صحيفة المثقف

البقرة حاحا والعراق

عقيل العبودجدلية بسيطة تحتاج الى توقف اوتأمل، ربما لاحقا يمكن للطيبين استئناف مسيرتهم بخطى اكثر ثقة ورصانة للوقوف بوجه هؤلاء الذين بهم تدار عجلة الحياة، كمخطط لإنتهاك حرمة اكرم مخلوق في هذا الكون، ذلك بعد ان فجأة، تداعت مربعات اكبر جدارية في التاريخ تحت ذريعة، مسماها ذات العنوان.

العراق الذي بصماته ما انفكت تحمل أصابع أسطورة لم تمت على امد العصور، حضارات تعلَّم العالم منها حقيقة المعرفة.

الخارطة المبجلة بناء على عمق تراثها العريق، يقف اليوم ابناؤها عند تقاطعات تم ترتيبها لإسقاط هذا الهرم الذي به كان على ارض دجلة والفرات ان تبقى تتحدى الصواعق.

 البرج الكبير تحت سقفه تنتهك اليوم بضم التاء، حرمة الدم والإنسان- المدارس العظيمة تلك التي أسست لتلك العقول،  يتم سحب البساط منها تحت عنوان ما تم تسميته ب (البناء الاستثماري)، بعد ان تحول رصيدها النفطي الى افة صنعتها فخاخ الموت، لتدك بضم التاء بها سطوة هذا الرصيد.

هي آلة القمع الجديد تستلب كرامة هذا الكائن، تزحف بها نحو ركامات الموت المغلف بزجاج الترف الشيطاني المغموس بسموم الغواية الهيرونية، تتسابق معها دسائس تلك المكائد المزوقة بأنفاس العهر، التي على اثارها لم تعد قلعة الشرف الحصين بتلك القوة المنيعة للوقوف بوجه اعتى وأشرس خطة لإنتهاك القيمة الحقيقية لإنسانية الإنسان.

سومر وبابل وآشور، أسوار كلكامش، شعبها تحت مظلةٍ، الحاكمُ فيها بلا انتماء، والثروة تلك الموارد التي منها بغزارة يتدفق الخير، تتعرض وبكل وقاحة الى السطو والتدمير.

 القيم تلك الوجودات التي منها نشأت شخصيات النجوم، بقيت تنحني إجلالا لاثارها لغة الحياة، لذلك علي الوردي، عبد الجبار عبد الله، الشعراء الكبار،ابطال الدين والسياسة، الأوفياء أولئك الأحرار، رايات الاستنكار ترفعها اكفهم ما انفكت، ثأرا.

ولذلك ولأجل محبتهم راية التاريخ،  تقف عند منارات الأئمة والصالحين طلبا للنجدة.

اما الدين فقد راح مستنجدا، يبحث عن رداء به يتطهر من دنس هؤلاء الذين باسمه يحكمون.

 

 عقيل العبود

.......................

* كلمات الشاعر المصري احمد فؤاد نجم عن البقرة الحلوب (حاحا) التي سقطت في البئر في نهاية المطاف، بعد ان هاجمها الغزاة- راجع ويكيبديا.  

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم