صحيفة المثقف

كلمات فلسفية بالحياة والوجود (4)

علي محمد اليوسفتعريف اولي: دأبت على كتابة عبارات فلسفية التي هي شذرات تغني عن الخوض في تفاصيل لا تحتملها الشذرة التي غالبا ما تكون مكتفية بايصال المراد المطلوب منها، وقد ضمنت الاجزاء السابقة منها كتبي كموضوع مستقل، وفي ما يلي الجزء الرابع منها، أملي ان تحظى بمتعة القراءة وفائدتها:

- كل مبدأ بالحياة لا يقترن بضمير أخلاقي، يجني اللعنات في حياته ومماته، لأنه يستغفل الناس من أجل مصالح بعض التافهين الذين تبتلى بهم الشعوب في كل الازمنة والعصور.

- الحقيقة هي ما نجهله وليس ما نعرفه.

- الحقيقة معنى أستدلالي معرفي مطلق نتوّسله في بلوغ العديد من الخبرات المعرفية النسبية على طريق البحث عنها  .

- التفلسف دليل منطقي لمعرفة الحياة لا يحتاجه معظم الناس.

- ليس كل موجودات الطبيعة والعالم الخارجي جديرة بالاهتمام والبحث في وجوب معرفتها.

- أجمل مافي الحياة وأسوأ مافيها نعجز التعبير الصادق عنهما باللغة، مثلما تقوم به التجربة الواقعية في التعّبير من غير لغة تواصل .

- لا ينفصل سعي الانسان توكيد وجوده الحقيقي، عن محاولته أدراك معنى الحياة.

- مشاعر وضمير ووجدانات وغرائز الانسان ومشاعره وعواطفه لا يقاطعها العقل بل يعطيها قيمتها الحقيقية في بناء حياة الانسان، والقول بأن مصدرها القلب أنما هو تعبير مجازي ليس الا..

- يذهب الكثيرون أن الغرائز والعواطف والاخلاق والحب كلها مصدرها القلب وهو تعبير مجازي، لكن الانسان لا يعيش بها وحدها، وهي مصداق عبارة ويل ديورانت (يعيش الانسان بغريزته وبصيرته، لكنه يتقدم بعقله وذكائه).

- أحيانا يتغاضى العقل عن معالجة كل تفاهات الحياة ليس لقصور فيه ولكن لأمانة يلتزمها العقل في معرفته طبيعة الانسان الحقيقية أنها تنزع دوما نحو السطحية في التفكير... .

- العلاقة الجنسية تكون في وصاية العقل عنها، أي هي من أختصاص الجملة العصبية والدماغ في تنفيذها، ولا وجود للاشعور ينوب عن العقل فيها، وهي عصيّة على التعبير اللغوي..

- الدين قيمة حقيقية مطلقة وليست قيمة ذاتية فقط، ولفهم مطلق الحقيقة الدينية والجمالية والاخلاقية، علينا التعالي عليها بمنطق التسليم بأهميتها خارج أدراكات العقل الصارمة.

- الوجود الحقيقي للشيء هو ما يعرفه العقل وليس ما تدركه الحواس.

- يقول اوستن أحد رواد الفلسفة التحليلية (أنه قد أذهله حقيقة أن قول شيء لا يعني ببساطة أن تفصح عن شيء ) وفي هذا المعنى أما أن تكون اللغة مخاتلة ومراوغة في عدم أبانتها عن صدق التعبير، وأما أن يكون العقل عاجزا تماما عن مطابقة مدركات موجودات الاشياء في الواقع مع الذهن التجريدي في تعبير اللغة القاصر..

- حين يعجز الانسان تبدأ الحياة تلاشيها من بين يديه.

- ليس كل ما لا نفهمه يكن خاطئا.

- المكان وجود متعين في الزمن، ولا مكان مدرك خارج الزمن..

- الزمن لا يدرك ولا يقاس بغير استدلال مكاني يلازمه..

- مكان الشيء وزمانيته حقيقة واحدة..

- الزمان ثبات في أدراك العقل حركة الاشياء في سيرورتها..

- يذهب هيجل الى أن ما يدركه العقل واقعيا يتحتم وجوده بالضرورة في عالم الاشياء، ومن الخطأ أن نفهم عبارة بارمنيدس (اللاوجود موجود) أنها مناقضة بالفهم لعبارة هيجل ، وبهذه العبارة يرى يارمنيدس اننا لا يمكننا تحديد وجود الاشياء كمتعينات واقعية بغير الاستدلال الافتراضي بأن اللاوجود يكون موجودا في برهة زمنية لاحقة لا يدركها العقل قبل أدراكه وجود اللاموجود في حضوره الواقعي، والعقل يعجز عن أدراك الاشياء من غير زمان يدركها أولا.

- اللاوجود موجود زمانا في غياب أدراكه موجودا..

- الضمير عقل وجداني وليس وجدانا فطريا خارج مدركات العقل.

- رفض الكثير من النتائج المنطقية التي ينتهي أليها العقل، لا تتم بغير وصاية العقل وليس في رفض الفطرة النفسية لها بمعزل عن الارادة .

- قيمة الانسان وقيمة الحياة وحدة متكاملة ولا قيمة للحياة ممكن تصورها من غير حضور مركزية الانسان فيها.

- حقيقة الشيء ليس ما يدركه العقل بل ما يفهمه ويعرفه عنها.

- أنكر بيركلي وجود المادة والعالم الخارجي فأسرع هيوم الى أنكار العقل والسببية، وبذلك وضعا أدراك الانسان للاشياء والموجودات في أدنى مرتبة من الحيوانية البهيمية في التفكير التي تدرك فيه غذائها بالحواس والعقل المحدود معا.

- ذهب المثاليون الجدد بعد كانط أن الموجود لا يوجد بذاته في تداركهم سقطة كانط الذي قسم الموجود الى شيء بظواهره وشيء بماهيته كوجود بذاته، وعلى العكس من المذهب الفلسفي المادي ذهب المثاليون الى أن الفكر ينشيء جوهر الاشياء، وهو محال في المادية..

- يعرف هيدجر العدم بانه النفي القاطع لكل وجود يحكمه الفناء المطلق المحكوم بالموت، وهذا التعبير خاطيء تماما فالعدم ليس وجودا يعقبه فناء الموت، بل العدم افتراض استدلالي لمعرفة الموجودات الحقيقية في عالم الاشياء.

- الوعي الحقيقي الذاتي هو في وعي الآخر كموضوع، والآخر وجود مغاير للوعي الذي يدركه.

- ما له قيمة بالحياة لا يجد صداه في الجهل والتخلف والنفاق المجتمعي.

- غوص الفلسفة وأبحارها في أعماق اللغة كنسق تجريدي في مباحثها لا تجد حصيلتها اللؤلؤ بل تجد وفاض وخلو اليدين ألا من التجريد الفائض عن القيمة الحقيقية خارج الثرثرة اللغوية والاستيهام بلا معنى...

- الزمان يدرك الاشياء قبل العقل لأنه وسيلة العقل بالادراك ولو تسنّى للعقل أدراك الشيء من غير أسبقية الزمان لما أحتاجه وسيلة أدراك له..

- الزمان وسيلة أدراك العقل وليس موضوعا لادراكه ... وبذلك يعجز العقل أدراك ماهية الزمان..

- نحتاج نقد فلسفي وليس عروضا فلسفية أشبعت تكرارا.

- لم يسىء الملحدون لوجود الله قدر أساءة المعجزات الارضية التي أدعاها الانبياء وخرافات الكتب الدينية وتدليس رجال الدين.

-  قد يعجز الانسان الوصول لكنه لا يعدم المحاولة بعد سقطة الفشل.

- الاخلاق ضمير الانسان الفطري يتكامل في المكتسب بالتربية والخبرة الاخلاقية المتراكمة عبر السنين، ونزعة الخير ليست فطرة بالانسان فقط بل هي تدريب مكتسب بالحياة يبدأ بالطفولة ولا ينتهي بالموت لأنه يصبح ميراثا جينيا ترثه الاجيال وتتناقله جيلا بعد جيل..

- أحيانا وفي كل عصر ومكان تصبح مؤلفات بعض الكتاب والادباء أرخص من باقة (كرفس)، تنظيفها يسبب عناءا أكثر من فائدتها المرجوّة منها.

- لو كنا نمتلك الشجاعة الكافية في مصارحة أنفسنا بأخطائنا، لوجدنا ما نرتكبه من أخطاء أكبر بكثير مما أنجزناه من صواب في حياتنا..

- يذهب ديفيد هيوم (اننا نعرف العقل كما نعرف المادة عن طريق الاحساس)، فكيف نفسّر قابلية أدراك العقل لنفسه؟ بما يمّكنه من تفسير الاحساسات التي تعطي العقل ميزته التخليقية في معرفته مدركات الاحساسات وتنظيمها في الذهن، ومن أين أستمد العقل قدراته التنظيمه للاحساساسات أذا ذهبنا مع ديفيد هيوم العقل مجموع الاحساسات المنتظمة داخله؟؟

- من روائع عبارات ويل ديورانت نقلا عن ديفيد هيوم في كتابه قصة الفلسفة (أننا لا ندرك العقل بالحواس أطلاقا كذات مستقلة) لذا تكون وصاية الاحساسات على العقل وهم كبير، والأخطر من ذلك وهم تعريف العقل عند لوك هو أنه حصيلة ما تدّخره حواسنا في الذهن وبهذه الحصيلة ندرك وجود العقل..

- أن الذين يحصرون مهمة العقل بالمشاعر والعواطف والذكريات والاحساسات، يتناسون حقيقة العقل أكبر من هذه الصفات مجتمعة.

- تبدأ الفلسفة الحقيقية عندما لا يبقى لها معنى نستقيه من الكتب عوضا من أكتسابها في التفكير الذاتي بالحياة..

- لا يستطيع الفرد تخريب مجتمع، مثلما تفعل سلطة المجتمع تخريب أفرادها.

- عندما يحاربك الفاشلون من حولك، تأكد أنهم يرفعونك في غيرتهم منك.

- لم أجد في شوبنهور فيلسوفا جديرا أن يكون ندّا مكافئا لهيجل..

- مشكلة العرب كأمة تقوم على منازعة الاقطارالعربية الزعامة في قيادة الاقطارالعربية الاخرى، ولهذا سوف لن يكون للعرب دولة موحدة كبرى عبر التاريخ المنظورعلى الاقل..

- نحتاج العلم الذي يقوده العقل كما نحتاج الفلسفة التي تقود حياة الانسان..

- وجدت أن معظم مجتمعاتنا العربية تلجأ الى استبعاد العقل من حياة الناس بأسم الحفاظ على الدين، فبقيت تلك المجتمعات في مغطس الجهل والتخلف تحارب العلم في وقت تستهلك منتجاته في أدامة حياتها متجاهلة حلال وحرام الدين...

- دفعت ضريبة أفكاري بما هو أشنع من الموت..

- ليس من المعقول أن لا يمتلك العقل نظامه الخاص الذي يتعالى به على قوانين الطبيعة.

- العقل يعقل نفسه ويعقل الطبيعة والعالم الخارجي كمواضيع أدراكية في وقت واحد، وهذا ما لا تتوفر عليه قوانين الطبيعة فهي لا تعقل ذاتها ولا تعقل الانسان كموجود يمثل الجزء المتمايز عن جميع مكوناتها..

- العقل قسمة عادلة بين البشر في تمايزه النوعي ذكاءا وقدرات متباينة.

- من أروع عبارات هيجل قوله (العقل جوهر الكون، وتصميم الكون عقلي تماما)..

- لا وجود لانسان متصالح مع ذاته متطابق معها في الوجود والماهية ولا يعيش تناقضاته الداخلية العميقة في نفسه والعالم من حوله..

- الافكار التصورية للعقل أنما هي مرتبة ثانية في أدراك العقل للوجود، فالعقل يدرك الوجود المادي للاشياء قبل الاهتمام بها صورا تجريدية منتظمة، ومخرجات العقل لا تعامل الادراكات صوريا في التعبير اللغوي على أنه هدف وقصدية الادراك بل الأهم فهمها وتفسيرها..

- بخلاف هيدجر الذي يقول (الانسان لا يملك وجوده لأنه هو هو وجوده ) نقول أن الانسان يمتلك وجوده في وعيه لذاته..

- أعتزلت الخبثاء بمدينتي وتركتهم في وحول قذاراتهم يسبحون..

- رغم قساوة الماضي الا اننا نجد فيه من قيم نفتقدها في حاضرنا..

- لم أجد أصوب من تعبير المفكر فؤاد زكريا توصيفه جاك دريدا أنه كان بارعا  في أختراعه لا شيء،.

- الانسان الصالح ضمير اخلاقي قبل كل شيء..

- لم أجد في عبارة ياسبرز أي معنى في ربطه التفلسف بالموت قوله (التفلسف هو تدرب على الموت).

- هيهات يمتلك الفاسدون من السياسيين العراقيين  تاريخا غير مزبلة التاريخ..

- من المفارقة أن نجد الفلسفتان المادية والمثالية كلاهما تنزعان نحو أعتماد مرجعية العقل في الاحتكام، وكذلك مرجعية العلم في تعزيز منجزات الفلسفة.

- أنه لمن المهم معرفة أن الصفات الالهية التي يخلعها البشر على الخالق هي ذاتها التواصيف التي تعتمدها الاديان الوثنية، كما في الاساطير اليونانية والديانتين الهندوسية والبوذية.. ففي أساطير اليونان عندما تعجز الالهة من تجسيد قدراتها يكون التعويض في أنابة خلع تواصيف عليها هي لاتستطيعها ولا هي تمثّل خصائصها الحقيقية.

- توجد حقائق مطلقة أفتراضية في الفلسفة والحياة ولا توجد حقائق يقينية، كما هو الحال في الرياضيات والعلوم الطبيعية..

- حقائق الحياة مكتشفات أنسانية معظمها يتم أدراكها بالصدفة العمياء في سعي الانسان أستجلاء حقائق القوانين التي تحكم الطبيعة.

- الحقيقة الفلسفية ليست تطابق مافي الاذهان مع ما في الاعيان، بل هي حقيقة مطابقة ما في الاذهان مع الوجود الافتراضي المطلق للحقائق المتجددة دوما.

- الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يعي ذاته بنفس أهمية وعيه غيره من جنسه وفي وعيه مواضيع الطبيعة وعالم الموجودات..

- اللغة والحدس كلاهما تعبيرات تخارجية مع الموضوعات يصدرها العقل في مصنع الحيوية العقلانية في التفكير بالموجودات وأعطاء الاحكام والتقارير المعرفية بشأنها..

- اللغة كما الحدس لا يسبران حقائق الاشياء، لأن معرفة حقائق الاشياء أما أن تكون بالتجربة المعرفية، أو أن تكون واقعا متخيلا في الفكر قبل تعبيرالحدس واللغة..

 

علي محمد اليوسف /الموصل

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم