صحيفة المثقف

إليكِ إعترافي ..!!

صحيفة المثقفكما أنتِ، قولي

أهذا إعتراف الحنينْ..

وهذا الجنوح

لتلك الضفاف

وما بينها من سليلٍ

تلاوينه، ماءٌ وطينْ..؟

**

إليك إعترافي

كما كانَ عهدي

يشاطرك الوجد في قبلتين

بها نكتوي

بعدها

يبزغ الفجر

لا نجدْ، حولنا

غير تلك الشحارير

فارقت صوتها

بين تلك الغصون

تطير فوق الأعالي، هناكْ ..

وتخشى علامات تلك المثابات

ومنها الشِباكْ..

**

إليك إعترافي

بأني نسيت لساني

حين راحت تطاردني نفحة

من جحيم السبات

حتى غدوت أصارع قهر الممات..

على مذبح تنحني

عندها ناصيات السنين..

**

إليك إعترافي

غدا، واهنًا مشرئبًا

في دهاليز الحيارى

يشتكي حاله

في ظلال الوجوه المكتئبة

التي نحرت عقلها

في طوابير العيون المشرئبة..

صوب أدعية

وتلاوين كلام

أو مديح باهت

يطفو على نهرٍ، لم يعد جاريًا

فيه غل، فيه أدعية خانها الدهر

وما عادت على نهجها في يقين ..

أقول، خذيني الى حيث تمضي النواعير

في صحارى الهموم

تلوك صبري..

وترسم في المغيب علامة

ويشدني في كوتي صوتا

يهدهده الرحيل

يلوك قهري..

**

إليك إعترافي

كأني، أغامر كلما سجى الليل

وباتت نجوم البراري الناعسات

تداعب سهري..

أهذا، هو الشغف المميت

تزاحمت هالاته في

في متاهات الغيابِ

أهذا عتابْ..؟

دعيني أشاور قهري واغترابي

فهل من جوابِ..؟

**

إليكِ اعترافي

على طبق من ذهب

فهل تستحقين مني الغضب..

إذا ما سفحت عويلي

وتركت قافيتي في ضرام اللهب.؟!

**

أتبكين مثلي عناء الرحيل

الى عالم الذكريات..؟

وهذي المتاهات،

من حولنا يعتليها الغبار..

فماذا نقول

وانشودتي في صقيع القفار..؟

تخبو وتحبو،

على أمل أن يجيئ النهار.؟!

***

د. جودت العاني

20/06/2019

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم