صحيفة المثقف

أخْفَقْتُ فيكَ ..

ياسمينة حسيبيوللآن، ينْدغِم طحينُ الروح بتراب الجسدْ

والطريق تُكدّسني في حقيبةِ السّفرْ

أخفقْتُ فيكَ مثنىً وثلاثاً ورباعاً ...

وأدركتُ قوافلَ العشق على مطيّة السّرابِ

انا الشيْهانةُ في جوارحي

أُحلّق على جسر النوايا وأهْدرُني في تَصيّدِ الوِدّ

وفيرةٌ في صبري، تخْضَرّ الآهة في جوفي

وليلي مكشوفُ الأرقِ.. والورقِ

يدِي ما عادتْ يدِي ..

بلْ مِكواة أُملّسُ بها تجاعيد روحِي

وكم نفذَتْ عيْني …

لكنّ عينُكَ ما أطلقَتْ سراحي !

كلّما رفعتُ مرساتي عاليًا، يسقط المدى تحتي

وتقضمُني أنيابُ الشكّ !

وهيهات أن تُكْمل الأرض دورتها …

وانت ترشُقني بالطريق وتُسْهبُ في اختصار الوداعِ

قد حسبتكَ أوّابًا مُنيباً

فقلت : أحتاجكَ وإنْ تجفجفَ ثوب العمرِ

وأستأنفُني فيكَ بِـألفيّة الشوقِ، 

فما كُنْتَني إلاّ بالنزْر القليلِ

تساقطتْ صباحاتي من وجهكَ تِباعاً 

وانْثَنـَى كاحِلُ الروح !

أوَ كانَ حُبكَ عابرًا لِسبيلي؟

أمْ عصفت بِنَا الريحُ في الحرّ والقرّ؟ 

وأدري..  تكبّدْنا عَناءَ التّجافي

ودخلنا الموسوعة بِقياسيّة الهجْرِ

لكنّ الطريق بيننا محضُ إشارات   

ولا يشْفَع للنوايا حُسْنُ افتراضي

فلا تستدرجْني لحتوفِ الورد

أو تغزل الفراغ من حولي 

سأَخْتصِرُني على سبيلِ العَدِّ ...

وأدقُّ مسماراً في نعشِ قلبي !

***

ياسمينة حسيبي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم