صحيفة المثقف

تغريدات ليست عابرة على خلفية حرب الناقلات في الخليج

بكر السباتينفي ميدان تويتر تشتم رائحة الحريق من خلال التغريدات الدبلوماسية المتبادلة بين أطراف النزاع في الخليج العربي، والتي أصبحت تقليداً عالمياً لقياس ردود الأفعال على القرارات المزمع اتخاذها في كل الدول.. وفد عودنا ترامب على هذا النهج حتى بات المترجم الحقيقي لمفهوم التغريد خارج السرب كونه لا ينسق في ذلك مع الكونغرس الأمريكي.

أما خليجياً وفي ظل التداعيات الأخيرة المتسارعة في الخليج العربي وتحديداً حرب ناقلات النفط في ميناء الفجيرة الإماراتي وبحر عمان، حيث تأخذ المنطقة الخليجية إلى هاوية حرب ضروس لا تبقي ولا تذر، ميدانية كانت أو على شكل ضغوطات تمارسها إمريكا على إيران، ترجمة لصراع إقليمي بين إيران وخصومها وفق ما رمزتهم بالحرف "ب" (بولتين، بن سلمان، بن زايد، نتنياهو). من هنا فإن أي تغريدة تطلق من طرفي النزاع سيكون لها وزن الجمل فلا تقاس بوزن الذبابة ما دمنا نصول ونجول في سياق الحرب التي يشهدها ميدان تويتر من خلال تغريدات المسؤولين والذباب الإلكتروني. من ذلك على سبيل المثال ما غرد به وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حيث قال:

“توجيه الولايات المتحدة الاتهامات ومن دون تأنٍ ضد ايران، ومن دون ان تقدم واشنطن اي برهان على ذلك وادلة واقعية، وهذا يكشف بكل وضوح بأن فريق “ب” (بولتون، ابن زايد، ابن سلمان، وبنيامين نتنياهو) ماض في مخطط “ب” في الديبلوماسية الهدامة والتي ترمي الى تخريب مساعي خطوات رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي؛ وذلك بغية التغطية على الارهاب الاقتصادي المعادي لايران”. مكملاً:“إن حكام الامارات يسعون لأن تكون دولتهم إسرائيل ثانية في المنطقة”. وهي تلميحات ليست جديدة ألبست للإمارات من قبل الإعلام العالمي إزاء دورها المشبوه في اليمن وقطر وليبيا وغزة ومصر والسودان ومحاولاتها اليائسة في الأردن حتى جزر الواق واق الأسطورية.

وفي إطار عاصفة إعلامية شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، ليخرج الرد الإماراتي المنتظر "الكاسح"!! في تغريدة مختصرة لأنور قراقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، والذي عودنا على لغة الردح الإعلامي في كافة القضايا، وخاصة أنه من المتهمين بإدارته للجيش الإلكتروني الإماراتي، الذي وظف جيداً في التمهيد عربياً لصفقة القرن وإظهار "إسرائيل" كحليف ضد محور المقاومة الذي تمده إيران بالمال والسلاح لمواجهة العدو الإسرائيلي الحقيقي، حيث يقال أيضاً في سياق ذلك بأن قراقاش هو المسؤول عن الصندوق المالي الأسود الذي تحفظ فيه أموال الرشاوي الإماراتية، حيث توزع على نطاق واسع لشراء الذمم في كل دول العالم؛ بغية إشعال الفتن الطائفية والتأثير على مؤشرات الرأي العام العالمي لصالح أجندة "ب" التي ذكرت في السياق أعلاه.. فاختصر قرقاش الرد قائلاً في تغريدة على تويتر قبل أسبوع:

"إن مصداقية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تتضاءل”.. وهو رد فيه استخفاف واضح للطرف الإيراني الذي لم يسكت عليها حيث جاء الرد الإيراني على هذه التغريدة بإسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي في تغريدة أوضح من خلالها كل مساعي الإمارات التخريبية في الشرق والغرب من خلال دفع الرشاوي وتوزيعها كهبات على ضعاف النفوس، فقال:

“من ليس لديهم منذ البداية لا مصداقية ولا شرعية ولا استقلال، وهمهم الأول شراء الامن الورقي من الغرب، ونظرة الغرب لهم على أنهم بقرة حلوب، من الافضل الصمت وعدم التحدث عن المصداقية الكبيرة لمسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية الذين يمكنهم سكب المياه في وكر النمل بتغريدة”. ملمحاً في ذلك إلى فشل الدورالأمريكي والمدفوع الأجر من الأموال الخليجية بالمليارات، في حفظ أمن الخليج بالإضافة لنتنياهو الذي كان يتباهى في كل مناسبة بأنه ضامن أمن السنة والخليخ في إطار سكب الزيت على النار لحرق ثروات العرب في الخليج مجاناً لصالح تثبيت هويته ووجوده.

في المحصلة فقد تحول تويتر إلى ساحة حرب إعلامية يتراشق عبرها المتخاصمون التغريدات "بعيدة المدى" كأنها صواريخ تصيب العمق المعنوي للطرفين وتؤثر فيه.. ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر غدت الميدان الأساسي لهجمات الذباب الإلكتروني (الجيش الإلكتروني) الذي يملأ طنينه الفضاء الافتراضي بالإشاعات.. وما يدور بين الإمارات وإيران خير مثال على ذلك.

 

بقلم بكر السباتين

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم