صحيفة المثقف

لوحة حسين الشنون: الحفيد

عقيل العبودمات الرجل ذات يوم شتائي، مودعا تاريخه الذي بدايته تعود الى العام 1927، ليترك بعده اثار بصمات بقيت بيوتاتها كما رجالاتها عامرة طوال هذه المدة من السنين.

انذاك حسين الشنون فنان المدينة ابن تلك التربة، التي على أرضها النخيل ابى ان بموت ،نذر متحفه الشخصي والذي هو عبارة عن مرسم صغير يطل على تمثال شاعر العراق محمد سعيد الحبوبي، متطوعا ليضم إرثا له علاقة بذلك التاريخ.

هنا الطيبون نفوسهم كما نقاء نهر الفرات، لذلك لوحاتهم وسيناريوهات امتدادهم، بها صنعت ألوان الخالدين اضافة الى بقايا حكايات، امتزجت مشاهدها بخيوط تعانقت فيها لغة النقاء والعفة والألم، لتبقى طهورة ابان عصر بعيد عن أقنعة السياسة وأكاذيبها المقيتة.

الظلمة مع النهار، الموت مع الحياة اذن  واجهة من واجهات التحدي. هو ذلك الإرث الذي بقي يحكي حياة الناصرية بشخصياتها ورموزها أسوة برجالات نفوسهم اجتمعت كلها لأجل خارطة اسمها العراق.

 حسين الشنون؛ الأوفياء في لوحاته ليست مفردة واحدة من مفردات المبدعين، بل هي واحة خضراء تجتمع على مائدتها سفرة الزاهدين، وتلك منارة خالدة بها اروقة الثقافة، والسياسة، والفن، والمجتمع تمضي دون توقف. 

النسيج ذلك الذي صنعه في مرسمه المطل على شارع الحبوبي، كما هو خالدا بأصابعه النحيفة تلك التي تشبه ضحكته السمراء، وجسده الذي يشبه عروق شجرة جفت أغصانها حزنا على ارواحهم اولئك الذين تباعا فارقتهم المحطات.

وتلك صورة لها نكهة في مصنع الفن الصغير، هي موضوعة ذلك الرجل الذي بقي خالدا بنقائه،

يومئذ الشعور قرر ان يترك ما بين يديه من عمل دون ان يكترث لإجور زبائنه، ليحضر المبدع عدته السريعة مع فرشاة الالوان الزيتية املا باكمال اللوحة في اليوم الثالث من مجلس العزاء. 

 

عقيل العبود

..............................

* لوحة زيتية رسمها الفنان حسين الشنون بعنوان الحفيد تخليدا لإبن مدينته البار واحتفاء بطقوس العزاء، عام 1991.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم