صحيفة المثقف

باقتا نبض

يحيى السماوي(1)  أنـا لا أشـكـو .. ولكـنـي أشـكُّ

***

 


 أنــا

لا أشــكــو

ولــكــنـي أشـــكُّ

*

أنْ يـعـودَ الـفـحـمُ غـصــنـاً

ورمـادُ الــوردِ فـي الــمـوقِــدِ

يـذكـو

*

نـحـنُ فـي عـرف الـهـوى

طـيــشٌ ونُــسْــكُ

*

وجـحـيـمٌ وجـنـانٌ

وبــســاتـيـن وصـحـراءٌ

وإيـمـانٌ وشِــركُ

*

ربــمــا

يـغــفــو مـعـاً

فـوق ســريـرٍ واحـدٍ

وردٌ وشــوكُ

*

ومــرايــا مــثــلُ مـصـبـاحٍ بـمِـشـكـاةٍ

ومِــسْــكُ

*

غـيـرَ أنَّ الـصـبـحَ لا يـأنـسُ لـلـيـلِ

ولا لـلـكـذبِ صِـدقٌ

ويـقـيـنٍ أبـيـضِ الـبـردةِ شَــكُّ

*

أنــا لا أشــكــو

ولــكــنــي أشـــكُّ

*

أنْ يُــؤاخـي

بـيـنَ مـحـراثـي  وتـنُّـورِكِ خـبـزٌ

وعـلـى وقـعِ صَـهـيـلـي يـتـسـلّـى  بـهـديـلٍ مـنـكِ

يــنــبــوعٌ وأيْــكُ

*

قـبـلَ أنْ يُـسـرَى بـجـثـمـانـي

الـى الـثـامـن مـن أنـهـارِكِ الـضـوئـيـةِ الأمـواجِ

فُــلْــكُ  (*)

*

فـأعـودُ الــســومـريَّ الـمـالِـكَ الـمـمـلـوكَ  ..

هـارونـاً جـديـداً :

أيــنـمـا يـمـطـرُ غـيـمُ الـفـرحِ الــنـائـي 

فـفـي مـمـلـكـتـي

حـيـثُ زهـورُ الـلـوزِ والأطـيـارُ والأشـجـارُ شـعــبـي

وســريــري  الـخـوصُ والـمـشـحـوفُ مُـلـكُ

***

........................

(*) : الفلك بضم الفاء وسكون اللام : السفينة .

(**) إشارة الى قول هرون الرشيد مخاطبا السحابة : امطري حيث تشائين فسوف يأتيني خراجك .

***

(2) أنـتِ نـهـرٌ

 

أنـتِ نـهــرٌ تـضـيـعُ فــيــهِ الـبـحـور

وقــلــيــلٌ يَـحــارُ فــيــهِ الــكــثــيــرُ

 

وضــيـاءٌ أضــاءَ قــلــبــي فــدربـي

حيثُ أمـشي يُـضاحِـكُ الخـطـوَ نـورُ

 

ومِــدادٌ .. إذا كـــتـــبــتُ فــحــرفـي

نـبـعُ شِـعـرٍ تـفـيـضُ مـنـهُ الـسـطـورُ

 

كـلَّ يـومٍ أمـوتُ فــيــكِ اشـــتــيـاقــاً

فـاخـبـريـنـي مـتـى يـكـونُ الـنـشـورُ ؟

**

بُـعــدَ  نـجـمـيـنِ : آسِـــرٌ والأســيــرُ

قُـربَ هُــدبَـيـنِ : سِــرُّنــا والـسـرورُ

 

مَحـضُ أنــثـى كـمـا الــبــقــايـا ولـكـنْ

فـي صـحـارايَ عُـشـبُـهــا والـغـديــرُ

 

فـاخـبـزي ليْ من الأغـاني رغــيـفــاً

لـيــس أشـهـى إذا يـجـوعُ الـسَّــريــرُ

 

واسْــقِــنـي مـنـكِ شِــربـةً مـن زفــيـرٍ

ســوف أرضـى إذا يـعــزُّ الــنــمــيــرُ

 

الهـجـيـرُ اسْــتـبـى حـقـولـي ونـهـري

فــغــصـونـي ظــمــيــئــةٌ والـجــذورُ

 

قـد ألِــفــتُ الـعـذابَ طــفــلاً وكـهــلاً

مــثــلــمـا آلَــفَ الـظـلامَ الـضَّــريــرُ

 

مـا مُـجـيـري سـوايَ من شـرِّ نــفـسـي

ويـحَ نـفـسـي إذا تـغـاضـى الــمُـجـيــرُ

 

أنـتِ نـهــرٌ مـن الــتـسـابـيـحِ تُــتــلـى

حـيـن تـدعـو الـى الـصـلاةِ الـزهـورُ

 

مــنــذ ســبـعٍ ولمْ أجـزْ مــنــهُ جُـرفــاً

فــكـأنـي الـى الــوراءِ الـــمــســـيـــرُ

 

أدهـشـتـنـي مـن الـفـراديـس شــتـى

واحـتـوانـي الــذهــولُ أنّـى أســيــرُ

 

الـحـمـامُ الـوديـعُ فـي الـصدر يـغــفـو

مُـطـمـئــنَّـاً وفـي الـعـيـونِ الـصـقـورُ

 

كـلــمـا أُكـمِــلُ الــمـسـافـاتِ لــثــمــاً

وارتــشــافــاً ونــشـــوةً أســــتــديــرُ

 

لا أنـيـسٌ إذا اصـطـبـحــتُ بـشـمــسٍ

أصـطــفـــيــهِ وإنْ دَجـا لا ســـمــيــرُ

 

مَـنْ نـصـيـري إذا الـفـؤادُ خـصـيـمـي ؟

إنّ قــلــبـي ولــيـس عــقـلـي الأمــيــرُ

***

يحيى السماوي

السماوة 14/7/2019

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم