صحيفة المثقف

الروائية سلوى جرّاح: السيرة الذاتية والأبداع السردي

عامر هشام الصفارأستضافت الجمعية العربية للثقافة في مقاطعة ويلز البريطانية الكاتبة والروائية العربية المعروفة سلوى جرّاح وذلك في مساء يوم السبت المصادف الخامس عشر من شهر حزيران 2019 وعلى قاعات مركز الفنون والثقافة العالمي في مدينة كارديف/ عاصمة ويلز. وقد تحدثت الضيفة مع جمهورها الذي غصّت به القاعة عن أصدارها الحديث، كتاب سيرتها الذاتية والمعنون ب "لملمة أوراق تبعثرت". وفي بداية الأمسية قدّم الدكتور عامر الصفار نبذة مختصرة عن الضيفة الكاتبة فقال أن السيدة سلوى جراح هي من مواليد مدينة حيفا الفلسطينية حيث جاءت الى العراق مع عائلتها وهي طفلة بعمرالزهور لتبدأ مسيرة حياتها التي ستأخذها حيث جامعة الحكمة في بغداد فتتخرج حاملة شهادة البكالوريوس في الأدب الأنكليزي. ثم أنها عملت مترجمة في شركة نفط العراق في ستينيات القرن الماضي، ولكنها هاجرت الى بريطانيا بعد 27 عاما في العراق لتعمل ضمن كادر عمل هيئة الأذاعة البريطانية أو البي بي سي في لندن وذلك عام 1977، حيث تدرجت في العمل الوظيفي الأعلامي لتصبح كبيرة مخرجي ومنتجي الأعمال الأذاعية. ثم أن الروائية سلوى جراح أهتمت بالسرد الروائي بعد تقاعدها من العمل الأذاعي فأصدرت عام 2005 أولى رواياتها والتي عنونتها ب "الفصل الخامس" والتي حكت فيها عن معاناة أمرأة فلسطينية بين العمل الأذاعي في لندن وتجارب الحياة العاطفية وتأثير كل ذلك على الهوية والكينونة. ثم كان أن أصدرت الكاتبة جرّاح خمس روايات أخرى أضيفت الى منجزها السردي المهم وهن على التوالي:

رواية  "صخور الشاطيء"  عام 2007،  ورواية "بلا شطآن" عام 2012 ورواية "صورة في ماء ساكن" عام 2014 ورواية "أبواب ضيقة" في عام 2015 ورواية "أرق على أرق" في عام 2016.

976 سلوى جراح

وبعد ذلك قدّمت ضيفة الأمسية الروائية سلوى جرّاح عرضا مسهبا لكتاب "لملمة أوراق تبعثرت" فتحدثت عن فترة الطفولة في فلسطين وعن حياتها وهي طفلة بين أحضان الوالدين في بصرة العراق الفيحاء .. تقول :" البصرة في الخمسينيات، مكان رحب مرحب، أهلها ودودون كرماء وشطها عذب تحيط به بساتين نخيلها الوارفة. كان أبي وأمي سعيدين بحياتهما الجديدة في المدينة العامرة وبتكاثر ألأصحاب. في الأماسي، حين لا يكون الحر شديدا والهواء "شرجي" أي آت من الشرق، كنا نذهب الى المعقل أو ماركي، وهي منطقة من البصرة تضم ميناء المعقل، أجمل موانيء الخليج العربي. كانت منطقة ماركيل، لا تختلف كثيرا عن القرى الوادعة في الريف الأنكليزي، من حيث الهدوء والتنسيق، بيوت مبنية على الطراز الأنكليزي، تفصلها عن بعضها حدائق منسقة وشوارع تزينها أشجار النخيل واليوكالبتوس والسدر، وفي الجزرة الوسطية للشوارع، أحواض القرنفل والنرجس والبنفسج والياسمين. كما زرعت زنابق الماء في جداولها التي تصب في شط العرب مع حركة المد والجزر المرتبطة بالقمر. أما أزهار "ملكة الليل" التي كان يعبق المكان بشذاها في الليل، فكانت تميز ماركيل عن سواها من مناطق البصرة". ثم أستعرضت السيدة سلوى جرّاح بعضا من تجاربها في العمل الأذاعي في هيئة الأذاعة البريطانية والتي ظلّت تعمل فيها لمدة عشرين عاما حتى طلبت الأحالة للتقاعد عام 1999 وهي بدرجة كبير مخرجي الأذاعة. تقول عن فترة بداية التسعينيات: في تلك السنوات  كنت أعّد وأقدم برنامج "الواحة" الذي يستضيف شخصية مرموقة ويضعها في عزلة لتتحدث عن نفسها وأحلامها وتختار كتابا ومقطوعة موسيقية تؤنسان وحدتها. ألتقيت العديد من الشخصيات المهمة من المخرج يوسف شاهين والمطربة صباح ونزار قباني ونضال الأشقر، الى سميح القاسم ومظفر النواب، ومحمد رشدي والروائي يحيى حقي ونجم السينما أحمد مظهر. وكنت كلما ذهبت لحضور أيام معرض الكتاب في القاهرة، أو زرت بلدا عربيا، أستضيف العديد من الشخصيات الأدبية والفنية في الواحة. وحين تقاعدت زميلتي أولغا جويدة بدأت بأعداد برنامجها الثقافي "موزاييك". كان فرصة للأنطلاق في عالم الأدب والسينما والمسرح، أحببته وتفانيت في العمل فيه. أحدى حلقات البرنامج التي أعددتها من القاهرة من معرض الكتاب، عن أزمة الكتاب العربي، تضمنت مقابلات قصيرة مع كل من نجيب محفوظ وعبد الرحمن الأبنودي وأحمد بهاء الدين وجمال الغيطاني ويوسف القعيد ولطفي الخولي. أحسست بالسعادة البالغة وأنا أستمع لنتاجي. ثم تطرقت المبدعة سلوى جراح الى البرنامج الأذاعي الذي أحدث ضجة في العالم العربي عندما بثته البي بي سي العربي تقول: أما البرنامج الذي أحدث ضجة كبرى حين أذيع عام أربع وتسعين، وأخذني في جولة الى خمس دول عربية تونس والمغرب ومصر والأردن والبحرين، لأجراء مقابلات مع أطباء ومتخصصين في الدراسات النفسية والأجتماعية لمشاكل الجنس، أضافة للناس العاديين من مختلف الأعمار، وضرب رقما قياسيا في عدد الرسائل التي وصلته فهو برنامج "عن الجنس بصراحة" أول برنامج باللغة العربية يتحدث بصراحة عن موضوع شائك، كالجنس، ويخوض في كل جوانبه النفسية والأجتماعية والصحية.

وتواصلا مع جمهورها الذي أتيحت له الفرصة بالسؤال في نهاية الأمسية صرّحت الروائية جرّاح بأنها حاليا بصدد كتابة روايتها الجديدة. كما تحدثت عن بعض من طقوسها الكتابية وكيف أن شخصيات روايتها وهي تكتبها أنما تعيش معها وقد توقظها من نومها أحيانا.

وقد قامت ضيفة ويلز السيدة سلوى جرّاح بتوقيع نسخ كتابها "لملمة أوراق تبعثرت" لجمهورها الذي حفّ بها كما تحّف أوراق الورد على المياسم، كما قامت أيضا بتوقيع نسخ من رواياتها. 

 

د. عامر هشام الصفار

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم