صحيفة المثقف

وزارة الثقافة والإعلام العراقية مجرد مسمى اداري

عقيل العبودأنا اعتقد جازما انه لا يمكن لهذه الوزارة ان تضطلع بدورها الحقيقي، كونها لا تمتلك حق الاستقلال الثقافي والسياسي.

 فهي مثلها مثل بحيرة صغيرة وسط ارض عالية تسلط عليها جميع ما يراد تسليطه بما في ذلك نفايات الوسائل الإعلامية الخاصة بقنوات الأحزاب والكتل.

حيث لكل كتلة موضوع وخطاب وسياسة، ووزارة الثقافة والإعلام فقط عبارة عن يافطة كتب عليها الاسم المذكور، لكي يصار الى املاء الفراغات والمسميات الوزارية لإكمال النصاب الإداري للدولة العراقية.

والحاصل هو استلاب المضمون الحقيقي لمعنى هذه الوزارة، كجهة ينبغي ان تمتلك الحق الأعلى في الدولة كنصاب مستقل، هذا النصاب ادارته الطبقة المثقفة غير التابعة الى الأحزاب والكتل، بما في ذلك اصحاب الكفاءات العلمية، والخبرات الأكاديمية والإدارية، والذين منهم في الخارج طبعا.

ولتوضيح الأمر تجد ان هنالك تداخلات وتقاطعات أفقية وعمودية في سلسلة أعمال الوزارات المختلفة، ومن هذه التقاطعات هو الخلافات السياسية بين الكتل والأحزاب، حيث تراها منشغلة دائما بتوطين عدم التوافقات لتمشية دفة الحكم، ليس من باب مصالح العامة، بل من باب خدمة منافعها.

ولذلك نجد ان الخطاب الإعلامي والثقافي يروج دائما لما يسمونه بالتوافق، والتوافق هذا، معناه السكوت عن الخلافات والاختلافات، وهذه الاختلافات في حقيقتها الحزبية والكتلوية، كما يقول كتاب الله

 (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا).

وعليه فان الوزارة المذكورة في مثل هذه الحالة ينتهي تماما دورها الحقيقي باعتبارها انها لا تمتلك الحق في تاسيس كتلة مستقلة، تمتلك حق الاعتراض والرد ازاء ما يحصل، وبضمن ذلك ما يتم فرضه  من قبل حكومة كردستان، سيما وان ذات الوزارة تابعة لحزب، اوكتلة هي نفسها مشمولة بعملية الصراع هذه.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم