صحيفة المثقف

الرثاء لأدباء المهجر

ضياء محسن الاسديهناك أمورا تحدث في العراق تحز في النفس وخاصة القريب منها أن كل دول العالم تحاول جاهدة الاحتفاء وتقديم كل ما يساهم في إيصال ثلة قليلة من نفائس المجتمع وهم نخبة من المثقفين والمبدعين والكتاب الذين تزخر بهم أوساطهم الفنية  وإظهارهم عالميا ومحليا بحلل جميلة من خلال أقامة المهرجانات والملتقيات الأدبية والفنية بشتى أنواع الدعم المنقطع النضير لهم لدفع عجلة الإبداع لديهم وإبراز تحف الفن عندهم من خلال الكتابة والفن والرواية والأدب وتحاول صناعة النجوم لتقديمهم كمشروع إبداعي عالمي ومحلي تسلط الضوء على بلدانهم عبر إنتاجهم الإبداعي لتفتخر بهم كثروة لدولهم . عكس ما يحدث لدينا في العراق فأن المبدع العراقي في كل المجالات الفنية أجبروه إلى الانزواء أو محاربته وعرقلة مسيرته بوضع العراقيل أمامه لكبح جماح إبداعه حتى يصل في بعض الأحيان إلى اليأس واللجوء إلى الهرب خارج بلده لتحتضنه أجنحة المهجر يعيش تحت وطأة الغربة الثقيلة المؤلمة يصب إبداعه في كأس غير كأس بلده ليجد لديه مكانا صغير في تلك البلدان بعيدا عن الوطن الأم كي يحصل له مكانا تحت بقعة الضوء الخافتة التي تسلط عليه في الغربة لذا تجد كثيرا من شعرائنا ومثقفينا وأدبائنا يزينون حدائق وبساتين الفن والأدب لمروج بلدان العالم الفنية وعينهم تدمع على العراق الطارد لكل المواهب المبدعة حيث يجدون الاحتفاء والاهتمام بهم خارج أوطانهم بعيدين عن الشهرة والإنتاج في بلدانهم من خلال تهميشهم خاصة إذا كانوا من خارج نطاق وإطار السياسة والتكتلات التي لا يؤمنون بها وليست في قاموسهم الشخصي وكثيرا من هؤلاء المبدعين انتهت حياتهم مفارقين دنياهم في أقفاص الغربة بعيدين عن الأهل والوطن يحتفى بهم بين زملائهم الأوفياء في بلاد المهجر يكرمون على الصعيد ذاته في حياتهم وبعد مماتهم عرفانا من تلك الدول لإبداعاتهم وأوطانهم في غفلة من هذا كله متناسين فضل أبنائهم الأدباء والفنانين ومعاناتهم بعد الممات وخروجهم من الحياة حاملين معهم آهاتهم وحسرتهم وأرثهم الثقافي تاركين المجال لأناس يحملون في نفوسهم لهؤلاء المحبة والاحترام والفضل لإبداعهم . أو أناس بعيدين عن كل ما هو جميل ومبدع وثقافي محاولين تكبيل أجنحة هذه الطيور الجميلة المرهف المحلقة في سماء الأدب والثقافة لقطع التواصل بين الجيل المثقف الواعي الذي حمل رسالة الإبداع في ثناياه وأفنى عمره لها وبين الجيل الجديد المتعطش لهذا الكأس النقي المملوء بالثقافة والفن والأدب كي يرتوي من معينه الصافي وخاصة الملتزم منهم وهنا نضع هذه المناشدة بين يدي المسئولين الذين نجد فيهم الحرص على استمرار عجلة الثقافة والأمل فيهم في احتضان الفن والأدب والثقافة والأدباء وعدم التفريط بهم من خلال التواصل معهم وتسهيل ترجمة إبداعاتهم إلى الواقع وتسويقهم إعلاميا إلى الخارج وتكريمهم المتواصل بمهرجانات داخلية وخارجية مستمرة على الصعيد العربي والعالمي ليدفعوا بهم نحو التألق لأنهم جزءا لا يتجزأ من واجهة البلد الحضاري وخاصة كون العراق بلد الحضارات على مدى العصور السابقة ولحد الآن

 

ضياء محسن الأسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم