صحيفة المثقف

ميليشيا الجنجويد تسرق الثورة من صُنَّاعِهَا

علجية عيشهل ستتحول السّودان إلى دولة ميليشيات إذا ما وصل "الجنجويد" إلى السلطة؟

(الثوار السودانيون: نريد سلاما سلاما بدون دماء)

"نريد سلاما سلاما بدون دماء.." هو الشعار الذي رفعه الثوار السّودانيون وهم يقفون على المجزرة الرهيبة التي وقعت بمدينة الأبيض، قامت بها ميليشيا الدعم السريع، راح ضحيتها العشرات من الطلاب بعد خروجهم في موكب الثانويات السلمي، وأكد أحد الشبان السودانيين وهو المدعو (ك. آدم) الذي اعتاد الخروج  في مسيرات سلمية في دردشة عبر موقع التواصل اإجتماعي بالقول أن الحراك الشعبي السلمي مستمر بصورة شبه يومية، وهو الذي أسقط حكومة الجنرال البشير، ليكشف أن  ضباط من القوات المسلحة ومعهم قائد مليشيا الجنجويد تمكنوا من  سرقة الثورة والإستئثار بالحكم، مضيفا أن مفاوضات تجري الآن بينهم وبين قادة الثورة من المدنيين بوساطة أفريقية، من أجل إقتسام السلطة، وإيجاد صيغة تمكنهم من محاسبة رموز النظام السابق، ولكن - كما يضيف هو- لا زال الدرب طويلا، معبرا عن إيمانه القوي بأن الحراك سوف يفتح الطريق للديمقراطية وتختفي عكازة البشير نهائيا من أرض السودان ودارفور، والذي تمثله الآن الدولة العميقة والمجلس العسكري الذي يقوده جنرالات مع قائد الجنجويد، محملين المجلس العسكري مسؤولية ما حدث في مدينة الأبيض، لأن ما وقع يدخل ضمن جرائم ضد الإنسانية.

حسب المحللون فالنظام السوداني كباقي الأنظمة العربية كله عوج، تملكه مافيات مدربة على القتل والبلطجة على طريقة الحكام الذين أسقطهم الربيع العربي، وأنه لن يخرج عن قانون التاريخ، ولا محالة أنه سيموت في يوم لا ريب فيه، كما مات من سبقه من الذين لم يعرفوا سوى الدكتاتورية،  تقول تقارير أن هناك محاولات لفتح الطريق إلى مستقبل واعد في السودان لو ثبت الحراك السلمي على موقفه ويكون هناك اتفاق على تدويل القضية أمام هيئة الأمم الكمتحدة  لمحاكمة ميليشيات الجنجوين الذين وصفوهم بالمرتزقة ومن يدعمها من رموز النظام الفاسد والدكتاتوري، وإلغاء ما سمّوه بقانون "التنين"، من خلتاله يسمح النظام الفاسد  اعتقال  كل من انضم إلى صف المعارضة،   حتى يكتب اسمه ( أي الحراك)  في التاريخ، وعن جرائم ميليشا الجنجويد اوضح محدثنا ان لا تحصى ولا تعدّ  من دارفور إلى الخرطوم، والمعروف عن الجنجويد أنها ميليشيات تكونت من القبائل العربية، كان موسى هلال أول زعيم للميليشية، بين عامي 3003 إلى 2013  وهو ينحدر من قبيلة المحاميد، واستطاع أن يؤثر في شباب القبيلة ويجندهم، ثم جمع بعض القبائل ومنحهم اسماءً عسكرية، ذلك بدعم من الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي نزع عنهم صفة القبلية وضمهم إلى أجهزة الأمن عان 2013،  تحت مسمى "قوات الدعم السريع"  بقيادة  حميدتي.

 حسب التقارير فإن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم بشعة ضد مواطنين عزل وصفت بجرائم حرب،  حيث أضحت أكثر شهرة في عدائيتها ورفضها المطلق للتغيير، وهو ما يخشاه الثوار السودانيون الذين يقودون الحراك الشعبي  بأن تتحول السودان  إلى دولة ميليشيات، في حالة وصول الجنجويد  إلى الحكم، أم أنه سيحدث العكس بالقضاء على الدكتاتورية، وهو ما راهن عليه مارك بالمر في كتابه "كسر محو الشرّ الحقيقي"  breaking the real axis of the evil، أنه لن يدخل عام 2025 إلاّ وقد انقرض ما تبقى من خمسين دكتاتورا في العالم، وكما قال الدكتور خالص جلبي : "يمضي التاريخ وتنضج الشعوب ويُسْحَقُ الجبّارون سحقا"،  تجدر الإشارة أن الصراع في السودان كما تشير التقارير بدأ منذ انقسام الجنوب عن السودان، خاصة وهو يحتفظ بمعظم النفط السوداني، مما جعل السودان في حالة ضعف كبير بعد تصويت الجنوب على الانفصال في الاستفتاء الذي نص عليه اتفاق السلام الشامل، وذلك بنسبة 99 بالمائة  لصالح الانفصال،  ويعدّ جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان  عام 1983  من اكثر الزعماء  السياسيين، وهو الذي وقع على اتفاقية السلام الشامل مع الخرطوم في 2005 التي منحت للجنوب الحكم الذداتي لمدة 06 سنوات على أن يتبع ذلك استفتاء على الاستقلال.

 

قراءة علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم