صحيفة المثقف

مقاربة في الفن الآشوري.. جدلية الفن والسلطة

غزوان العيسىمقدمه: سوف نتحدث عن تاريخ " الفن الآشوري"، ومنتجاته والحقب والأحداث التي مرت بها الدولة الآشورية وملوكها والظروف التي نشأ في ظلها الفن الآشوري ومن أين اقتبسوا بعض أعمالهم وما هي أبرز أنواع الفنون التي اعتمد عليها الآشوريون وسوف نتحدث عن العمارة في الدولة الآشورية وظروفها وأبرز المعالم وطرق الزخرفة وعلى ماذا اعتمدوا من مواد أولية لبناء القصور والمعابد ولماذا كانوا يقومون بتزيين تلك المباني.

تاريخ الفن الآشوري

ومما يقال عن تأريخ الفن الآشوري إنه يمكننا تحديد زمن ولادته في القرن الرابع عشر ق.م، أي في العصر الآشوري الوسيط، اما ما قبل ذلك أي في العصور القديمة فإن ما ظهر من فن في بلاد آشور كان مقتبساً كله تقريباً من الفن البابلي في الجنوب بيد أن شخصيته أخذت تستقل وتتميز منذ العصر الآشوري الوسيط في طرزه وأساليبه وفي مواضيعه ولا سيما الشؤون الدنيوية الخاصة بالدولة وأعمال الملوك، أما في المواضيع الدينية فقد حافظ على المآثر القديمة. وفي وسعنا الوقوف على الخصائص المميزة للفن الآشوري من زمن الملك "توكاتي ــ نينورتا" الاول (1208 – 1244 ق.م)، وفي مقدمة ذلك المشاهد العسكرية مثل الملك مع جنوده وعرباته الحربية، ومثل استعمال الآجر المزجج واستعمال رمز "الشجرة المقدسة".

أخذ الفن الآشوري طابعه الخاص أخيراً في العهد الآشوري الحديث اذ طغى عليه تمثيل مشاهد الحروب والصيد والشؤون الملكية الأخرى مما كان يزين قصور الملوك، كحصار المدن ودك الحصون وتهجير السكان وسوق الأسرى والتمثيل بهم، إلى غير ذلك مما يمكننا أن نقرأ فيه تطور أساليب القتال آلات الحرب والأسلحة. ومن الممكن تقسيم الفن الآشوري على ثلاث حقب أو أطوار:

فالطور الأول يمثل عهد الملك آشور ناصر بآل الثاني (859 – 883 ق.م) وعهد ابنه شيلمنصر الثالث (824 – 858 ق.م) إذ جاءتنا من عهديهما قطع فنية ممثلة مما لم تكن معروفة في السابق.

إما الطور الثاني: فيبدأ من القرن الثامن ق.م، من عهد الملك ثجلاثبليزر الثالث (727 – 744 ق.م) وشيلمنصر الخامس (722 – 726 ق.م) وسرجون الأكدي (705 – 721 ق.م)

ويمثل الطور الثالث: عهود خلفاء سرجون، وهم : (سنحاريب وأسرحدون وآشوربانيبال).

فإن الفن الأشوري ركز على الطابع العسكري وإظهار قوة الملوك وهيبتهم فكانوا يعبرون عن هذه القوة عن طريق التماثيل المنحوتة والنحت على جدران القصور والمعابد فكانوا يميلون إلى النحت بشكل أكبر من الفنون المتبقية ؛ فكانت اعمالهم الفنية ذات طابع عسكري أكثر من كونها ذات الطابع الديني فإن الفنون الأشورية قد اكتسبت بعض الطرق الفنية من الحضارة البابلية إن أسلوب النحت البارز أصيل وعريق في حضارة وادي الرافدين فقد ظهر منذ العهد الشبيه بالكتابي في منتصف الألف الرابع ق.م، واستمر في تقدمه وتطوره في العصور الآتية، فسار الآشوريون على هذا التراث القديم.

ظروف نشأة الفن الآشوري

كان الفن الآشوري متعدد المظاهر، فقد شيّد ملوك آشور أبنية رفيعة المستوى زادت الزخرفة في تألقها، وكان الآجر الرمادي هو "الخامة" الأساس في البناء أما العناصر الجمالية المضافة إليه فتزيده بهاءً؛ ويرجح أن الأخشاب والستائر كانت تغطي الجدران من الداخل في المعابد والقصور ولكن من المؤكد أن الآشوريين تبنوا فن التصوير الجداري، الموروث عن أسلافهم من شعوب بلاد الرافدين، في تلوين جدران قصورهم في كل المواقع التي مرّ ذكرها؛ ولكن المجموعة المهمة التي عثر عليها في قصر تل برسيب على الفرات الأعلى في أقصى المملكة (تل أحمر في سورية اليوم) تعد مثالاً للفن الآشوري وتشكل مساحة مئة وثلاثين متراً من التصوير على الجدران، ويستشف من تجميع القطع أنها تمثل رحلات صيد وتربية خيول كما تظهر جمال الملابس التي كانت سائدة آنذاك (بعض تلك القطع موجود في متحف حلب وكثير منها في متحف اللوفر في باريس).

فان الفن الآشوري كان مفعما بالزخرفة والفن وكانوا الأشوريين يزينون معابدهم وقصورهم بلوحات منحوتة التي اكتسبوها من أسلافهم والحضارات التي سبقتهم في وادي الرافدين .

العمارة في العصر الآشوري

ويمثل هذا العصر بدء نشوء العمارة الآشورية التي تركزت في مدينة آشور ومدينة تبه كورا. ويتميز هذا العصر بعدم وجود آثار عمرانية كافية تساعد على تشخيص مظاهره المعمارية، ولكن يلحظ من خلال البقايا القليلة لهذا العصر من مخلفات فنية معمارية أنها مقتبسة كلياً من الفن والعمارة في الجنوب. مدينة كول تبه-2 العمارة في العصر الآشوري الوسيط (1521 ـ 911 ق.م ) .

يتميز هذا العصر بمرحلتين رئيستين: الأولى الممتدة 1512ـ 1400 ق.م إذ سيطرت الدولة الميتانية والحورية على بلاد آشور في نهاية هذه الفترة، وأصبح الفن والعمارة الآشورية متأثراً بالفن والعمارة الميتانية والحورية. حتى ظهر ملوك آشوريون أقوياء حرروا الدولة الآشورية من الاحتلال، وعملوا على بناء عاصمة جديدة عرفت بـ (كالح) نمرود التي تمثل العاصمة العسكرية للدولة.

لم تكشف التنقيبات التي أجريت في آشور لحد الآن إلا عن جزء ضئيل من المباني والإنتاج الفنية. وعلى الرغم من كل أعمال التنقيب التي قام بها البريطانيون لسنوات عديدة في خرائب مدينة كالح فإنه لم يكشف حتى الآن عن أي شيء من الطبقات الآشورية الوسيطة . ولكن يمكن اعتبار بدء ولادة الفن الآشوري من (القرن الرابع عشر ق.م)، أي منذ استقلال الدولة الآشورية الذي مهد لتطوره وأخذ سمات مميزة في العصر الآشوري الحديث.

خاتمه

فانه الفن الآشوري قد ركز على الطابع العسكري واظهار قوة الملوك وهيبتهم فكانوا يعبرون عن هذا القوه عن طريق التماثيل المنحوتة والنحت على جدران القصور والمعابد فكانوا يميلون إلى النحت بشكل أكبر من باقي الفنون.

فإن الفنون الآشورية اكتسبت بعض الرقي الفني من الحضارة البابلية.

 إن أسلوب النحت البارز أصيل وعريق في حضارة وادي الرافدين فقد ظهر منذ العهد الشبيه بالكتابي منتصف الألف الرابع ق.م.

 واستمر في تقدمه وتطوره في العصور الآتية، فسار الآشوريون على هذا التراث القديم فإن الفن الآشوري كان مفعما بالزخرفة والفن وكان الآشوريون يزينون معابدهم وقصورهم بلوحات منحوتة.

ويمكن عد بدء ولادة الفن الآشوري من (القرن الرابع عشر ق.م) أي منذ استقلال الدولة الآشورية التي مهدت لتطوره وأخذه سمات مميزة في العصر الآشوري الحديث.

 

بقلم: غزوان العيسى

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم