صحيفة المثقف

القلم كان يرافقني مثل صديق حميم

عقيل العبودحبره لم ينضب رغم علاقتنا المشتركة مع الورق طوال هذه الحفنة من السنين.

الحلقة الأولى كانت تجمع ضحكة صبي لا يعرف من الدنيا الا تلك المسارات المتعثرة لمدرسته الإبتدائية، وبيته المطل على ساحة تحيط بها الأشجار والأرصفة ما يجعلها صالحة للعبة كرة القدم، اوباقي ألعاب الساحة والميدان.

القلب باعتباره يجمع تلك المشاعر، أفكاره بقيت تدور في رحلة انفاس اتحدت اشلاؤها لتصنع من نبض هذا الامتداد الفيزيائي اول كلمة في كيمياء الحروف.

انذاك دار،  تلك المكونات الثلاثة، كانت اول أغنية راح يعزفها رفيقي الذي ما زال بصحبتي حتى يومي هذا.

والملاحظ ان للكلمة مدارات لم تنضب من الفضاءات، لذلك كان الرسم هو الآخر قد أعلن صلته الوثيقة بتلك العلاقة، حتى انني دون إرادة مني ذات يوم، رسمت نخلة تحيط بها الشمس عند الغروب وبجانبها غيمة مسافرة، ويوم حضر المعلم (المعيد)* في التربية الفنية ما نسميه المطبق ليدقق في تلك اللوحة، أخذ الورقة مندهشا وقرر ان أكون احد المشتركين  في مرسم المدرسة.

المركزية الابتدائية المختلطة آنذاك. نعم لقد كانت اللوحة تجمع بين زواياها سعيفات نخلة، لحظة ابتعاد ضوء استفزه ذلك الشحوب ليصنع من صورته سحراً  متدفقة ألوانه، ليبقى ضيفا هكذا في ذاكرتي التي بقيت، محفورة فيها انغام قصيدة سمعتها مغناة على لسان السياب عن جيكور، وتلك قرية بقي يداعب صمتها المطر.

لذلك استئنافا جلسنا معا نحن الاحبة، لننشد ترنيمة حزن لوطن لو كان شاعرنا الكبير حيا فيه، لأسقط جبروت وجوده الصنمي بحثا عن قصائد جديدة.

 

عقيل العبود

.......................

* المعيد: معلم متدرب   

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم