صحيفة المثقف

طائرات حوثية مسيرة تقصف حقل الشيبة في العمق السعودي

بكر السباتينفي ضربة غير متوقعة ودون أن يتم رصدها سعودياً، شنت عشر طائرات مسيرة تابعة لحركة "أنصار الله" الحوثية اليمنية غارة على حقل الشيبة ومصفاته التابعة لشركة أرامكو العملاقة في العمق السعودي.. وهو شريط ساحلي ترابي يمتد حوالي 40 كم على طول الخليج العربي جنوب خور العديد القطري، علماً بأن هذا الحقل موضع خلاف بين الإمارات والسعوديّة رغم شراكتهما الاستراتيجية الآثمة في التحالف ضد اليمن.

من جهته اعترف خالد الفالح وزير الطاقة السعودي بوقوع هذا الهجوم، منوهاً إلى أنه تمت السيطرة على الحريق الذي نتج عنه مؤدياً إلى وقوع أضرار طفيفة لكنه في المقابل ترك أثره السلبي في العمق المعنوي للتحالف السعودي والإماراتي.

وللتذكير فإن معظم الغارات التي شنتها حركة “أنصار الله” في العمق السعودي، سواء في مدن الحد الجنوبي في جازان ونجران وعسير ومطاراتها، تجنبت إحداث خسائر في صفوف المدنيين وكانت تستهدف المرافق الحيوية أو العسكرية، على عكس غارات طائرات التحالف الإماراتي السعودي التي استهدفت مستشفيات ومدارس، وأسواق، ومجالس عزاء، وحفلات زواج، وإذا وقعت خسائر بشريّة مثلما حدث في مطار أبها نتيجة قصفه بصاروخ مجنح، فإنها حدثت بالخطأ، وكانت معظمها إصابات طفيفة رغم محاولة الإعلام التابع للتحالف التهويل من النتائج لكسب التعاطف الدولي الذي حرم منه في سياق هذه الحرب الظالمة على اليمن.

واللافت أيضاً بأن السعودية بالذات رغم هذا الاستهداف الحوثي لهيبتها وضربها في العمق الحيوي إلا أنها تقف مترددة أمام معالجة الموقف من خلال المفاوضات مع الخصم واستغلال الظروف المناسبة لذلك، علماً بأن تطورات حرب اليمن، سواء العسكرية أو السياسية منها، بما في ذلك الانسحاب الإماراتي، ونجاح قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في الاستيلاء على قصر المعاشيق، ومعظم المراكز العسكرية لقوات "الشرعيّة" وطرد وزرائها، تؤكد على أنّ الخيارات السعودية بالاستمرار، وحسم هذه الحرب لصالحها، بات ميئوساً منها ما يسترعي  مراجعات سريعة للموقف للخروج من عنق الوجاجة.. فصاحب الحق ضربته مضاعفة وسينتزعه من أشداق المعتدي رغم جبروته.. حقناً لدماء اليمنيين.

ولعل العبرة من الردع الصاروخي الحوثي الفعال هو أن يتعلم كلٌ من السعودية والإمارات كيف أن التدخلات ضد شعوب المنطقة ليست ذات جدوى وهي في المحصلة تصب في صالح أعداء الأمة وإن التفاهم الإقليمي بعيداً عن التحالف مع العدو الصهيوني أجدى نفعاً للأمة العربية وخاصة دول التحالف المصابة بالعمى الإنساني والاستراتيجي.. وتحاشياً لعواقب السياسات العدوانية في المنطقة لا بد من اعتماد قاعدة أساسية في العلاقات الثنائية بين الدول، وهي: "حافظ على صديق واصنع آخر ثم حيد عدو".. أفلا يعقلون.. عجبي..

 

بقلم بكر السباتين

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم