صحيفة المثقف

الوشم..!!

صحيفة المثقفأيها الليل.. أنت مثلي

تعاقرُ صمتَ هذا السكونْ..


 

مشينا

وهمنا على أطلال أحلامنا

ثم عدنا

وكانتْ علاماتنا

في كلِ دربٍ مشينا وتهنا..

تلاشتْ مع الريحِ آثارنا

وعشنا

كإنَ المسافات فاقمتْ حالنا

وان الوجود علاه السأمْ..

يُسجلُ ما تبقى من عويل العدمْ..!!

**

ما جرى كانَ في أعماقنا

كنزيفٍ جرى واحتدم..

كلما حاول الصبح

ان يمتطي صهوة الجرح

نتابع سيرنا

نمضغ الوقت

وندب الجروح غدت كالوشمْ..

**

وسرنا

فوق جمر من الصبر

فاضت على ضفتيه الدموع

وتاهت بآكامه قهقهات الوهمْ..

**

وحين اقتربنا

وكان الشذا روحنا

لعل الذي بيننا

أفزعته الظنون..

**

أيها الليل

أنت مثلي

تعاقرُ صمتَ هذا السكونْ..

فكيفَ تداوي بريق العيون

وتمنع عنا طقوس الكلامْ..

كإن الذي في طريقي

جيوش من الحزن

لآحتْ تصد السهامْ..

**

وحين اقتربنا

تلاشت مع الأفق أحلامنا

وتهنا مع الصمت

حتى غدا بركة من شجون..

وحين ابتعدنا

تمادت مع الفجر أحزاننا

وهمنا مع الوجد

حتى بدا مرتعاً للسنين..

**

أيها الفجر

هون عليك

أنت مثلي يداخلك الحزن

في كل حين يجيء المساء

ونمضي ، ونجري

الى حيث كان المدى والمنون..!!

***

 

د. جودت صالح

4/07/2019

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم