صحيفة المثقف

أطروحات دكتوراه لهدم حصون العلم والفكر والمعرفة والثقافة !

حميد طولستفي الوقت الذي عمل ويعملون فيه كفار الغرب واللادينيونه وملاحدته وفي صمت، لتجسيد إرادة رب العالمين في الحياة تجسيدا يثبت أنهم هم بحق الخلفاء الذين قال فيهم سبحانه وتعالى:"إني جاعل في الأرض خليفة"، وأنهم هم الذين إستحقوا أن ويكونوا خلفاء له في أرضه عن جدارة وإستحقاق، بإعمالهم العقل والتفكير لتأسيس العلوم الحقة والحقيقية التي تعمّر أرضه حق عمارتها، وتنفع جميع خلقه، وتحافظ على حياتهم وسالمتها، بمكتشفاتهم واختراعاتهم وصناعاتهم، التي طوروها، من أطعمة لإشباع الجوعى، واقمشة لستر العراة، وأدوية لمداواة المرضى، وسيارات وقطارات وطائرات، وغيرها من المكتشفات التي توصل إليها مثال: "طوماس إيديسون" و"لويس پاستور" و"ألكسوندر غراهام" و"ماري أندرسون" و"تيم بيرنرز لي" "مارك زوكربيرغ" - وغيرهم كثير كثرة لا تستوعبها كل مجلدات العالم - لتسهيل حياتات البشر وتهوين مشاقهم وتقريب بعيدهم وإنارة ظلمات ليالهم التي كانت حالكة لأزمان طويلة....

وفي مقابل هذا التفاني في البحث الدؤوب وذاك التفكير المدمِن والنظر المُجِدّ فيما يخدم الإنسان والإنسانية في كل الميادين، والذي لا ينتظر منه جعل الله في قلوبهم رأفة ورحمة أي مقابل لذلك، وفي ظل رحلة توظيف التيارات "الإسلام السياسي" الدين لهدم حصون العلم والفكر والمعرفة والثقافة في بلادنا كما في العالم العربي والإسلامي قاطبة، من أجل بعث ابن تيمية وابن عبد الوهاب، طلع علينا قبل أيام من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، بعض شيوخ الظلام -الذين حاربوا ابن رشد واحرقوا كتبه ونفوه وطاردوه - بخبر يعلن عن مناقشة أطروحة دكتوراه، تحت عنوان:"السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحا " والتي لا تخلو هي الأخرى من نقط التعجب وأسئلة الإستغراب بشأن مفهومها وتمثلاتها وحول خلفيات إختيار هذا النوع من المواضيع الغريبة في هذه الفترة الحساسة والمتزامنة مع صعود الحركات والأحزاب الإسلامية إلى واجهة المشهد السياسي، التي أثارتها أطروحة أخرى سبق أن نُوقشت بنفس الكلية لنفس الجامعة، تحت عنوان "منهجية الحوار في تدبير قضايا الخلاف في ضوء القرآن الكريم إبراهيم عليه السلام والحسن الثاني نموذجين"

لم أطلع على فحوى موضوعي الأطروحتين، لكني هلى يقين أنهما لن تكونا إلا مخَيّبتان للظن والآمال، تبعا لما ينم عليه عنوانيهما من عقم فكري وكسل علمي وقصور معرفي والذي لن يفضي –كما يقول المثل الشعبي"إمارة الدار على باب الدار"- إلا إلى مواضيع هزيلة، تركيز على الغَيبيات الكهنوتية التي لا تستطيع الإجابة عن الأسئلة الوجودية الفلسفية أو العلمية الفيزيائية، ولا تقدر على كتشف الجراثيم والميكروبات وإيجاد الدواء الذي يبرأ الأجسام من أوبائها، والتي يشحَن بها شيوخ الظلام، أمخاخ أصحاب أطروحات "العبث والتخربيق" الذي وصفها به المدير العام لوكالة الأنباء الإسلامية لدول أمريكا الشمالية والجنوبية، الشيخ الصادق العثماني خلال حديثه على صفحته الشخصية بالفيسبوك عن البؤس الفكري واللامعنى الذي تفشّى كالطاعون مع المد الإسلاموي الذي إجتاح العالمين العربي والإسلامي، ولم يستثني حتى الأزهر- الذي من المفروض فيه تقدير العلم والفكر- الذي منح شهادة دكتوراه لأحد شيوخه في الشريعة والقانون، بتقدير ممتاز، عن موضوع حول "الضرطة" "لحزاق " بالدارجة المغربية، وكأنه بحث علمي عظيم يحل إشكالية الفقر في العالم، بينما هو تساؤل "بايخ" عن "لحزاق" وهل كــله منقض الوضوء، أم الذي فيه رائحة فقط ؟ الإشكال إذا تنبه له الصينيون لإخترعوا جهازا للتميز بين "لحزاق" المبطل للوضوء والذي لا يبطله، يلصقه المسلم في مؤخرته..

والذي يؤسف له شديد الأسف، هو أن مهازل وخزعبلات بحوث أطروحات دكتورات المعتوهين والمعاقين ذهنيا، لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدتها إلى"تشريح نكاح البهيمة"الذي تحضر فيه الأزهرية سعاد صالح أطروحة الدكتورة..

أمام هذا العبت لا يسعني إلا أختم بالتساؤل المحير، لماذا لا يُتوقف عند هذا الخطر الذي بدأ يجد صداه في الجامعة المغربية ويُعلن عن حالة طوارئ قانونية وشرعية لإنقاذ رفعة الإسلام وحضاريته من براثن الفكر الإرهابي الذي تمثل هذه الأطروحات الغريبة الكوميدية والهزلية أخطر وجوهه؟؟؟؟.

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم