل، يملأ قصائده بالنحيب،
يملأ قصائده بالنحيب، قصائده.
*
في أخاديد الأرض المفتوحة حتى قلبها
ستختبئ مَرّة،
سأبحث عنها:
وسأنتزع بأسناني من على وجهها
كل القبلات المتخثرة كالحجر،
وأَسِنُّ بعظامها
مِحراثها الذي ورثته.