صحيفة المثقف

تخندق لا منطقي ولاعقلاني!

حميد طولستعلى ما يبدو لنظري المتواضع أن الخطر لا يكمن في التدوينة المشيدة بالإرهاب، رغم خطورة الدعوة لقطع رؤوس السائحات الأجنبيات اللواتي تطوعن لتعبيد طريق نائية بدوار بإقليم تارودانت بسبب لباسهن، وذلك لأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قادرة بنباهة كفاءاتها المتميزة ويقضتهم، على أن الوصول كل من يُشتم فيه شبهة التورط في أي قضية أو أي فعل إرهابي، كما حدث مع أستاذ القصر الكبير، الذي أُوقف مباشرة بعد نشره لتدوينته المشؤومة، عليه طبعا، كما أن الخطر لا يكمن في تدخل المستشار البرلماني الإسلاموي الذي هاجم "شرتات" المتطوعات التي أعمت بصره ونشطت مكبوتاته، يبقى الخطر كل الخطر في صمت القبور الذي نزل على ممثلي الشعب –من داخل حزبه أو من خارجه – وأصابهم بالصَمَم والعَمىَ، فلم يحتجوا أو يصرخوا ضد ما تضمنه تدخله النشز المستفز، من إعتداء وجبروت وارهاب ضد الوطن والشعب الذي يمثلونه، وكأنه ليس في الأمر ما يسيء للبلاد والعباد، أو أنهم يعملون بالمقولة المصرية "إبعد عن الشر وغني لو"، فسكتوا طواعية أو مرغمين بإغراءات الريع والامتيازات، عن ذاك الشر البين الذي لازال صدى زعيق تنديداتهم به خلال الانتخابات، يزلزل أركان ميادين التجمعات وقاعات المؤتمرات، ويرج صالونات الندوات، ويصم آذان المواطنين إلى الآن .

إننا هنا نطالب ممثلي الشعب المنتمين للأغلبية والمعارضة على حد سواء، بالكشف كل منهم عن موقفه الحقيقي تجاه مثل هذه الأشكال الفرجوية البئيسة، التي تنفر الفئات المثقفة من ممارسة السياسة، وحتى لا يقال أنهم مسلوبو الإرادة والهوية وبدون انتماء للوطن ولقضاياه، ويتهموا بالتواطئ والتآمر والتخندق في اللعبة الخطيرة التي يبحث من خلالها زميلهم "البيجيدوي" عن استرجاع أصوات ناخبيه بكل الأساليب، حتى لو كانت بركاكة سياسية شعبويتها، لممارسة الوصاية الدينية على المجتمع والدولة، خدمةً لمشروع الأحزاب الإسلاموي والتيارات السلفية والأصولية في الاستفراد بالتحكم في كل مفاصل القرار الوطني السياسي والاقتصادي والأمني..، الأمر الذي لاشك، أن التاريخ سيحاسب كل من تهاون في فضحه ومواجهته، وقصر في حماية مصالح الوطن والمواطنين من خطورته، لأن مصالح الوطن ليست لعبة، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع..."الحديث.

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم