صحيفة المثقف

شبكة الأمان

شوقي مسلماني1 (الغائب)

رجلٌ

يرسلُ رعَشاتٍ

إلى يدِه

عودَ ثقاب

لغابةٍ يابسة.

 

2 (محور)

يجتمع فيفترق ويفترق فيجتمع

يصعد فينزل وينزل فيصعد

ذاته في السكون، ذاته في العاصفة.

 

3 (محور آخر)

يغيب فيحضر ويحضر فيغيب

نتخاطبُ مِنْ عالَمين قريبين وبعيدين

كلّك كلّي وكلّي كلّك.

 

4 (سركون بولص)

أوراقُكَ

مِنْ كتاب

يأتي الأطفالُ إليه

مِنْ كلِّ جهة في مدينةِ "أين".

**

مِنْ مسافة إلى مسافة

منذ وعيتَ أيُّها المسكوبِ

مِنْ ضوعِ الفجر

تتعلّم زهرةً وتَغرس وردة.

**

الطريقُ صعود، سماءٌ لا ترحم

حتى توقّفَ الجسمُ عن اللِّحاقِ تماماً.

**

الخرافةُ كثيفةٌ

حتى انعدامِ الرؤية

إلى تمزيقِ شبكةِ الأمان.

**

كما في كلِّ يومٍ أُخِذَ القرار

إلى كلِّ هذا الموت

قبلَ أنْ تعي هذه التي تُحاك.

**

الفضاءُ الواحد _ العالمُ الواحد

كما لا بدّ أنّكَ، أيُّها الجمرة، تعرف.

**

المحلُّ

يستحقُّ الوفاءَ

نحنُ فيه جميعاً.

**

من دون شكّ

لا يستطيع أحد أنْ يمنعَ صوتاً يُريد.

 

5 (محمود دوريش)

يا راحلاً مِنْ رحيل ويا داخلاً في رحيل

كم بحثتَ عن ضوء في شساعةِ الضوء

وكم حوّمتْ نسورٌ في عينِ الشمس

أيّها الحافّة، أيّها البرتقال، أيّها الراحل في رحيلٍ آخر

خلفكَ مدمَّى آخِرُ صدى

أيّها العبور في النغم، في الألم، في الدوران، في شقائقِ النعمان

أمّي، قهوةُ أمّي

ولليدِ المغروسةِ، وللأجنحة

تقول: اخرجوا من جلودِنا، كفّوا عن عصافيرنا

عن أجمل الأمّهات، وعن ريتّا

أيّها الراحل في رحيلٍ آخر

الضوءُ له كلُّه تغنّي.. أيّها العُبور.

***

شوقي مسلماني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم