صحيفة المثقف

فكرة للثقافة والمعنيين بأمرها

عقيل العبوديوميا اذهب الى ستاربوكس القريبة من المنطقة التي اسكن فيها، وميزتها انها واقعة في دار بيع الكتب والقرطاسية، التي من انعامها، انها يُسمَحُ للزبون فيها ان يقرأ من الكتب المرفوفة ما لذَّ وطاب.

علما انه كما اشرت سابقا في وصف المكان اعلاه، حيث لكل زاوية موضوع، فقسم الفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلى غرار ذلك، باقي العلوم التي انعم الله بها على عبده، ليشتغل بعقله، وحسه، بل بجميع زوايا مشاعره، وضميره، ووجدانه. أي بكيانه الإنساني، ما يذكرني بدار الحكمة، وبيوتات الثقافة، إبان زمن الخط الصاعد من الحضارة في مجتمعاتنا، كما يعبر احد المفكرين.

 حيث للفلك، والطب، والجغرافية، والرياضيات، والأدب ، وكل ما تشتهي النفس الراقية، حضورات زكية، كما لحقل اللغات ايضا، ما يجعل المهتمين بأمر هذه النِعَم، مثلهم كمثل الذين يقصدون مطاعم الأكلات الشهية تلذذا، بتلك الوجبات التي تُقَدَم مع الورد، وأناقة النادلات اللائي يستقبلن الزبائن بتلك الابتسامات، والتحايا الممزوجة مع المجاملات الناعمة.

وهذا طبعا مع نكهة الموسيقى الهادئة، تلك التي لا تخلو من سمفونيات هايدن، وموزارت، مضافا اليها القهوة المطعمة بالحليب، والعسل.

وتلك فضاءات تسرقني كما غيري، لأطوف في رحابها، الى درجة لا اقدر مغادرتها، الا بعد إكمال ملخص عن كتاب، ما اسميه مائدتي الثقافية.

وذلك امر استهواني، بل أضاف شيئا آخر الى خبرتي الأكاديمية، لتلخيص كتب وموضوعات متنوعة، ولكن ليس بالنمط التقليدي، بل على  شاكلة الوجبات السريعة التي تعدها ال McDonald’s، هكذا يطيب لي وصفه.

 باعتبار ان طريقتي في التلخيص، وبحسب ما يتناسب مع الوقت والامكان، تعتمد قراءة العنوان الرئيس، ثم قراءة محتويات الكتاب، وخاتمته، وحقل ال Glossary، أي المعاني الخاصة بالمصطلحات المهمة في المادة، مع التركيز على بعض الفصول، وذلك مسبوقا بتصوير المغلف بوجهين، بغية الإشارة اليه في حقل ال sources أو ال references، كأمر مهم في تثبيت معلومات دار الطباعة، وتاريخ النشر بغية ادراجها عند التأليف لاحقا.

والأمر مفيد في تعزيز الثقة بالنفس كونه على اساسه، يتم الاستمتاع بلغة ثانية قراءة، وكتابة، وبمعرفة  تشدّ القارئ اليها في جميع فروع المعرفة.

ولذلك ونظرا للفائدة، أقول، بما ان الكتابة تستهوي المعنيين، لذلك فلا بأس ان تكون هذه المهمة عبارة عن ملخصات يومية موجزة لما هو متيسر من المصادر.

 والغاية من الفكرة، تحقيق أمرين؛ الأول، القراءة، والثاني، الخبرة، وهذا يصب في تعزيز نشر الثقافة الرصينة، ما يقدم للقارئ طبخة شهية في باب المعرفة.

 عندئذٍ، ستعم الفائدة الأكاديمية، والثقافية، والإجتماعية، وكذلك يصار الى بناء نسيج ثقافي متكامل، يمكن الاستفادة منه في تشجيع لغة القراءة بين الشباب والمثقفين عبر بيوتات، وجلسات، ومنابر ثقافية، املا بإعادة تأهيل دار الحكمة الذي افتقدناه كما فقداننا لمفردات ثقافتنا الأصيلة.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم