صحيفة المثقف

الـ (ربما) واحتمالاتها

1095 ربمافي ديوانه المعنون (ربما) المنضد ب ١٠٦ صفحة ب عدد ٢٦ قصيدة موزونة والحائز على جائزة الشعر للشباب التي أقامها اتحاد الأدباء والكتاب في العراق..

أخذ الشاعر حسن سامي من الشعر الموزون الوزن والكبرياء والاعتزاز بالذات ومن قصيدة النثر الفكرة وبساطة المفردة فجمعها في خلطة واحدة لتتلائم قصائده مع روح العصر دون التضحية بأصل الشعر العربي. والجهد كبير وواضح في اعداد هذه الخلطة التي بدت متجانسة تماما دون إرباك أو نشازات وهو أمر يحسب للشاعر الشاب في ديوانه الثاني إذ سبقه ديوانه (الحاملون بريد النخل) وهذا إنما يؤشر لموهبة فطرية مع اجتهاد في القراءة والدراسة والمتابعة لصقل هذه الموهبة الشعرية المميزة والتي تبشر بشاعر يملك أدواته ويحسن تطويعها.

وقد غلبت روح القصيدة العربية الموزونة بكبريائها واعتزازها على كل القصائد من أولها إلى آخرها في المجموعة دون أن تستثني منها واحدة سواء ما يتعلق بالشاعر نفسه أو بمن حوله من أشخاص ذكور وأناث وأمكنة كمدينته البصرة أو بلاده العراق بشكل ظاهر أو مبطن. حتى ليشعرنا بصبغة ولو طفيفة من نرجسية (ربّما)_ وهو عنوان المجموعة _إيجابية نتمنى أن لا تنمو فتتغلب لتتجاوز الكبرياء والاعتزاز بالذات وربما هو متأثر بالشاعر المتنبي ببيته المشهور (الخيل والليل والبيداء تعرفني .. الخ) لكن بما يتوافق مع عصرنا الحالي..

والمفارقة أن وردة النرجس حاضرة وبقوة في مجموعته ونحن نعرف أصل هذه الوردة وارتباطها بالنرجسية فقد أهدى مجموعته إلى ابنته الصغيرة (نرجس) وذكرها في قصيدة (ربما احلق على متن وردة) ص ٤٩ وقصيدة قل هل اتاك حديث النرجس ص ٣٧. واشتق منها فعل تتنرجس في قصيدة آخر شهقات المينا.. و (ربما) هو لم يقصد هنا غير زهرة النرجس بجمالها وطيب رائحتها لكنه فتح لنا باب الاحتمالات دون أن يشعر ب (ربما) ..

ولو تتبعنا القصائد من أولها لاكتشفنا ذلك في

القصيدة الأولى

هكذا تكلم علي شريعتي

 

في زحمة اللاشئ وحدي عارفٌ

أتلو أناي الى (أناي) مفسِّرا

ص٨

لا لون يحكيني

لأني خارجٌ عن فكرة المألوف.. لستُ مؤطرا

ص٩

قصيدته الثانية

هروب إلى ماوراء الكون

 

هربت

من لعنة التحجيم

من لغتي

إلى فضاء عن التأطير منفلت

ص ١٠

 

قصيدته الثالثة

مما لا يُحكى

 

يتحدث عن حال جيله .. فيقول بتميز رغم التأسف

 

إلى الهوامش منفيون وا أسفي

كأننا ولِدنا خارج القوس

ص١٥

 

قصيدته الرابعة

نبوءةُ عاشقٍ مرقّطٍ

 

جندي عراقي يخاطب أخيه في السلاح

 

فغدا ستدمِنُك القصائدُ نغمةً

لولاك كلُّ الاغنياتِ

تُعطّلُ

ص ٢١

 

قصيدته الخامسة

وصايا لا تشبه الشعر

 

عبارة عن سلسلة من أفعال الأمر يوجهها لنفسه عبر توجيهها إلى الآخر أهمها

 

وامنح جيادك صولة

واربأ بنفسك زاجرا

 

كن صوت من خلقوا الصدى

لا تخش فاهاً فاغرا

 

ص ٢٤

 

قصيدته السادسة

القصيدة بلا عنوان... لأن العناوين لا تكفي

 (إلى أكرم الأمير) صديقه الشاعر الذي رحل مبكرا يقول

 

تَرجّل

عن حياة دون معنى

لأنّا من عراق ليس منّا

ص ٢٥

 

قصيدته السابعة

ماتسرب من ذكريات الجلنار

 

يصف امرأة

 

تهاطل الدرّ

من احداقها شغفا

به النبيات تُغري نزوة القمر

 

ص ٢٩

 

قصيدته الثامنة

آخر شهقات المينا

 

يخاطب محبوبته

 

أضيفي الى النجماتِ شيئا مؤنثا

فلولاك حتى البدرُ

بدرٌ مدلَّس

ص٣٦

 

قصيدته التاسعة

قل هل اتاك حديث النرجس

 

تقول صغيرتي:

 

أنا

الأخطاء تكبرني كثيرا

هل الألعاب تُحسب من ذنوبي؟!

 

ص ٣٧

قصيدته الحادي عشر

من مذكرات نهر أسمر

 

يصف مدينته البصرة

 

خيول للغزاة تموت فيها

لتبقى قيد وحدتها السروج

 

ص٥٥

 

وهكذا لو اتممنا بقية القصائد حتى نصل إلى آخرها

 

قصيدته السادسة والعشرون

إليها أولا وأخيرا

 

مجازاتي القديمة محض كذب

وقبلك يا _ أنا _ الشعر_ ادعاء

 

ص ١٠٤

 

نلاحظ أناه حاضرة وبقوة حتى عند محبوبته..

***

منتهى عمران - البصرة / العراق

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم